عرض - د. فاطمة سليمان فى الوقت الذى ظلت مصر هى المحرك الأساسى للملف الفلسطينى خرجت بعض الأصوات التى تدعى خروج مصر من المعادلة الإقليمية الخاصة بالترتيبات الفلسطينية حتى إن هناك بعض الملفات طُرحت مؤخرا لتوجيه الرأى العام المحلى والدولى نحو دور كل من تركيا وقطر وتقدمها على انهما البديل فى تحقيق المصالحة الفلسطينية وبدأت فى الترويج للقمة التركية الفلسطينية والتى._x000D_
_x000D_
عُقدت القمة التركيّة- فلسطينيّة نهاية أغسطس الماضى لوضح حل بين حركتى فتح وحماس وفى المقابل تعمدت هذه الجهات الممولة بالترويج ان مصر المكلفة من قبل جامعة الدول العربيّة في إتمام هذا الملف الفلسطينيّ لم تنجح على حد قولهم._x000D_
_x000D_
وان تلك القمة وفقا لما ذكرته بعض الصحف حينذاك ، جاءت بدعوة من محمود عبّاس نفسه، الذي في ما يبدو بدأ يتّخذ مساراً بعيداً عن مصر لتحقيق المصالحة، في إجراءات تبررها حركة "فتح" بأنّها تهدف إلى دفع "حماس" نحو المصالحة._x000D_
_x000D_
وفى الوقت الذى تردد فيه أن عباس وأردوغان اتفقا على أن يقوم الأخير بتشكيل لجنة تركية لعقد اجتماعات قادمة ومستمرة مع قيادات في حركة حماس وقيادات من حركة فتح بشكل منفصل، والقيام بجهود غير معلنة، سعياً للوصول إلى حلول للخلافات التي منعت تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاقات المصالحة السابقة بين حركتي فتح وحماس._x000D_
_x000D_
ثم جاءت الضربة الكبرى للدبلوماسية المصرية التى نجحت بهدوء غير مسبوق فى التوصل إلى حل خرج كالصاعقة على هذه الادعاءات وهو ما يؤكد هذا الاتفاق ليعبر ضعف هذه الاطروحات والأقاويل ولتبرهن على مكانة مصر داخل هذا الملف الهام في ملف الشأن الإقليمي ._x000D_
_x000D_
أول أمس تم الإعلان عن فتح مكتب لحماس فى القاهرة واليوم التالي حماس تنازلت عن إدارة غزة وعليه من المفترض نظريا أن الضفة وغزة أصبحتا الآن تحت إدارة حكومة فتح التي كانت مسيطرة على الضفة فقط ويأتى هذا التنازل السياسى من ناحية حماس نتيجة استضافات وحوارات قامت بها مصر ما يزيد عن ستة أشهر سعت مصر وراء اتفاق ان حماس تتنازل عن ادارة غزة مقابل بعض الامتيازات._x000D_
_x000D_
وقراءة للمشهد أكثر فإن ذلك يعد مصلحة مباشرة على الأمن القومى المصرى من حيث أن يكون هناك طرف آخر على الحدود يكون بينه وبين الدولة المصرية تفاهمات أوسع وأكبر وهذا لم يكن يتأتى فى ظل وجود حكومة حماس._x000D_
_x000D_
اما المكسب الغير مباشر للدولة المصرية من هذا الاتفاق فهو إيجاد حل للتناحر الفلسطيني والتعجيل بمصالحة بين حماس وفتح تعظم بها مصر من دورها الريادي._x000D_
_x000D_
فى هذا الاطار أتت تصريحات إيجابية من قِبل معسكر فتح قام بها بعض القيادات الفتحاوية كعزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذى أثنى على الجهود المصرية فى الوصول لهذه المرحلة._x000D_
_x000D_
ومن جانب آخر خرجت حركة حماس هى الأخرى بتصريحات أرفقت بالبيان الذى صدر عن الحركة ووجهت فيه الشكر لأجهزة الدولة المصرية على الدور الذى لعبته خلال الفترة الأخيرة للخروج بهذا الإتفاق إلى النور._x000D_
_x000D_
ومن ثم ما حدث يكشف على أن أهمية الدول لا تقاس بما تنفقه من مال انما بثقلها السياسى وسعيها المتواصل بجهود جادة لرأب الصدع الفلسطيني بين فتح وحماس ومعالجة الانقسام لتحقيق هدف أكبر فى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفق المواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولى._x000D_
اترك تعليق