هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

متحولة جنسيًا لـ«الجمهورية أونلاين»: علامات الأنوثة جعلتنى مطمعا وعرضة للتحرش أرتبطت بعلاقة عاطفية بأبن الجيران وهربنا لشقة جديدة من مطاردة الأهالىالروتين أكبر عقبة تواجهنا عند تغيير النوع صعوبة فى تغيير النوع بالأوراق الرسمية

كتب - ممدوح المصرى
عندما فتحنا ملف الجنس الثالث، كان لنا لقاء خاص مع متحولة جنسيًا لنضع الحقيقة كاملة بين يدى القارئ، ويتعرف أكثر على معاناة هؤلاء المرضى.روت نيرمين، اسم مستعار بناءً على طلبها، لـ"الجمهورية أونلاين"، الذكريات المؤلمة التى مرت بها قبل التحول من ذكر إلى أنثى."لم أشعر يومًا بأننى ذكر حتى فى تصرفاتى ولكن نشأتى الريفية والعادات الموروثة جعلتنى أخفى إحساسى، وظللت فترة أكتمه خوفًا من أهلى ولكن تصرفاتى فضحتنى" بهذه الكلمات بدأت نرمين وصفها لتحولها الجنسى.قالت نرمين: "لم أشعر بشىء إلا فى بداية المرحلة الإعدادية عندما بدأت أنجذب للبنات داخل المدرسة وساعدنى على ذلك حسن وجهى الذى يتشابه كثيرًا مع إخوتى البنات، ولكن بما أننا فى بلدة ريفية فى ضواحى الجيزة، فكثيرًا ما كان يقابل تواجدى مع البنات تعنيفًا كبيرًا قادرًا على إخافتى وكبح إحساسى".تعرضت للتحرشوأضافت: "بدأ بعد ذلك ظهور بعض العلامات الأنثوية كنمو ثديى بطريقة تشبه البنات، وكنت أتعرض لبعض المضايقات اللفظية والتى قد تصل للتحرشات باليد من بعض الأولاد داخل المدرسة بحجة أننى أشبه البنات سواء فى جسدى أو فى بياض بشرتى، حتى فى نبرة صوتى، ولكنى كنت أتعمد تغليظ صوتى حتى أهرب من مضايقات الطلبة بالمدرسة".واستكملت حديثها: "بدأت أتحدث إلى والدتى التى نهرتنى فى البداية ولكن مع عدم رغبتى فى الذهاب للمدرسة بدأت تفكر كثيرًا فى حالتى، إلى أن فاتحت والدى الذى كان رد فعله عنيفًا وقام بضربى فى كل أنحاء جسدى حتى تورم، وكان ذلك كفيل بأن لا أتحدث فى الأمر ثانيًا مهما حدث".لم ينمو شعر بجسدىوأضافت: "بعد أن وصلت لسن الـ17 ولم ينموا أى شعر فى وجهى أو جسدى كعلامات البلوغ، بالإضافة لعدم توافق عضوى مع سنى واكتشاف والدتى ذلك عن طريق الصدفة، واكتشافها بعض الكريمات التى كنت أقوم بوضعها على بشرتى وهى تخص النساء، قامت بإثارة الموضوع مرة أخرى مع والدى الذى ظل لأكثر من أسبوع لا يتحدث مع أحد داخل المنزل، إلى أن قام بالذهاب بى لأحد الأطباء الذى أكد أننى أعانى من مرض اضطراب الهوية الجنسية، ولا بد من إجراء عملية "تصحيح جنس" ونصح والدى باستشارة طبيب نفسى قبل أى شىء".والدى يقاطعنىوأكملت: "ظل والدى حزينا لا يتحدث مع أحد وأشقائى كانوا فى بداية علمهم يقاطعوننى إلا أنهم تقبلوا الوضع، حتى فاجأنى والدى بقرار تركنا للقرية التى نشأت بها، خوفًا من فضيحتنا، وانتقلنا لأحد الشقق السكنية فى أحد الأحياء بالجيزة، وتم عرضى على أحد الأطباء النفسيين وخضعت للعلاج لعامين وهى أقل مدة للعلاج، لكى أتقبل العيش فى وضعى الجديد، وأثناء ذلك كنت أحصل على بعض الأدوية الهرمونية للمساعدة فى تغير أعضاء جسدى وزيادة الهرمونات الأنثوية".وتابعت: "توجهت بعد ذلك إلى لجنة تصحيح الجنس بنقابة الأطباء للحصول على تصريح بإجراء الجراحة ولكن كانت هناك صعوبات كثيرة خاصة أن اللجنة تتكون من أستاذ علم نفس وأستاذ أمراض ذكورة وأستاذ علم وراثة وغدد صماء، وعضو من دار الإفتاء وعضو من نقابة الإطباء وهو رئيس اللجنة، والمشكلة كانت فى عضو دار الإفتاء حسب حديث بعض أعضاء اللجنة لوالدى، كونه يرفض الحضور باللجنة من البداية".واستطردت: "بعد أن علم رئيس اللجنة من والدى بعد تقدمه بالأوراق الرسمية والتى ظلت لفترة كبيرة حبيسة الأدراج بأنه سيتجه لبعض الأطباء لإجراء الجراحة بعيدًا عن اللجنة، فتم تحذيره من ذلك خاصة أن المشكلة الرئيسية تأتى بعد إجراء العملية والتى تكون فى الإجراءات الرسمية فى تغيير النوع فى الأوراق الرسمية".موافقة اللجنةوأضافت: "بعد معاناة وافقت اللجنة بعد تقديمى بطلب لتحويل الجنس وخطاب من المستشفى التى أعالج بها وبعض التحاليل الخاصة بالدم وتحليل الهرمونات وتحليل الكروموسومات وأشعة على البطن والحوض، وتم إجرائى العملية بالقصر العينى، ونجحت، وقال الطبيب المعالج حينها أننى كنت أملك هرمونات أنوثة واضحة، وتم استئصال العضو الذكرى، وكانت لدى أعضاء تناسلية داخلية "رحم ومبيض".واختتمت حديثها قائلة: "أعيش حياتى الطبيعية الآن كأنثى وتقدم لخطبتى أحد الجيران من قبل ولكننى رفضت حينها لأنى آنذاك كان هناك تعنت فى تغيير النوع من ذكر لأنثى فى البطاقة، وعانيت كثيرًا لأن المتحكم فى ذلك هو الطب الشرعى وعلى أساس تقريره تستخرج باقى الأورق، ولكن حاليًا تم التغيير، وأعيش حياة طبيعية، وعائلتى تقبلت الوضع، ولكن قاطعنا أقاربنا الذين لا يزالوا يعتقدون حتى الآن وبعد مرور سنوات أننى مازلت رجلًا، ولم أفكر فى رد فعلهم عندما سيشاهدوننى حاليًا".




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق