سبقت مشاعري كلماتى لتحمل فى ثناياها كل أتٍ ، لتنثر عبيرها بعباراتى ، فهى دليل لكل حائر ، ونور يقذف فى قلوبٍ ظلامُها دامس ، تبحث فيها عن نفسك ، لتجدنى أحيانا أتحدث عنك ، وكأنى جزء منك ، شعر بك دون أن تتحدث ، بل وأحيانا دون معرفتك ، ستجد روحي بين السطور ، تواسى أحزانًا ، تشاطرها ، تواسيها بكلمات مهداة لقلبك ، لعل الكلام ، يداوي شعورك ، لعل الحديث ضماد لجرحك ، لعل بكاءك على سطوري تزيله كلماتى ، فآثار بكائك ما زالت على سطورى ، لعل الدواء فى الكلمات.
فلمَ لا ؟! أليست الجروح بعضها كلمات......
كلمات قاسية جرحت......
فاحتاجت لكلمات حنونٍ تداوي......
فلا تتعجب منى!!
فهذا مذهبى فى الحياة
أن أترك خلفى أثرا ، قد تكون كلمة ، شعورا ، عملا ، ولكن دعنى -- قبل أن أرحل -- أترك لك بعضا منى ِِ
كلماتى ..
كلمات عالقة فى الأرواح ، فالأجساد إلى زوال ، ولكن الأرواح معلقة فى السماء ، ليس لأحد عليها سلطان سوى رب العباد ، يرعاها فيؤلف بينها وبين أناس ، وأحيانا تشرد بعيدة متنافرة لا ترغب فى أناس ، فالوقت قد يكون أوشك على الإنتهاء ، والرحلة قد تنتهى دون سابق إنذار ، ولكن اللقاء بيننا ممتد ، فهناك من رحلوا ، وتركوا خلفهم كلمات ما زالت حية تنبض ، وأصحابها ليسوا بيننا ، ولكنهم تركوا جزءا منهم ما زال ينبض ، عبق كلماتهم يفوح عطره فى السماء ، فهو عالق يأبى المغادرة مع أصحابه ، فكلماتنا لا تموت حتى ولو أصبحنا أمواتا .
اترك تعليق