بقلم: رانيا حمدي
في فيلم "طيور الظلام" وما قدمه من ألاعيب يمارسها المرشحون ومن ورائهم فى حملاتهم الانتخابية، للحصول على السلطة، وتحقيق مكاسب شخصية ضخمة من ورائها، دون الالتفات إلى مصلحة الشعب الذى يمثلونه...
وفى مشهد بديع صاغه الكاتب الكبير وحيد حامد فى فيلم "طيور الظلام" ولعب بطولته ببراعة النجم عادل إمام والقدير جميل راتب ظهر الفارق بين ما ينقله الإعلام وبين الحقيقة حيث نظم المحامي فتحي نوفل "عادل إمام" احتفالية لدعم مرشحه رشدي الخيال "جميل راتب" وأثناء سير رشدي الذي لا يعرف شيئاً عن الشعب أو احتياجاته وسط ناخبيه خرج عليه رجل فقير و احتضنه بقوة فقال له المحامي "بوسه" فرد عليه رشدي بقرف رافضا "ده جربان" فكرر فتحي طلبه و قال له "بوسه من بقه" وأمر المصورين المصاحبين له بالتقاط الصورة، فى حين أن الحقيقة التى اتضحت للمشاهدين من وراء هذا المشهد و التي تعمد الكاتب وحيد حامد إظهارها هى أن المرشحين كاذبون ودعايتهم مضللة وأغراضهم دنيئة .. معك تدفع يبقى الأصوات هتروحلك سواء بالخداع أو الاستغلال لجهل المواطن و عوزه أو حتى المقايدة السافرة و شوفناها مؤخرا كتير و لو طبقنا نفس المشهد على المجتمع العمالي بمصر هنواجه وجه آخر للوطنية الزائفة..
الوطنية بالادعاء ..
مؤخراً أطل علينا بعض أصحاب رأس المال ورؤساء الشركات بوطنية زائفة و نجاحات خيلاء لا أصل لها من الصحة..
"تلاقي البيه من دول كل ما يهمه هو الكرسي و زيادة رأس المال بغض النظر عن البلد والعمال و بيستغل البيئة السياسية للبلد كستار.. كل فترة يرميله كم مليون تصالح و لا تنمية مجتمعية أو تبرعات ولا تحت أي مسمى أزمة بتعاصرها البلد و يعمل اللي عايزه.. و طبعا زيهم زي هليبة الشركات ودول المافيا المصغرة اللي بتتفق عالعامل و بتضر البلد و تدارى تحت ستار من التبرعات بالملايين و حضور مؤتمرات رئاسية و غيرها..
دول شركاتهم عامله زي قفص المانجا وجهه حلو و قلبه ضارب و طبعا المافيا اللي بيكونوها بتتفانى في تقنين كل ماهو غير قانوني و الورق ورقنا و الدفاتر دفاترنا و سلملي عاللوائح و طبعا محافظين على مخازن الشاي بالياسمين علشان تخدم على أغراضهم وتجاوزاتهم سواء خارجياً أو داخلياً من المنطلق ده بنقابل قصص نجاح زائفة قائمة على مشاريع فاشلة و جمعيات عمومية تقر نجاحات وهمية عالورق بس، مافيا كل هدفها الاستمرار في استنزاف الشركات لحد ما أصبحوا أساطير في تقنين إهدار المال العام"..
على صعيد آخر تقييد دور النقابات و أحياناً كثيرة العمل على إفشالها تماماً والاكتفاء بـ رئيسها "اللي في الغالب بيكون مجرد أبو كرتونة جديد و إلا لما سمح بالتفريط و طبعا كل ده بسبب التعديل الأخير لقانون النقابات العمالية و هو نفسه التعديل اللي وضع دولة بحجم مصر في القائمة السوداء لمنظمة العمل الدولية و هو نفسه اللي مرره أعضاء مجلس الشعب أصحاب رأس المال! هي البيضة الأول ولا الفرخة؟!".
حقيقة أنا مشفقة على سيادة الرئيس بشدة.. ينحت في الصخر للنهوض بالبلد و يؤكد كد على أن العامل شريك نجاح ورغم ذلك فالأيادي الخفية الخائنة من المنتفعين تتلاعب بالوطن و أبنائه تحت مسميات واهية ووطنية زائفة، ويدفعون ثمن كراسيهم من أرباح شركاتهم.. "يعني فلوس البلد ودماء العمال الغلابة".
ألا قاتلكم الله و حفظ الوطن.
اترك تعليق