أكد أن النشأة لها أهمية كبيرة في تكوين وعي فني بحكم عمل والدي كوكيل بوزارة الإعلام و يصطحبني معه إلى مبنى التليفزيون ، دخلت الاستديوهات و حضرت فوازير رمضان وقابلت الاستاذ فهمي عبد الحميد ، شاهدت تصوير المسلسلات القديمة ، كل ده كون عندي ألفة مع الاستديو ، بحيث لما بدأت عملي في الفن لم يكن لدي رهبة من الاستديو و لا التصوير .
إنه الفنان والكاتب تامر فرج الذي يصنفه البعض على أنه ممثل كوميدي لكنه يرى أن الممثل هو الذي يستطيع تقديم أنواع مختلفة من التمثيل.
بادرته بسؤال: من وجهة نظرك مدى أهمية مسرح الجامعة في اظهار المواهب ؟
أجاب: هو المصنع الحقيقي للفنان ، معظم فنانينا الكبار خريجو مسرح الجامعة مثل الأستاذ عادل إمام و صلاح السعدني فمن خلال مسرح الجامعة توجهوا للفن ، لطول فترة الدراسة حب التمثيل جعل فيه حب وشغف و حالة تنافس بين فرق الجامعة للتمثيل .
أتمنى ان يكون هناك برنامج تليفزيوني أو سهرة تقدم الأعمال المسرحية الجامعية ، حتى لا يضيع تعب هؤلاء الشباب في إخراج العمل ثم كل الحكاية يوم او يومين عرض لجمور من اهلهم و وزملائهم فقط و ينتهي .
العمل كمرشد سياحي افاد الفنان والكاتب تامر فراج ؟
بالتأكيد ، رغم أنه عطلني عن العمل الفني ، لكنه أفادني كثيرا لأن المجالين يشبهان بعضهما البعض في العناصر ، لكل منهم جمهور وطريقة إلقاء لتوصيل المعلومة ، مما تسبب في عدم وجود رهبة في الوقوف على المسرح خاصة أنني كنت اقدم المعلومات الأثرية و التاريخية بطريقة عرض مسرحي.
هذا إلى جانب أن العمل كمرشد سياحي يفتح الآفاق على ثقافات اكثر ، يقابل شخصيات كثيرة وكل اسبوع، و يتعرف على حواديت تترك انطباعا ، تجعل لدي الكاتب او الفنان مخزونا يسترجعه عند الكتابة او التحضير لعمل فني .
الستاند اب كوميدي فن صعب ، فهل تم تقديره في مصر ؟
هو فن صعب جدا و خسارة أنه منتشر في الخارج رغم أنه مصري ، فأغلب الفنانين الكبار أمثال الأستاذ سمير غانم و عادل إمام قدموا هذا الفن ضمن سياق المسرحية ولم يكن فنا منفصلا ، تجد كل منهم لمدة عشر دقائق يحكي عن مواقف بطريقة كوميدية خارج أحداث العمل ، وما فعله الغرب هو فصل هذا الفن عن المسرح و جعله مستقلا بذاته ، بكل أسف هذا الفن لا يحظى بتقدير في مصر ، رغم محاولات الموجة الأولى من فناني الستاند أب كوميدي لنشر هذا الفن منذ عامي 2009 و 2010 ، وكان لنا جولات في مسارح الجامعات المختلفة لنشر هذاالفن ، لكن توقف كل ذلك في 2011 بسبب ظروف الثورة ولم يحقق انتشار مثل اوروبا و امريكا .
استطعنا التغيير في تفكير المشاهد المصري حتى يصطحب أولاده وزوجته ويدفع تذكرة كي يشاهد ممثلا واحدا يقدم ستانداب كوميدي ، لكن في ظل ظروف الثورة اُستغل هذا الفن في تناول موضوعات سياسية و بدأ الحديث فيما هو مسكوت عنه مثل الجنس اعتقادا بأن سقف الحريات ارتفع مما قد يسبب حرجا و ضيقا للمشاهد الذي قد يخالفك في الرأي .
كما ان بعض المنتجين استغلوا نجاح الستانداب كوميدي في انتاج برامج تليفزيونية و كان ذلك سيئا للغاية ، فهذا الفن يعتمد على وجود الجمهور و التفاعل الحي معه بالعفوية والارتجال ، أصبح يتم في استديو مغلق و كاميرات مما افقده جزءا كبيرا من قيمته ورونقه .
هل لدينا صناعة نجم ؟
مع الاسف لا ، بل لدينا صناعة هدم النجم ، الفنان هنا بيحفر في الصخر بمجهوده و بعلاقاته ، و عدم تقدير المواهب ، لا يوجد من يتبنى الموهبة و إظهارها بل على العكس يتم استغلال الموهبة واستنفاد طاقتها ثم إهمالها ، ليس لدينا وكيل فنانين يسعي لايجاد دور للممثل مثل الدول الاجنبية ، فهولاء لديهم وكالات تقف وراء النجم ، لكن هنا من وجهة نظري الممثل أصبح مثل عامل اليومية ، يجهد طاقته في إيجاد عمل و اذا لم يجد فهو يجلس في بيته بلا عمل .
هل الورش الفنية تساعد المواهب الشابة ؟
أكيد تساعد الموهبة ، لكن المهم أن تكون ورشة حقيقة تقدم التعليم الصحيح و ليست مجرد شغلانة وخلاص ، الآن انتشرت جدا الورش الفنية وأصبحت كثيرة جدا بعضها لايقدم محتوى تعليميا جيدا ، فكل من يريد ان يمثل انصحه بالاتجاه إلى ورشة فنية كي يعرف هو عاوز يمثل ليه ، فقد يكون لديه موهبة فنية تظهر في الاخراج.
" سكربت خانة " اسم جديد في عالم ورش الكتابة ، حدثنا عنه..
ورشة "سكريبت خانة " هي مشروع كنت افكر فيه منذ عدة سنوات و هي ورشة عمل لإنتاج السيناريو و ليست ورشة تعليمية و هي تضم العديد من الكتاب المبدعين ولكن لم يجدوا الطريق الصحيح للوصول إلى المنتجين أو الممثلين و الهدف الأساسي من " سكريبت خانة " أنها همزة الوصل بين الكتاب و المنتجين لتقديم سيناريوهات الافلام و المسلسلات ، و كان اول انتاج للورشة هو مسلسل " ونسني " إنتاج عام ٢٠٢٠ علي قناة mbc بالاضافه اني لاحظت في كل بداية موسم درامي جديد يتساءل المنتجون حول أفضل الكتاب في مجالات الكوميديا و الاكشن و انواع الدراما المختلفة لذلك قمت بتأسيس " سكريبت خانه" لكي يجد المنتجين ما يبحثون عنه من سيناريوهات بسهوله بالاضافة الى تعديل السيناريوهات الضعيفة او ايجاد كاتب المناسب لأي فكرة واريد ان تكون " سكريبت خانه" هي القبلة لجميع المنتجين عند البحث عن السيناريو المناسب مثل جوجل عندما نريد ان نبحث عن شئ نتجه إليه .
هل فن التراجيديا مفضل اكثر عن الكوميديا ؟
بالنسبه لي كتامر فرج هما سيان لا فرق بينهما و لكن انا للاسف الظروف و بداياتي كانت الاتجاه للكوميديا و بدأ الطلب مني في تقديم الأعمال الكوميدية اكثر من التراجيدي و لكن يجب علي الفنان بوجه عام ان يكون متنوعا في تقديم أدواره كي لا يمل منه الجمهور.
هل نجوم الكوميديا محل تقدير و تكريم في العصر الحالي ؟
لا للاسف و تعتبر إجابة هذا السؤال تكملة إجابة السؤال السابق و هي اتجاه بعض الناس لافلام التراجيدي و الاكشن اعتقاد منهم انه فن جاد اما الكوميديا فهي هزل و للاسف هذا صحيح لان لفتره طويله قدمنا كوميديا هزليه و الجمهور يفضل نجم الكوميديا عن نجم التراجيدي و لكن عند التقدير و المهرجانات العالمية نتجه لنجم التراجيدي فمثلا من الصعب أن نجد فيلما كوميديا حصل على جائزة الأوسكار عادة الجوائز تذهب للافلام التراجيدي الذي بها صعوبات و للاسف هذه نظرة عالمية وليست مقتصرة على مصر فقط.
ما هو رأيك في الاعمال الكوميدية التي تقدم الآن ؟
هذا الموضوع يعتبر شائكا نوعا ما و لا اريد ان انتقد زملائي و لكن ببساطة هناك أنواع عدة للكوميديا مثل " كوميديا الموقف - كوميديا لايت - كوميديا للهزل " وكلها أنواع من الكوميديا لكلا منها جمهورها و لا اقدر ان اعيب بها و لكن مشكلتي هي انه في الفتره الاخيره ظهرت الكوميديا الهزلية بكثرة زيادة عن اللزوم و أصبح مثلا في المسرح هناك جيل نشأ على مشاهدة هذا النوع من المسرحيات الهزليه و ترسخ في ذهنه ان هذا هو فن المسرح و لم ير معنى المسرح الكوميدي الحقيقي و لكنه يري نوعا واحدا فقط من أنواع المسرح و هو " مسرح المهرج " و هو نوع من أنواع المسرح المتواجد منذ القرن السابع عشر عندما ظهر فن " السيرك " و تجوله عبر البلاد و القرى و عندما ظهرت بعض المشاكل و الحوادث مثل هجوم الحيوانات المفترسه علي مدربيها و الجمهور او الحوادث الفردية الأخرى في فن السيرك مما جعل الجمهور يخاف من الذهاب إلى السيرك و ظهر نوع جديد من صناع تقديم فنون التسلية للجمهور فقاموا باختصار فقرة السيرك في تقديم فقرة المهرج لانها الفقرة الوحيدة الآمنة لتقديمها ومن هنا نشأ " مسرح المهرج " و هو عباره عن مسرحيه او مجموعة اسكتشات قائمة على دخول اثنين من المهرجين لتقديم بعض المشاهد الكوميدية من السخرية لبعضهما البعض و تنتهي المشاهد الخاصة بهم ويأتي غيرهم و هكذا و هذا هو " مسرح المهرج فهو لا يتكون من تكوينات الاخراجيه او الاضاءه او الموسيقي او العمق في الفكرة او القصة او القيمة المقدمة و لكن هو صمم بغرض تسليه الجمهور فقط و اذا لاحظنا ما يقدم الان في المسرح نجده نفس فكرة " مسرح المهرج " فلا يوجد فكرة او نص جيد و تبعد تماما عن قيمه المسرح و لكن في النهاية لا يجب ان نهاجم هذا النوع او نتحدث عنه بالسوء.. هو نوع من المسرح قد اختفي و لكن بدأ بالظهور ثانية علي الساحة و لكن المشكلة هي اعتقاد الجيل الجديد ان هذا هو فن المسرح لانه لا يوجد البديل.. و ظهور انواع مختلفة من المسرح مثل " المسرح الاستعراضي - المسرح الغنائي و غيرها من انواع المسرح العديده هذه هي الخطوره الوحيدة لهذا النوع من المسرح و لا يمكن التقليل منها بالعكس كل التقدير لمن يقدم هذا النوع لجذب جمهور المسرح مره اخري .
من وجهة نظرك هل الاعمال المنقولة بالحرف والمشهد من مسلسلات أجنبية يفيد الدراما والمجتمع ؟
الأعمال المنقولة عن اعمال اجنبية بالتأكيد مفيدة للمجتمع لأنها تنقل لنا افكارا جديدة والاطلاع على ثقافات جديدة و لكن اتمني ألا تصبح موضة في المجتمع ويقوم الكتاب برمي أفكاره وقلمه ويعتمد علي تمصير الأعمال الدرامية الاجنبية و من وجهة نظري انها طبعا مفيدة للاطلاع و زيادة اتساع الآفاق والافكار الجديدة لانها تساعد على الخروج من بوتقة التفكير التقليدي ولكن طبعا من المهم ان نحافظ على هويتنا و ثقافتنا المصرية والشرقية مثلما حدث في " الانسة فرح " انه تم التعديل عليها ليوافق ثقافتنا وًمجتمعنا بالتنسيق مع الشريك الأجنبي للعمل الأصلي لكي لا نسئ الى المشاهد المصري.
الآنسة فرح رغم غرابة الفكرة على مجتمعنا هل لاقت نجاحا كبيرا؟
بالفعل الانسه فرح هو فكرة غريبة و جديدة و لكنه مكتوب بشكل جيد كما ذكرت سابقا فهو يراعي الثقافة الخاصة بنا مما جعله أكثر رواجا لدينا و جعله الأكثر مشاهده و ايضا اداء الممثلين المصريين يختلف في الكوميديا و هذا ما قاله عدد من الجمهور لي شخصيا انهم شاهدوا النسخة الاجنبية والمصرية و لكنهم أحبوا النسخة المصرية اكثر وخاصة ان قصة المسلسل ليست بعيدة عن المجتمع المصري فهو يتحدث عن بنت تعيش في امريكا ولكنها لاتينية ومن المعروف عن الشعب اللاتيني انه لديه أيضا بعض العادات والتقاليد المشابهة للمجتمع المصري مثل نصيحه الجده للبنت بالحفاظ علي عذريتها لحين الزواج و لكنها تعرضت لخطأ طبي و هذه قصة المسلسل لذلك أرى أن المسلسل ليس به اي شئ خارج بالعكس تقبله الجمهور المصري بشكل جيد.
ما مدى أهمية مواقع التواصل الإجتماعي للفنان ؟
بالطبع مواقع التواصل الاجتماعي هامة جدا بالنسبة للفنان لكي يحقق لنفسه انتشارا وانشاء قاعدة جماهيرية له و كما ذكرت سابقا ان الفنان في مصر يعتمد علي نفسه لتحقيق ذاته و يصل إلى مكانة جيدة و ليس كما في دول الغرب يعتمد علي وكاله ولكن لها جانب سيئ ايضا ان بعض الناس تحكم على الفنان وشهرته من خلال عدد المتابعين له بمواقع التواصل الاجتماعي أكثر من موهبته وإمكانياته في تقديم بعض الأدوار اما بالنسبه لي فانا لست جيدا في مواقع التواصل الاجتماعي ولكني اسعى لاكون افضل.
هل الاستقرار العائلي ضرورة للفنان؟
بالتأكيد الاستقرار العائلي هام جدا للفنان و لكن للأسف من المعروف ظاهريا عن الفنانين عدم الاستقرار الأسري وكثرة الطلاق نظرا لظروف العمل التي يصعب على أي شخص تحملها والتأقلم عليها لذلك يجب اختيار الشريك بعنايه كبيره جدا و ان يكون متفهما لطبيعة العمل الشاق الذي يقوم به الفنان لأنه الظاهر للجمهور أن شغل الفنان شغل مرفهة ولكن طبعا وجود الشريك المتفهم و الاستقرار في المنزل يجعل الفنان أكثر تركيزا و ابداعا في عمله .
حكمة تؤمن بها ؟
" اسعى يا عبد وانا اسعي معاك " خاصة في مجال الفن لان كما ذكرت سابقا ان الممثل يقوم ببذل مجهود خرافي لحين يصل لمكانه جيدة و يبذل هذا المجهود بمفرده دون وجود وكالة او شخص يدعمه فنيا و لكن علينا أن نفرق بين السعي والرزق لأنني قابلت اشخاصا كثيره أصاب باليأس أثناء محاولاتهم الكثيرة للسعي في فيلم أو عمل فني مثلا و لكنهم لم يوفقوا و لكن هنا الفرق بين السعي والرزق الذي كتبه الله لك .. لكي ان تتخيلي ان اغلب اعمالي انا لم اسع لها و لكني سعيت في اعمال اخرى ولكني لم احظ بها و لكني حصلت على أعمالي و الحمد لله لاقت نجاحا كبيرا.
هل هناك ما تود أن تختم به حوارنا؟
في النهايه اشكرك علي هذا الحوار الرائع و اتاحه الفرصة لي بالتحدث و احب ان اشكر جدا زوجتي " رانيا " لجهودها معي في الشغل و المنزل فهي مديرة أعمالي و بدونها اضيع.
و احب ايضا ان اجيب عن سؤال وجه لي من بعض الجمهور أين أنت من السينما و بالفعل انا اريد ان اوجه السؤال لصناع الأعمال السينمائية اين انا من السينما لماذا لم يعرض علي اي عمل سينمائي و لقد وردتني بعض الاقاويل ان بعضا من صناع السينما يشعرون بالحرج للتحدث معي في دور صغير نظرا لنجوميتي و لكني احب ان اوضح اني لم اعتبر نجما حتي الان وهناك الكثير لاصل الى مرحلة النجومية واصنف نفسي انني ممثل شاطر واستطيع ان اقدم انواعا مختلفة من الكوميديا ولايت كوميدي و التراجيدي و ايضا لان هناك البعض يصنفني انني ممثل كوميدي فقط ولكن الممثل هو الذي يقدر على تقديم أنواع مختلفة من التمثيل لذلك اطلب من صناع السينما ان يقوموا بعرض الادوار المختلفه و تقييمي من خلال تجربة أداء و ايضا المهم بالنسبة لي هو الكيف وليس الكم فالبنسبة لي حتى لو تقديم مشهد هام في أحداث العمل أهم بكثير من البطولة وفي النهاية انتظر من أصحاب الأعمال السينمائية تغيير فكرتهم عني .
اترك تعليق