العشوائيات والتهديدات الأمنية ووجود البديل ببرج العرب .. أسباب انهاء خدمته .

أخيرا وبعد سنوات من الجدل اصبح مصير مطار النزهة بالاسكندرية واضحا جليا للجميع  وهو الإغلاق    ..  حيث تكشف بوابة الجمهورية  عن اسباب جوهرية عن اغلاق المطارالذي تقرر أن تكون اراضيه نواة لمدينة الاسكندرية الجديدة.

واحقاقا للحق فقد حاولت الشركة المصرية للمطارات كثيرا اعادة تشغيل المطار الا ان وجود عوائق كثيرة حالت دون تحقيق هذا الهدف .. اهمها المياه الجوفية تحت ممر الهبوط الذى كلف الشركة المصرية للمطارات أموالا طائلة وايضا انتشار عوائق عديدة تؤثر على الحركة الجوية مثل بعض المشروعات التجارية  بالاضافة الي انتشار العشوائيات حوله ومنها عزبة نادي الصيد الملاصقة لسور المطار وهو ما يؤثر ويهدد الحركة الجوية 

المطار الذي تزيد مساحته قليلا عن 811 فدانا تملك منها الشركة لمصرية للمطارات 76 فدانا بعقود موثقة .. شيده الإنجليز خلال الحرب العالمية الثانية فى الفترة من 1939 وحتى 1945 لهبوط طائراتهم هناك .... وفى نفس الوقت أنشأ الإنجليز مطار مائى شرق مطار النزهة مازال يتبع إحدى الجهات السيادية. 

جاء إنشاء مطار النزهة والممر الخاص به فوق بحيرة تم تجفيفها بانخفاض قدره 3 أمتار عن منسوب سطح البحر وهو ما دفع الإنجليز وقتها لإنشاء مصرف دائرى حول المطار لسحب المياه الجوفية التى تتجمع بشكل مستمر أسفل أرض المطار والمهبط وإلقائها فى المصرف واستمرت هذه الازمة عائقا رئيسيا لسير عمل المطار ..

العوائق الكثيرة للمطار دفعت اللواء طيار عبد الفتاح كاطو حين كان رئيسا للهيئة المصرية العامة للطيران المدنى وقتها - قبل تحويلها إلى الشركة القابضة للمطارات وتوابعها عام 2002- إلى إصدار قرار بغلق مطار النزهة عام 2000 للأسباب التى ذكرناها إضافة إلى قصر طول الممر وهو ماجعل تكاليف علاج المطار سنويا تفوق بكثير جدا العائد منه .. وقام وقتها اللواء كاطو بتحويل الحركة الجوية إلى مطار برج العرب الذى كان وقتها مجرد صالة لحين توسعته وتطويره. 

لكن بعد تولى الفريق أحمد شفيق وزارة الطيران المدنى أصدر قرار بإعادة تشغيل مطار النزهة بعد تطويره ومنذ ذلك الحين بلغت تكاليف علاج المشاكل التى ذكرناها خاصة المياه الجوفية بسبب إنخفاض أرض المطار وممر الهبوط عن منسوب سطح البحر ب 3 أمتار مايزيد عن المليار جنيه دون جدوى حقيقية من هذا الإنفاق لإستمرار عوائق التشغيل..

اما في الفترة الاخيرة فقد دشنت الشركة المصرية للمطارات منظومة صرف خارجي مزودة بطلمبات سحب المياه الجوفية ثم توزيعها بعد ذلك للبردخ والسحارات علي مصرفي الاملاك وهو ما قلل من اضرار المياه الجوفية بدرجة كبيرة للمطار ..كما تم الاستعانة بكلية الزراعة جامعة دمهنور لتوسعة المصرف الدائري حول المطار وتعميقه وتم استحداث مشروع اجناب الممر وهو عبارة عن مرشحات مائية طبيعية مكون من طوب وزلط وطوب سن تصرف المياه علي المصرف الداير.

كما تم تجديد ممر المطار بحيث يتحمل الطائرات متوسطة الاطنان بحد اقصي 77 طن وهو ما يستوعب طائرات طراز ايرباص 320 والبوينج من طراز 200 الي طراز 800 وبصورة اخري يستقبل المطار الطائرات ذات السعة المقعدية من 165 الي 180 راكبا ولكن رغم كل تلك المحاولات الا انها تحطمت علي صخرة التقارير الامنية التي اكدت صعوبة عودة تشغيل المطار .. كما انه بعد توسعة مطار برج العرب وإنشاء مبنى وممر به .. فضلا عن إنشاء مبنى صديق للبيئة بالمطار .. قررت اللجنة المشكلة من مختلف الأجهزة والجهات لدراسة جدوى إستمرار مطار النزهة فى ظل التكاليف الباهظة وخطورة وعدم قدرة ممر الهبوط على تحمل طائرات كبيرة وأيضا العشوائيات الملاصقة لأسواره .. قررت إغلاق المطار..