هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

العفو عند المقبرة

غادة  طنطاوي، 

في الأسبوع الماضي لفت نظري برنامج يتحدث عن حراس المقابر، أشخاصٌ وصفهم مجتمعنا القاسي بقسوة القلب و موت الأحاسيس، مع أنهم في الحقيقة عباد سخرهم الله لقضاء حوائج غيرهم من البشر.


 

تحدث البرنامج عن حياتهم، نوعية عملهم، الصعاب التي يواجهونها و أغرب قصصٍ لموتى تم غسلهم و دفنهم على يد ذويهم، و قد قام أحدهم بشرحٍ مفصل لما يقوم به من اشراف على المقابر مع إبن له لم يتجاوز السابعة عشر من عمره. صورٌ كثيرة مرت بخيالي.. منذ موت أحد المقربين إلينا حتى وضعه في مثواه الأخير ليبدأ رحلة جديدة في عالم البرزخ.

و الشاهد في الموضوع الذي استرعى انتباهي، حتى أني لم أعد أسمع ما قيل، هو حال البشر في يومنا هذا..!! يموت أحدهم، فنبكي عليه، نستقبل العزاء فيه و نبتهل إلى الله ليغفر ذنوبه و يرزقه جنة الخلد بغير حساب، يُشَيِّع البعض جنازته، يواروا عليه التراب، يبكي عليه البعض و يتذكروا محاسنه، ثم يقرأوا الفاتحة و يدعوا له بالرحمة و الغفران و ينشغل الجميع بأمور الحياة الدنيا مرةً أخرى. سمي الإنسان بهذا الإسم نسبةً إلى النسيان.. ندفنهم و نحزن لفترة، لا نتعظ و لا نتوب.. و لا يخطر ببالنا أنهم السابقون و نحن اللاحقون.

مازلنا نمارس أسوأ عاداتنا دون توقف.. نعصي الله جهرةً و ندعوه في الخفاء ليغفر لنا و يتجاوز عن سيئاتنا.. نكذب في العلن ولا نستغفر.. نغتاب البشر بدون رادع و ننسى قوله تعالى؛ “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚو اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ” نمارس النفاق و نعتبره نوعًا من الدبلوماسية الفاخرة التي لا يجيدها إلا الأذكياء..!!

نتناسى أبسط الأمور المستحبة و ننسى أن هناك رقيبٌ عتيد..! قال الإمام علي رضي الله عنه بحق الآخره؛ “ألا أيها الناس إنما الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر و الفاجر، و إن الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر”.

اتقوا الله و كفوا ألسنتكم عن البشر و اعلموا بأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده، و تذكروا قوله تعالى؛ “وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ زِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ” أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم و لجميع المسلمين.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق