هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

المرأة المصرية تسطر صفحة جديدة فى نضالها مع مواجهة فيروس كورونا

أعلنت "منظمة الصحة العالمية" في 11 مارس 2020، أن تفشّي مرض "كوفيد-19" الناتج عن فيروس "كورونا" المستجد قد بلغ مستوى الجائحة، أو الوباء العالمي، ودعت المنظمة الحكومات إلى اتخاذ خطوات عاجلة وأكثر صرامة لوقف انتشار الفيروس، معللة ذلك بمخاوف بشأن "المستويات المقلقة للانتشار وشدّته".

 


وأعلنت منظمة الصحة العالمية انضمام مصر لقائمة الخطر خلال الموجة الأولى مع ظهور ثانى إصابة فى أول مارس 2020، واعتمدت الحكومة المصرية عددا من الإجراءات والتدابير فى محاولات إحتواء الأزمة وإبطاء معدل انتشار وتفشى الفيروس، ومن هنا أعلنت المنظمة الدولية مخاوفها العميقة من أوضاع النساء المصريات اللاتى يواجهن الأزمة وهن جزء من مجتمع يرسخ قيم الأبوية والقهر والتمييز والعنف ضدهم منذ عقود طويلة.

فالنساء يواجهن الآن كل هذه المخاطر وتبعات انتشار وتفشى الوباء وهن فى موقع أضعف وأشد احتياجا التدابير خاصة وعاجلة لحمايتهن، وفى مرحلة زمنية قد لا ينتبه الجميع فيها بأولوية أوضاعهم رغم مضاعفة الأعباء الإجتماعية والنفسية والاقتصادية عليهن. 

تعاظم دور المرأة المصرية 

ومنذ بداية الأزمة تسطر النساء المصريات صفحة جديدة فى تاريخ نضالها ليس فى مجالات الحريات والحقوق فحسب إنما فى مواجهة فيروس كورونا المنتشر فى أكثر من 177 دولة حول العالم. حيث تحمل المرأة المصرية لواء الدفاع الأول عن الأسرة ضد فيروس كورونا، فثمة مسئولية اجتماعية و أسرية تعاظمت ووقعت على عاتق المرأة فى ظل هذه الظروف. 

أكدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة فى أحدث بياناتها، أن جائحة ( كوفيد_19) أثبتت أن المرأة محور رئيسى من محاور مواجهة المرض، حيث تقدم النساء كل يوم مساهمات حاسمة لمعالجة تفشي المرض، مشددة على أنها أزمة صحية عالمية لا مثيل لها فى 75 عاما من تاريخ الأمم المتحدة، وأنها أزمة تنشر المعاناة الإنسانية كل يوم، إذ إنها ليست مجرد مشكلة صحية وإتمام هى صدمة عميقة للمجتمع الدولى واقتصاده. 

وكشفت المنظمة الدولية أن وجود النساء فى صميم جهود الرعاية والاستجابة الجارية ضد جائحة (كوفيد _19) يؤكد مبدأ المساواة بين الجنسين، وأنهن يقدمن مساهمات أساسية كقادة ومستجيبات في الخطوط الأمامية ، ومهنيين صحيين،ومتطوعين مجتمعيين ، ومديري النقل واللوجيستيات ، وعلماء ، ولكنهن أكثر تضررا من الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية لتفشي المرض. 

حماية الأسرة

وتشكل النساء 70 % من العاملين فى القطاع الصحى والإجتماعي ويثمن بثلاثة أضعاف عمل الرجال فى الرعاية غير المدفوعة الأجر، وذلك بحسب ما أشارت إليه الأمم المتحدة .

وتعمل النساء المصريات على حماية أفراد الأسرة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد من خلال الحرص على نظافة الأولاد والبيت وتعقيمه وتطهيره باستمرار وهى المسئولة عن الحث والتذكير بأهمية النظافة الشخصية وغسل الأيدي، لصغارها، وهى أيضا التى تساهم فى رفع مناعة أفراد أسرتها بتقديم الغذاء الصحى المناسب لهم، كما أنها القادرة على توفير عوامل الجذب التى تشجع على أفراد الأسرة على الالتزام بالبقاء في المنزل أثناء الفترة المفروضة لعدم التنقل. 

وعلى جانب آخر، كانت التقارير الأولية تشير إلى وفاة عدد أكبر من الرجال نتيجة لجائحة كوفيد-19، فإن تأثيرها على صحة المرأة سلبي عموما بسبب إعادة تخصيص الموارد والأولويات، بما فيها خدمات الصحة الجنسية والإنجابية،  وازداد عبء عمل الرعاية غير المدفوعة الأجر نتيجة لبقاء الأطفال خارج مدارسهم، وزيادة حاجة كبار السن إلى الرعاية، وكون الجهات المعنية بتقديم الخدمات الصحية منهكة بحمل يفوق طاقتها، ومع تزايد الضغط الاقتصادي والاجتماعي المقترن بتقييد التجول وفرض تدابير العزلة الاجتماعية بسبب جائحة كوفيد-19، أصبح العنف الجنسي يتزايد بشكل تصاعدي، وثمة نساء كثيرات يُجبرن بسبب ’الإغلاق العام" على أن يلزمن بيوتهن بجوار من يضطهدونهن، في وقتٍ أصبحت فيه خدمات دعم الضحايا معطلة أو بات الوصول إليها متعذراً.

المساواة فى الجائحات

وتؤدي الجائحات إلى تضخيم جميع أوجه عدم المساواة القائمة وزيادة حدتها، وتؤثر أوجه عدم المساواة هذه بدورها على المتضررين بالجائحة، وعلى حدّة تأثيرها، ولقد خلقت جائحة كوفيد-19 وآثارها الاجتماعية والاقتصادية أزمة عالمية لا مثيل لها في تاريخ الأمم المتحدة - وهي أزمة تتطلب استجابة المجتمع بأسره لتتناسب مع حجمها وتعقيدها، ولكن هذه الاستجابة سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، ستضعف إلى حد كبير إذا لم تأخذ في الحسبان كيف أن أوجه عدم المساواة قد جعلتنا جميعا أكثر ضعفا في وجه تأثيرات الأزمة. أو إذا اخترنا ببساطة تكرار السياسات السابقة وفشلنا في استغلال هذه اللحظة لإعادة بناء مجتمعات أكثر مساواة وشمولا وقدرة على التكيف. 

وحسب دراسة أعدتها الباحثة الإجتماعية الألمانية لينا هب ونقلتها عنها صحيفة ألمانية فى (أبريل 2020)، أظهرت النتائج الأولية للدراسة التى أجريت أونلاين أن عدم رضا النساء يتعلق بالعمل والحياة بشكل عام فى الأسابيع الأولى لإغلاق رياض الأطفال والمدارس حيث كشفت النتائج الأولية للدراسة أن التأثيرات الإجتماعية إزاء كورونا المستجد ( كوفيد_19) على المرأة أكبر منها على الرجل ويتجلى ذاك فى الأعتناء بالأطفال والعمل فى الوقت نفسه من المنزل أو حتى العمل الإضافة خارجه. 

التداعيات الاجتماعية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على النساء أكبر منها على الرجال وتدل النتائج الأولية للدراسة أن عدم المساواة الاجتماعية تجاه المرأة في الأوقات العادية تتعاظم في زمن كورونا، وبناء من ذلك، ينبغي لكل خطة استجابة لجائحة.


وبناء من ذلك، ينبغي لكل خطة استجابة لجائحة كوفيد-19، ولكل حزمة تدابير وميزانيات تخصص موارد للتعافي منها، أن تعالج الآثار الجسيمة لهذه الجائحة على المرأة ، وهذا يعني إدماج النساء والمنظمات النسائية في صميم تدابير الاستجابة لجائحة كوفيد-19،و تحويل أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر المجحفة إلى اقتصاد رعاية جديد شامل للجميع ويعمل لصالح الجميع، وتصميم خطط اجتماعية - اقتصادية مع التركيز المتعمد على حياة النساء والفتيات ومستقبلهن، وإن منح النساء والفتيات أهمية محورية في الاقتصاد سيكون دافعا عميقا إلى تحقيق نتائج أفضل وأكثر استدامة في مجال التنمية لفائدة الجميع، ويدعم الانتعاش بسرعة أكبر، ويوفر لنا أساسا راسخا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق