اختتمت فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الأول للغة العربية في جامعة الوصل، والذي أقيم  تحت رعاية جمعة الماجد رئيس مجلس أمناء الجامعة، ونظمته كلية الآداب خلال يومي 9 و 10 من ديسمبر 2020م، عن بُعد استثنائيًا، بعنوان: "اللغة العربية بين رهانات الحاضر وتحديات المستقبل"، وشارك فيه باحثون من مختلف دول العالم.

قرأ فيه اثنان وأربعون باحثًا من مختلف دول العالم بحوثَهم ونوقِشت أفكارُهم حول اللغة العربية وتحديات المستقبل. ومن هذه التحديات التي طرحها الباحثون مسألةَ هيمنة لغاتٍ غير العربية على سوق العمل كاللغة الإنجليزية؛ ما أدى إلى الاهتمام بتعليمها وتعلمها، في الوقت التي ظلت فيه لغة الهوية تعاني من نقص هذا الاهتمام. 

ورأى الباحثون أنه يجب الاهتمام بمهارات العربية، كما يجب الاهتمام بقيمها المعرفية، ومحاولة إنتاج المعرفة؛ حتى يصبح لهذه اللغة مكان في سوق العمل، وقد أوضح الباحثون الذين تناولوا بحوثًا من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة أن القيادة الرشيدة قد أولت اللغة العربية عناية خاصة، من خلال إقامة مشروعات تعليمية وتنموية رائدة تسهم في تعزيز الإحساس بقيمة لغتنا العربية بوصفها لغة الهوية. واشترطوا إجادة اللغة العربية للالتحاق بالمراحل التعليمية المختلفة.  

ومن التحديات التي تواجه اللغة أيضا مسألة العلاقة بين اللغة العربية والتكنولوجيا، وكذلك عرض الباحثون لمشاكل الترجمة من العربية وإليها، لافتين النظر إلى كثرة مترادفات المصطلح المنقول من العربية وإليها، وعدم الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا في عملية الترجمة.  

بالإضافة إلى ذلك فقد طرح الباحثون أفكارًا تتعلق بتوسيع الدراسات البينية لتشمل العربية وغيرها من العلوم، مثل: هندسة اللغة، وحوسبتها اللغة، ليتم التواصل بين ما هو لغوي وما هو تكنولوجي. كما طرحوا افكارًا تتعلق بالاستخدام الأمثل للغة العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي اليوم الختامي للمؤتمر أعلن الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن مدير الجامعة والرئيس العام للمؤتمر أهم التوصيات  الآتية: 
أولا: وضع خطة استراتيجية لتشخيص الواقع اللغوي العربي في ظل التحولات التي يقتضيها مجتمع المعرفة، والوقوف على التحديات التي تواجه اللغة العربية، والبحث عن السبل الناجعة لجعل اللغة العربية تواكب سيرورة مجتمع المعرفة، لتسهم بكل جدارة في منجزه العلمي.

ثانيا: ترقية تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من خلال وضع برامج معدة سلفًا، وتعميم امتحان شهادة الكفاءة في إتقان اللغة العربية.

ثالثا: تهيئة جميع الظروف المواتية على مستوى الـتأطير الأكاديمي المؤسسي، وعلى مستوى الإجراء التطبيقي لضبط النسق الصوتي والتركيبي والدلالي للغة العربية، لكي تكون مهيأة وظيفيًّا لتضطلع بدورها في مجتمع المعرفة، ولتكون لغة عالمة خبيرة ذات بعد عالمي. 

رابعا: تعزيز تعليمية اللغة باستخدام تكنولوجيا التعليم الموسعة، بما فيها الحوسبة والرقميات، انطلاقًا من اهتماماتنا اللسانية والتعليمية الراهنة، والوقوف على معالم مجتمع المعرفة، وما يتطلبه من خبرات ومهارات للاندماج في فضاء التعليم الإلكتروني لتعزيز تعليمية اللغة العربية في الوسط الأحادي اللغة والمتعدد اللغات على حد سواء.

خامسا: تبادل الخبرات العربيّة والعالميّة الناجحة في تعليم اللغة العربيّة وتعلُّمها باستخدام تقنيات التواصل عن بُعد وبرامجها المختلفة.

سادسا: فتح أقسام تكنولوجيا التعليم في الجامعات العربية حيث تكون المؤطر للعمليات التعليمية المختلفة، بما فيها تعليمية اللغة العربية وآدابها.

سابعا: إدراج مساقات ومواد تعليمية في برامج اللغة العربية تتعلق بالحوسبة والبحث الرقمي ضمن مناهج ومقررات التعليم بشكل عام وتعليم اللغة العربية بشكل خاص في الجامعات العربية.

ثامنا: تحديث برامج أقسام اللغة العربية في الجامعات وربطها بالحياة العملية على المستويات الصوتية الصرفية والتركيبية والدلالية، وانتقاء النصوص اللغوية الرفيعة ذات القيمة الجمالية المتميزة والقيم الإنسانية النبيلة المرتبطة بقيم العصر وبالحياة الكريمة.

تاسعا: اتخاذ أنجع السبل للاستفادة على أوسع نطاق، من تكنولوجيا المعلومات المتجددة، في تعميم اللغة العربية وتيسير اكتسابها وذلك على النحو الآتي:
ضمان تكوين كافٍ للطالب والأستاذ لاكتساب مهارات استخدام الوسائل التعليمية وتقنيات معلومات الاتصال الحديثة.  

العمل على إنشاء مواقع إلكترونية متخصصة لتعليم اللغة العربية، وتعزيزها ببرامج  سمعية بصرية (التلفزيون والإذاعة) .

تشجيع العمل الجامعي حول التعليم الإلكتروني خاصة عند المتخرجين، وحثهم على إنشاء مشاريع تخرج تتعلق بهذا الموضوع.

عقد مؤتمرات وندوات وملتقيات تتناول موضوع اللغة العربية تعليما وتعلما في ظل المنجز الإلكتروني والرقمي.