ممارسة النساء للرياضة، والضوابط التي تحكم ذلك، تثير بين الحين والآخر الرأى العام، في ظل توجه المرأة المتزايد نحو ممارسة الألعاب على اختلاف أنواعها، خاصة الجديدة منها، وكما هو معلوم فإن الإسلام حث على ممارسة الرياضة، وجعلها من الأعمال الفاضلة، لكن إذا كان هذا مباحًا للرجل، فهل ينطبق نفس الأمر على المرأة التي أقر الإسلام بحقها في ممارسة الرياضة؟
يوضح د. صالح الأزهرى- عضو لجنة الفتوى بالأزهر- أن ممارسة الرياضة للرجال والنساء علي وجه العموم أمر محمود لما فيه من فوائد صحية ونفسية يعلمها الجميع، والاسلام لم يحرم ممارسة الرياضة بوجه عام، بل علي العكس من ذلك أمر المسلم بالمحافظة علي جسده وتقويته حتي يكون المسلم نافعا لنفسه ولوطنه ولدينه، والحكم الشرعي في هذه الصالات التي انتشرت وأصبح الكثير منها للأسف الشديد بابا خلفيا للمخالفات الشرعية ومكانا لإختلاط الرجال بالنساء، وانكشاف العورات، تحت مسمي الحرية والتحضّر والتمدّن، دون مراعاة للضوابط الشرعية والتي تتمثل في ألا تنكشف المرأة أمام الرجال، وألا تؤدي ممارسة تلك الرياضة الي المقامرة أو الرهان أو أن تؤدي إلي خصومة أو شحناء، وتلك الشروط التي لن تتوفر في صالات الجيم المختلطة وستجد المرأة مشقه كبيرة في تطبيقها.
تقليد أعمى
يتدخل د. مسعد الشايب- دكتوراه فى علوم القرآن- مشيرا إلى أن من الأشياء التي قلَّدت فيها المجتمعات الإسلامية المجتمعات الغربية تقليدًا أعمى ما يُعرف اليوم بـ(صالات الجيم المختلطة)، والتي أضحت بابًا خلفيًا للمخالفات الشرعية باسم (التحضر والمدنية)، كعدم التزام كل من الطرفين ـ وخصوصًا النساء ـ بالزي الشرعي الذي لا يثير الغرائز والفتن والشهوات، والتبرج والظهور بملابس مثيرة تشف عن أعضاء الجسد والعورة وتجسدهم وتصفهم، تحت مسمى ملابس التدريب، وهي في الحقيقة من خطوات الشيطان، فعن أسامة بن زيد (رضي الله عنهما) قال: كساني رسول الله قبطية كثيفةً كانت مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتُها امرأتي، فقال لي رسول الله: (مَا لَكَ لَمْ تَلْبَسِ الْقُبْطِيَّةَ؟). قلتُ: يا رسول الله، كسوتها امرأتي، فقال: (مُرْهَا فَلْتَجْعَلْ تَحْتَهَا غِلَالَةً، إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا)، و(القبطية) نسبة إلى القِبط وهم: أهل مصر، والقبطية ثوب رقيق لا يَستر البشرة عن رؤية الناظر بل يَصِفها. والغِلالة (بكسر الغين): ثوب يُلبَس تحت الثوب الخارجي وهو الملابس الداخلية اليوم.
ويضيف د . الشايب: إن اختلاء الرجال والنساء كل منهما بالآخر، من مداخل الشيطان، والنبي يقول: (أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ) (رواه الترمذي)، والوقوع في المسّ واللمس والاحتكاك بينهما بأجزاء الجسد، بحجة التمرين والتدريب والتعليم، قد يؤدي إلى أمور محرَّمة، كما هو منتشر على وسائل الميديا.
اترك تعليق