هناك حكمة يابانية تقول: "إذا سقطت سبع مرات،فلتنهض فى الثامنة".
ونحن نقول "إنهض ولو سقطت ألف مرة".
إنهض ما دام فيك عرق ينبض،ونفس يخرج أو يدخل.
لا تقل قطار العمر قد مضى،بل قل لنفسك "لأن تأتى متأخراً خير من ألا تأتى أبدا".
وقل لها: " ما لايدرك كله لا يترك كله".
ذكرها بقول النبى صلى الله عليه وسلم "إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها".
كن كالجندى الذى يتعهد بالقتال حتى أخر نفس،وهو يقول فى القَسم العسكرى متعهدا ألا يسقط سلاحه منه حتى أخر نفس "لا أتركه قط حتى أذوق الموت".
ألم يقل مولانا جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وسلم-والخطاب لنا كذلك- "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" أى الموت.
ألا ترى سيدنا جعفر بن أبى طالب فى غزوة مؤتة تقطع يمينه فيأخذ الراية بشماله،ثم تقطع شماله فيمسكها بعضديه،ثم يقطع جسده الطاهر نصفين.
أى إيمان هذا؟.
أى إصرار هذا؟.
إنه يُصرُّ ألا تسقط الراية،حتى تفارق روحه جسده.
فاستحق أن يبدله الله بذراعيه جناحين يطير بهما فى الجنة.
وهذا شاب صغير تعرض لحادث حيث مرَّ عليه قطار فقُطعت رجلاه،وكان متضايقا جدا وحزينا جدا وكان يقول لنفسه: لماذا حدث لى ذلك؟. لماذا أنا بالذات؟. وتعب نفسياً وكبر على ذلك،وكان عندما يذهب إلى المدرسة يعامله الناس على أنه معوق،فكان يغضب حتى فاض به الأمر، فقال لأبيه: لن أذهب إلى المدرسة،فقال له أبوه: كما تريد ،وفعلا جلس فى المنزل وكان فى ذهنه أنه ليس معوقا،فهو يريد أن يكون سبَّاحًا،وطبعا لم يوافق أحد على تعليمه..
وفى يوم من الأيام بعدما رفضه الجميع ذهب لمكان على الشاطىء فوجد أشخاصاً معوقين مثله يسبحون،فسألهم: من علمكم؟ فدلوه على مؤسسة للمعوقين،فذهب لتلك المؤسسة فقبلوه وكان لديه حب استطلاع شديد،وبدأ يتعلم حتى حصل على بطولة،وبعدها أراد أن يفعل شيئاً فى منتهى الخطورة فأراد أن يعبر المانش وهو شىء خطير،فدرجة الحرارة تصل هناك لعشرين تحت الصفر فهو يعرض نفسه للموت لكنه كان فى منتهى القوة،وطبعا تم رفض مشاركته فى المسابقة،ولما صمم أكثر من مرة قالوا له:اذهب واعبر بحيرة التمساح ذهابا وإياباً، وإن نجحت قبلناك،فذهب وسبح،لكنه لم ينجح فقد كانت أمامه نقطة فقط ولأنهم يريدون أن يرفضوا فتمسكوا برأيهم قائلين له لم تنجح فى عبور البحيرة لكنه ظل يلح عليهم فقالوا له: اذهب لكن بشرط أن تتحمل أنت تكاليف السفر وسافر إلى انجلترا.
وقبل عبوره بإسبوع أصيب بجرح لخُرَّاج كبير،فقال له الأطباء: يجب فتحه،قال لهم:افتحوه،قالوا له: لو فتحناه يجب أن تأخذ 10 أيام راحة،قال لهم افتحوه وفتحوا له هذا الخُرَّاج،وقال لهم:سأسبح وأنا كذلك،فقال له الأطباء: أكتب إقراراً لأنك لو مت فنحن غير مسئولين عنك، فكتب ووقع أنه هو المسئول عن نفسه إذا حدث له مكروه وسبح،واستطاع أن يعبر المانش والتف حوله الناس فقال لهم:
" أريد أن أقول شيئاً واحداً لكم،أريدكم أن تعلموا وتتذكروا أن الإنسان المعوق من الداخل لا من الخارج،والثقة بالنفس توصلك لأعلى المراكز فى الحياة".
بقلم - دكتور نبيل عبدالفتاح قوطه:
مدرس القانون الدولى العام "كلية القانون" جامعة بدر فى القاهرة
اترك تعليق