هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

في الذكرى الـ 47 للنصر.. حرب أكتوبر في عيون جيل الخمسينيات.. ماذا قالوا؟

 تظل ذكري نصر 73 عالقة في أذهان الشعب المصري مهما مر عليها من سنوات خصوصا عند من عاشوا هذه المرحلة ووعوا أحداثها أي ممن هم في عمر الستينيات فأكثر  فكل عام في مثل هذا اليوم يرجعون بالزمن إلي الوراء متذكرين أحداث الحرب المجيدة وكل منهم لديه قصة ورواية معينة لم ينساها قد تكون داخل بيته أو شارعه أو مدرسته أو عمله ..

" بوابة الجمهورية " أجرت دردشة  مع البعض منهم عن ذكرياتهم مع 6 أكتوبر .


نبيل متولي : كنا نلتف حول الراديو لسماع بيان النصر

يتذكر نبيل متولي 65 سنة ..مدير بإحدي شركات المقاولات: أحداث أكتوبر بالبيان الذي ألقاه الرئيس السادات عقب انتصار الجيش المصري علي العدو الاسرائيلي ,قائلا : لم أنس اللحظة التي أعلنوا فيها أن الرئيس سيلقي "كلمة " بعد قليل حيث تجمعنا مع الأهل والأقارب بجانب الراديو لكي نستمع وكانت فرحة عظيمة وكان عمري18 عاما وكنا نتحدث كطلبة بيننا عن أحداث الحرب داخل المدرسة وكان اذا جاء أحد الزملاء إلي المدرسة ويحمل معه راديو صغير بحجم كف اليد كنا نلتف حوله لنستمع إلي آخر الأخبار .

ويضيف : إن مشهد المقاهي ايضا وهي تحتشد بالناس وهم يستمعوا لبيان السادات كان مهيبا .

كوثر أحمد : كنت أتابع النشرات لأعرف كيف دمرنا خط بارليف

 

وتقول كوثر أحمد 63 سنة ..مهندسة : إن أكثر ما كان يشغلني في أحداث الحرب هو محاولة فهم كيفية استخدام مضخات المياه لفتح ثغرات في خط بارليف من أجل تدميره , وحينها كنت دائما أستمع إلي النشرات الاخبارية بغرض فهم هذه المسألة , وهي من أكثر الأشياء العالقة في ذهني حتي الآن علي الرغم من صغر سني وقتها لكن جيلنا كان مختلفا عن الجيل الحالي حيث لا توجد مواقع تواصل اجتماعي ولا انترنت , وكان التليفزيون فقط والأخبار هي التي أمامنا وكنا نهتم بها .

محمد عبد الفتاح : رأيت الموت بعيني وقائدنا كان يبكي ويقرأ الفاتحة

 

ويقول ايضا محمد عبد الفتاح 70 سنة .. ضابط فني جوي متقاعد : إنني رأيت الموت بعيني في 73 حيث انطلقت أول ضربة جوية أثناء الحرب من الفريق الذي كنت أتبع له ,وطائرتي كانت ضمن الأربع طائرات التي قامت في الدقيقة الأولي , وما زلت أتذكر الطيار القائد عندما قمت بتجهيزه وربط حزام الأمان له كان يبكي ويقرأ الفاتحة والشهادة .

ويضيف : إن الحرب بدأت في الساعة الثانية ظهرا وعند وصولنا للخامسة مساءا كنا نفذنا عددا يفوق الخيال من الطلعات الجوية وفي 3 ساعات فقط وبعدد طائرات قليل جدا  وبلغنا قائد القوات حينها حسني مبارك أننا دمرنا عددا كبيرا من مواقع العدو وضرباتنا كانت ناجحة  فأرسل لنا تهنئة .

ويؤكد أن مهمة الفني كانت أصعب كثيرا من مهمة الطيار في ذلك الوقت فبدلا من تجهيز الطائرة في ربع ساعة كان التحدي أمامنا أن نجهزها في 7 دقائق فقط  من كافة الأشياء ويتم الكشف علي الكهرباء والتأكد من الصواريخ والقنابل واختبارها جيدا  خصوصا مع زيادة عدد الطلعات فكان مطلوبا منا تجهيز عددا كبيرا من الطائرات في وقت قياسي .

ويشير إلي أن التكنولوجيا المصنوع منها طيران العدو كانت أمريكية وتشتهر أمريكا بصنع السلاح الجوي فكانت أكثر تطورا من الطائرات المصرية لأنها كانت روسية الصنع لكنها كانت متينة حيث كانت هناك مجموعةمن التحذيرات تصدر لنا قبل إطلاق أي صاروخ بعكس طائرات الطرف الآخر التي كانت أكثر آمانا ومن الصعوبة إصابتها وعلي الرغم من ذلك استطعنا توجيه ضربات قوية صحيحة .

ويذكر ايضا ان القوات الاسرائيلية كانت تلقي بالقنابل العنقودية علي الممرات والأفراد وهي خطيرة جدا وممنوعة دوليا وتنفجر علي بعد 500 متر من الارض وعندما تنفجر يخرج منها "بلي "صغير يقدر بالآلاف وينتشر في كافة الاتجاهات فيصيب الجسم من خلال اختراق الجلد مسببا أمراضا خطيرة ولذلك كنا دائما في حالة قلق ورعب .

صلاح عاشور : "محمد أفندي رفع العلم " ما زالت في ذاكرتي

يشير صلاح عاشور 71 سنة ..علي المعاش : إلي أن عبور قناة السويس من أكثر الأحداث التي لا تنسي عن حرب 1973 حيث أن الخطة العسكرية التي اتبعت من أجل العبور استوعبت جهد العشرات من عمالقة سلاح المهندسين والعسكريين فكان هناك مجموعة من المواسير تمنع مرور أي شخص واذا مر يحترق واستطاعت القوات المصرية غلقها بالكامل قبل العبور بيوم واحد , ايضا ما زالت أغنية "خلي السلاح صاحي "  في أذني أتذكرها كل عام في هذا اليوم وكنت حينها في الاسماعيلية أعمل في حراسة غرفة عمليات الجيش قبل قيام الحرب وكنت برتبة شاويش بكتيبة الصاعقة 23 وكنا نجلس وكأننا في مآتم , وما أن سمعنا في راديو المدرعة أنه تم العبور والنجاح قفزنا من الفرح .

ويذكر ايضا جملة " محمد أفندي رفع العلم " وهو محمد العباسي الجندي المصري الذي رفع علم مصر فوق أقوي النقاط الحصينة للعدو .

فاطمة أحمد : "الله أكبر " كانت تزلزل أرض العدو

تروي لنا فاطمة أحمد 60 سنة .. مهندسة , ذكرياتها مع الحرب : قائلة " إنني كنت متابعة جيدة للنشرات الاخبارية في ذلك الوقت وكنا في هذه الفترة قلقين خصوصا بعد نكسة 67 فلم يكن لدينا المصداقية الكبيرة في كل ما يقال في التليفزيون فكنا نشاهد البيانات ونسمع التصريحات قبل 67 ونثق بها خصوصا انني كنت صغيرة في العمر وأغلبها كانت غير صحيحة , لكن بعد ذلك الفرحة دخلت في قلوبنا جميعا بالانتصار وكانت مفاجأة بالنسبة لنا , وأتذكر حينها كان وقت بدء الدراسة الجامعية وتم تأجيلها أسبوعيين بسبب الحرب وعندما إلتحقت بالدراسة تقابلت مع أحد اللواءات العسكريين وطلبت منه أن يحدثني عن 6 أكتوبر فقال لي : ان كل شيء كان محددا ومرتبا ما عدا شيئا واحدا لم يكن متفقا عليه ولكن الكل قام به وهو هتاف " الله أكبر " ووصفه ب"المذلل للأرض حين ترديده وقتها , مضيفا ان اليهود كانوا يفروا من أمام المصريين عندما سمعوا هذه الجملة من شدة الخوف .

شوقي شفيق : الشعب كله كان مستعدا للتطوع بالجيش أملا في التغيير

ويتفق معها شوقي شفيق 65 سنة ..صيدلي : في أن الأداء الاخباري في البيانات التي كنا نسمعها في التليفزيون من أكثر الأشياء التي لم تنس , ويري أن الكل كان مترقبا خصوصا عقب هزيمة 67 وعدم المصداقية التي لاحقت الأخبار المتداولة في هذه الفترة إلي أن تغير هذا الأمر بداية من عام 70 حتي عام الحرب محاولون اتباع الصحة والمصداقية في إذاعة الأخبار تأهيلا لعام الحرب وحتي يستعيد المواطن الثقة مرة آخري بالحكومة والجيش وبالفعل هذا حدث خصوصا بعد الجاهزية العالية التي رأينا بالقوات المسلحة واستلام السادات سدة الرئاسة

ويضيف أن الناس كانت تتمني خوض الحرب من أجل التغيير والتنمية حيث كانت وقتها الظروف الاقتصادية صعبة والمواطن يعيش علي قدر الحال وعلي استعداد التبرع بالمجهود الحربي والتطوع بالجيش وخوض المعارك لتحسين الأحوال المعيشية .

 

محمد عبد الكريم : صورة أمتعة العدو المتبعثرة.. في ذهني حتي الآن

أما محمد عبد الكريم 62 سنة يقول : إنني كنت متطوعا بالجيش المصري في القطاع الطبي بالتحديد أساعد في إسعاف الجنود المصابيين ونقل الجثث واستمريت في هذا العمل بمنتهي الاخلاص إلي أن أصبت ب"شظية " في عيني ما زالت علامتها موجودة حتي الآن , ايضا هناك مشهد لم أنسه وهو أمتعة الجنود الاسرائيليين المتبعثرة في كل مكان حينما فروا عند انتصارنا وهذا يدعو إلي الفخر ويدل علي قوة الجيش المصري .





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق