التسكين فى المدن الجامعية.. تم فى موعده دون تأخير
اتهام الأزهر بالإرهاب كذب وافتراء.. وحذار من إقحامه فى السياسة
أكد د. محمد حسين المحرصاوى- رئيس جامعة الأزهر، فى أول حوار له بعد تعافيه من وعكته الصحية- أن الجامعة لم تظلم طالبا واحدا فى تنسيق هذا العام، لكن ارتفاع درجات الطلاب فى الثانوية الأزهرية أدى إلى ارتفاع الحد الأدنى للقبول بالكليات، بدليل أن أعداد الطلاب بالكليات المختلفة لم يقل عن العام الماضى، نافيا تأخر الجامعة فى تسكين الطلاب بالمدن الجامعية، مشيرا الى وضع آليات جديدة للتسكين بسبب جائحة كورونا مما أدى الى تقليل عدد الطلاب بالمدن الجامعية تطبيقا للإجراءات الإحترازية، لافتا الى أن الجامعة ستعلن عن تعيين أوائل الخريجين حين توافر الدرجات اللازمة وموافقة الجهات المعنية، مشددا على أن الجامعة لم تقصِّر مع أوائل الخريجين.
وأشار الى إحالة اى استاذ يخالف فكر الأزهر الوسطى الى التحقيق على أن تتخذ معه الإجراءات القانونية المنصوص عليها فى القانون ولا تدخل للجامعة فى سير التحقيق من قريب أو بعيد، لافتا الى أن اتهام الأزهر بالارهاب والتطرف باطل لأن قيادات الجماعات الارهابية لم يدرس أي منها بالأزهر، مطالبا الجميع بالبحث عن القاسم المشترك فى فكر المتطرفين بدلا من تحميل المؤسسات مسؤلية تطرفهم.
"عقيدتى" إلتقته داخل مكتبه بالجامعة فكان هذا الحوار .
• مع إعلان الجامعة عن تنسيق هذا العام ظهرت الكثير من الشكاوى حيث اشتكى بعض الطلاب من التحاقهم بكليات على غير رغبتهم فى حين اشتكى آخرون من عدم ترشيحهم لأى كلية بالاساس, فهل يمكن أن توضح لنا ملابسات هذا الموضوع؟
** بالنسبة للتنسيق فالجامعة لا دخل لها به، كما أن لكل عام تنسيقه الذى يختلف عن الأعوام السابقة، فالحالة الوحيدة التى تتهم فيها الجامعة بالتعنت مع الطلاب اذا قبلت العام الماضى عددا محددا بكلياتها المختلفة وقلَّلت هذا العدد هذا العام, فأعداد الطلاب المرشَّحين لمختلف الكليات هذا العام نفس أعداد العام الماضى، لكن ما أثير حول تنسيق هذا العام يرتبط بارتفاع نسبة النجاح, فقد ارتفعت عن الاعوام السابقة بشكل كبير، لذا قمنا بعمل دراسة مستفيضة حتى يظهر التنسيق متوافقا مع أعداد الطلاب وقدرات الكليات، فلدينا إحصائية بعدد الطلاب الحاصلين على الدرجات النهائية 100 % وهم ثلاثة طلاب فى حين أنه لم يحصل طالب واحد العام الماضى على هذه النسبة، كما حصل 136 طالبا على 99 % مقارنة بالعام الماضى 33 طالبا فقط, وبلغ عدد الطلاب الحاصلين على 98 % هذا العام 791 طالبا فى حين حصل 173 طالبا على نفس النسبة العام الماضى، وقد ترتب على ارتفاع هذه النسب ارتفاع الحد الأدنى للقبول بالكليات مقارنة بالاعوام الماضية, لكن لم تظلم الجامعة طالبا واحدا فى تنسيق هذا العام ولا الأعوام السابقة .
المساواة فى التنسيق
• لأول مرة فى تاريخ جامعة الأزهر تتم المساواة بين تنسيق البنين والبنات، فما السبب؟
** هذا صحيح فقد حاولنا هذا العام تحقيق المساواة بين كليات البنات والبنين والتى كانت ترتفع الأعوام الماضية بما لا يقل عن 2 % لكن البعض يعتقد أن هذه المساواة أثّرت سلبا على البنين لارتفاع الحد الأدنى للقبول بكلياتهم، لكن هذا الاعتقاد خاطئ مائة بالمائة فنفس الأعداد التى كانت تقبلها كليات الطب والهندسة للبنين هذا العام لم تزد عن العام الماضى، وبالنسبة للبنات فقد استطعنا أن نوفرأماكن لاستيعاب زيادة أعدادهن هذا العام وبما يتناسب وقدرات الكليات ورغم ذلك لم نتمكن من تحقيق المساواة الكاملة بين كليات البنين والبنات بكلية التجارة على سبيل المثال نظرا لكثرة الأعداد الملتحقة بها
التوزيع الإقليمى
• بعد اعتراض الكثير على نظام التوزيع الاقليمى الذى تم تطبيقه هذا العام، هل يمكن أن التراجع عنه؟
** فكرة التوزيع الإقليمى نابعة من اختيارات أولياء الأمور لراحة أبنائهم، لأنه اذا التحق الطالب بكلية قريبة من سكن اسرته توفر له مصاريف السكن الخارجى فضلا عن توفير الوقت والمال الضائعين فى المواصلات، اضافة الى أنها تقلل من التكدس فى كثير من الكليات.
التسكين الإلكترونى
• لماذا تأخرت الجامعة فى تسكين الطلاب والطالبات بالمدن الجامعية؟
** حقيقة أننا لم نتأخر فى التسكين بالمدن الجامعية فقد بدأنا فى تسكين الطلاب دفعات دفعات، منعا للزحام وتقليلا للتكدس حفاظا على صحة أبنائنا، إضافة الى تطبيق منظومة الكترونية جديدة أعدّتها وحدة البيانات ونظم المعلومات بالجامعة حيث قامت بإعداد استمارة الكترونية يكتب فيها الطالب بياناته كاملة ويسدد الرسوم المقررة عن طريق الدفع الالكترونى فورى أو "فيزا " وبفضل تطبيق هذا النظام نجحنا فى القضاء على الروتين الورقى .
التسكين بالمدن
• صرحتم أكثر من مرة بتقليل عدد الطلاب بالمدن الجامعية فى ظل استمرار الجائحة، فما هو العدد الذى سيتم تسكينه بالمدن الجامعية هذا العام؟
** هذا صحيح، فعدد الطلاب بالمدن الجامعية هذا العام سيقل عن السنوات الماضية، وقد اعتمدنا آليات جديدة لتسكين الطلاب بالمدن الجامعية بالقاهرة والتى تضمنت تسكين طالب واحد فى الغرفة الفردية وطالبين فى الغرفة الثلاثية وأربعة طلاب فى الغرفة ذات المساحة الأكبر, كما أنه لدى الجالمعة أولويات فى تسكين الطلاب بالمدن الجامعية تمثّلت فى تسكين الطلاب حسب البُعد الجغرافى الأبعد فالأقرب بطريقة تنازلية حيث يتم تسكين أولا: المناطق النائية وهى: (حلايب وشلاتين، سيوه، السلوم، واحات الفرافرة، جنوب وشمال سيناء، مرسى مطروح، البحر الأحمر، الواحات الداخلة والخارجة، الوادى الجديد، وادى النطرون), حيث يتم تسكين الحاصلين على تقدير ممتاز ثم جيد جدا.
ثانيا: تسكين طلاب محافظات الوجه القبلى الحاصلين على تقدير ممتاز ثم جيد جدا: (أسوان، الأقصر، قنا، سوهاج، أسيوط، المنيا، بنى سويف، الفيوم).
• وعلى أى أساس يتم اختيار الطلاب للسكن بالمدن الجامعية؟
** بناء على تقدير الطالب ومنطقته السكنية وظروفه الاجتماعية.
الكتاب الموحد والإلكترونى
• ما مدى صحة إلغاء الجامعة مشروع الكتاب الموحد والكتاب الإلكترونى الذى أقرتهما العام الماضى؟
** هذا كلام غير صحيح فنحن ندعم هذه الفكرة حتى يتساوى جميع الطلاب فى دراسة المواد الشرعية بالكليات المناظرة .
•مع تطبيق الجامعة نظام التعليم الهجين هذا العام كيف تم تفعيله؟
** انتهينا من كافة الاستعدادات قبل بدء الدراسة حيث قمنا بتدريب أعضاء من كل كلية، وشكَّلنا فرقا للدعم الفنى لمساعدة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس فى تفعيل المنظومة التعليمية الجديدة فى التعليم الهجين .
خريطة الأنشطة الطلابية
• وماذا عن خريطة الأنشطة الطلابية لكليات الجامعة؟
** تفعيل الأنشطة الطلابية بدأ من اليوم الأول فى الدراسة بالترحيب بالطلاب الجدد وعقد ندوات تثقيفية على أن تدور محاورها حول تعزيز قيم المواطنة ,والتصدى لازدراء الأديان فضلا عن التعريف بجهود الدولة فى مجال الحريات الدينية ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمى مع إلقاء الضوء على جهود مؤسسات الدولة فى مكافحة خطاب التحريض والتطرف الدينى وتصحيح المفاهيم المغلوطة، فضلا عن إجراء مسابقات تنافسية بين الطلاب، وقد وضعنا أطرا عامة لتفعيل الأنشطة وهى أن تكون بإشراف عضو هيئة تدريس داخل كل كلية ممن يتوفر فيهم الإنضباط وحسن التعاون مع الطلاب .
• كيف تدعم الجامعة طلابها غير القادرين؟
** هناك طرق كثيرة تدعم بها الجامعة هؤلاء الطلاب، منها الإعفاء من شراء الكتب داخل الكليات أو من خلال رعاية الشباب وعمل بحث حالة للطالب على أن يتم صرف إعانة شهرية له, ومن خلال التعاون مع بعض البنوك يتم ترشيح بعض الطلاب للإنفاق عليهم، بالاضافة الى قيام بعض المؤسسات الخيرية بكفالة بعض الطلاب بعد فحص حالتهم الاجتماعية، أضف الى ذلك منح الأزهر الكثيرة, ومن خلال صندوق التكافل الطلابى تقدَّم أشكال كثيرة لدعم غير القادرين من أبناء الأزهر منها شراء الأجهزة التعويضية لمن يحتاجها مهما بلغ سعرها .
دعم المتميزين
• وماذا تقدم الجامعة لأبنائها المتميزين بعد شكوى فريق "ايناكتس الأزهر" الحاصل على المركز الأول عالميا فى ريادة الأعمال من تراكم الديون عليه؟
** الجامعة تتبنى كل طالب متميز بها وتدعمه بشتى أشكال الدعم، كما أن هناك مكافأة ستصرف لفريق ايناكتس الأزهر من خلال الجائزة، على أن تحصل الجامعة على جزء من قيمتها، لكن الجامعة ستخصصها للإنفاق على هؤلاء الطلاب، وسيتم عمل مشاريع أخرى تعود بالنفع على طلاب الأزهر والجامعة، بالاضافة الى وجود نادى ريادة الاعمال والحاضنات بالجامعة بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى .
الوافدون والانحرافات الفكرية
• ماذا تقدم الجامعة للطلاب الوافدين؟ وكيف تواجه انحراف بعضهم فكريا؟
** أولا: لا يمكن لأى إنسان كائنا ما يكون إدعاء أن الإنحرافات الفكرية بسبب فكر الأزهر ومناهجه بدليل أن الأزهر مؤسسة عمرها يزيد عن الألف عام وكل من تخرجوا منه شهد لهم الجميع بالعلم والاعتدال, فهل درس أسامة بن لادن بالأزهر؟ وهل التحق الظواهرى بأى كلية من كليات الأزهر؟ بالطبع لا فقد درس بالقصر العينى بجامعة القاهرة, لذا لا يمكن بأى حال من الأحوال ان نحمِّل اى مؤسسة مسئولية تطرف بعض أشخاصها فكريا، فهناك قاسم مشترك بين المتطرفين بعضهم البعض، لكن الازهر برئ من التطرف والارهاب، فلدينا أكثر من 400 ألف طالب و17 ألف عضو هيئة تدريس وهيئة معاونة، فهل اذا ظهر بينهم شخص أو اثنان أو حتى ثلاثة أشخاص يعانون من تطرف فكرى أن نتهم الأزهر بهذا التطرف، ولماذا لم تتطرف الأكثرية اذا كانت المشكلة فى مناهج الأزهر كما يدّعى البعض زورا وبهتانا؟! فلابد من البحث عن القاسم المشترك بين فكر المتطرفين, فقيادات التطرف أمثال سيد قطب وحسن البنا لم تدرس بالازهر، لكن انطلاقا من مسؤليتنا تجاه أبنائنا سواء الوافدين أو غير الوافدين نقوم بعمل ندوات ومؤتمرات للتوعية بكل ما يدور حولهم وحتى لا يغترّوا ولا ينجذبوا للدعوات المنحرفة، كما أننا دائما ما نحذّر من مواقع السوشيال ميديا التى لا أعتبرها تواصلا اجتماعيا وإنما هى مواقع تدمير اجتماعى لنشر الشائعات وإثارة الفتن داخل المجتمع.
المواجهة الفكرية
• كيف تواجه الجامعة المخالفات الفكرية التى يقع فيها بعض الاساتذة، وربما يكون بعضها غير مقصود، فكيف تفرّق الجامعة بين الخطأ المقصود وغير المقصود وما هى عقوبة المخالف؟
** قمنا بعمل الكتاب الموحَّد لضمان توحيد الفكر وعدم انتاج أى عمل يخالف منهج الأزهر الوسطى، لكن حينما يحاول البعض اختراق هذا الفكر ومخالفة ما تم الاتفاق عليه يتم على الفور احالته للتحقيق، وبناء على التحقيق تكون العقوبة، فأحيانا يرى المحقق إيقاف هذا الشخص عن العمل مدة ثلاثة أشهر أو لحين الانتهاء من التحقيق، وأحيانا أخرى يكتفى التحقيق إما برفع الأمر للمجلس الأعلى للتأديب أو يرى المحقق عدم ثبوت المخالفة، فالأمر برمّته يرجع الى المحقِّق ولا تتدخل فيه الجامعة من قريب أو بعيد لأنه ربما يكون الأمر كيديا وغير حقيقى، لذا يُترك للتحقيق لاتخاذ اللازم.
أوائل الخريجين
• وماذا عن أوائل خريجى الجامعة، فهل من نية لدى الجامعة لتعيينهم بعد حصول الكثير منهم على درجتى الماجستير والدكتوراة ورفع بعضهم دعاوى قضائية يطالبون فيها بتعيينهم أسوة بغيرهم؟
** لابد من التأكيد على أن الجامعة ليست متحكِّمة فى التعيينات، لكن فى حالة توافر الدرجات وموافقة الجهات المعنية سنعلن عن التعيين فورا فهؤلاء أبناؤنا ولن نتخلى عنهم، لكن لماذا تتهم الجامعة بالتقصير؟! فالأمر ليس بأيدينا كما أن هذا الموضوع لا يتعلق بجامعة الأزهر وحدها، فلا توجد تعيينات جديدة لموظفين وعمال على مستوى كافة مؤسسات الدولة .
• ماذا يعنى لكم تكريم رئيس الجمهورية فى ذكرى الاحتفال بالمولد النبوى لعالِمَين من علماء الجامعة وما هو مردود ذلك؟
** لقد سعدنا سعادة بالغة بهذا التكريم وقد سبقه العام الماضى منح رئيس الجمهورية وشاح النيل للدكتور جمال ابو السرور- رئيس مركز الازهر للدراسات السكانية- ومنح د. فؤاد مخيمر جائزة الدولة التقديرية، فهذا يعكس اهتمام الرئيس بالأزهر وعلمائه لإدراكه مدى أهمية الأزهر، فهو القوى الناعمة لمصر داخليا وخارجيا، فالأزهر ليس مؤسسة محلية إنما عالمية، فلدينا أكثر من 23 ألف طالب وافد يدرسون بالأزهر من أكثر من مائة دولة حول العالم، فهم أكثر من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وهؤلاء الطلاب هم سفراء الازهر فى بلادهم وكل البلاد التى يذهبون إليها.
• كيف ترى تصريحات بعض القادة الغربيين تجاه الاسلام ونبيه الكريم؟ وما سبب عنصرية الغرب ضد الاسلام؟
** كما ذكر فضيلة الإمام الأكبر، لا ينبغى أن يُقحم الاسلام فى الصراعات السياسية، فالبعض يريد استمالة فئات معينة لكسب تأييدها إما بمناصرة الاسلام وإما بمعاداته، وهذا لا ينبغى أن يكون.
• إلى أى مدى ستحقق المنصة العالمية التى أعلن شيخ الأزهر عن إطلاقها للتعريف بالنبى؟
** هذه الفكرة رائعة لان كثيرا من الناس يستقون معلوماتهم من الانترنت ومواقع السوشيال ميديا التى تبث معلومات مشوّهة، لذا حينما يطلق الازهر هذه المنصة فهى ضمان لحصول الناس على معلومات صحيحة عن الاسلام وعن النبى صلى الله عليه وسلم.
اترك تعليق