هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

محطة صرف صحى تتحول لمراعى أبقار تهدد حياه آلاف المواطنين بالوادى الجديد

يعانى قرابة 100 ألف مواطن من سكان مركز ومدينة الخارجة والقري المجاورة بمحافظة الوادي الجديد أشد المعاناة منذ 15 عاماً بسبب بحيرات الصرف الصحي العملاقة شرق مركز الخارجة والتى تحولت إلى مصدر غذاء لتربية الأبقار وتوفير اللحوم والألبان لسكان العاصمة فى مأساة حقيقية يدفع ثمنها المواطن البسيط والطفل الصغير والشيخ الكبير والمرأة المعيلة لأسرة فقيرة قد تموت من السموم دون أن يشعر بها الآخرون بسبب إنعدام الضمير والتباطئ فى إتخاذ القرار ،


وقد أصبحت حياتهم بلا قيمة ومعيشتهم كابوسا مزعجا وسكنا تسيطر عليه الأمراض المزمنة وضعف المناعة وفساد الأطعمة فى ظل تفاقم أزمة كورونا وتعدد ضربات الفيروسات القاتلة. فلا صوت يعلو فوق أنين الألم والحسرة وخيبة الرجاء وسماع صرخات الإستغاثة شبه اليومية عبر صفحات التواصل الإجتماعي وأقسام الشرطة وخلف العيادات الخارجية بالمستشفيات والمنشآت الصحية والحكومية ودور العبادة

 

وعلى وجوه مودعى الجنائز وأقارب الراحلين إلى رب السماوات. وبالعودة إلى الماضي نجد أن كواليس المشكلة بدأت منذ إن أنشأ مشروع الصرف الصحي في عام 2004م بمركز الخارجة والتي استغل بعض المزارعين ومربي الماشية نمو مساحات شاسعة من الحشائش والنباتات بواسطة مياه الصرف الصحى حول مجموعة من البرك التى تجمعت بها مياه الصرف على هيئة بحيرات منفصلة لتغذية الأبقار والمواشي

 

وتصديرها للمواطن عن طريق الألبان واللحوم الفاسدة. وكان لطول المسافة وبعد المكان عن أعين الجهاز التنفيذي والأمنى بالمحافظة الفرصة السانحة والإستغلال الأمثل من قبل المستفيدين والمتربحين من الإتجار بأرواح وصحة المواطنين من خلال هذه الحيوانات المسممة ، ليتوسعوا بمرور الوقت في تربية أعداد كبيرة منها

 

بالإضافة إلى بيع ألبانها للمحال التجارية بما تحمله من آثار تلك المياه الحاملة الفيروسات والبكتيريا الضارة. وتقع (بركة الشيخ) أو محطة الصرف الصحى موطن تربية الأبقار والماشية على بعد 20 كيلومتر شرق مدينة الخارجة بإجمالي مساحة لا تقل عن 30 إلى 40 كيلو متر ، تحيط بها مياه الصرف وتنمو بها غابات من البوص والغاب والحشائش الضارة على مساحات شاسعة من المراعى الخضراء

 

موطن الإصابة بالأمراض المعدية والفيروسات. حيث يقوم هادفى الربح بتربية الأبقار والماشية والأسماك وبيع لحومها وألبانها التي لاتكلفهم شيئا بل مزيد من الإرباح ومزيد من الإنتشار لتلك الظاهرة المتفشية بشكل كبير داخل أسواق المحافظة والتي تباع ألبانها ولحومها لأهالى الواحة الغير صالحة للإستخدام الادمى .

 

قال خيرى طليب رئيس المجلس الأقليمى لحقوق الإنسان بالمحافظة فى تصريح خاص لــ الجمهورية أون لاين، أنه قام بتحرير محضر ضد أصحاب المواشى والأبقار، التى يتم رعيها على حشائش مياه الصرف الصحى المسرطنة بمنطقة عين الشيخ بمركز الخارجة وءلكع منذ عام تقريبا برقم 736 لسنة 2017 ادارى مركز شرطة الخارجة ،

 

وتمت إحالته إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق . واضاف طليب ، أنه قام بتفقد المنطقة منذ أيام قليلة ليجد عشرات الأبقار تتغذى على تلك المراعي المتاخمة لبرك وبحيرات الصرف بإعداد كبيرة على غير المسبوق ، مناشدا جميع الجهات المختصة ومحافظ الإقليم لاتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة لرفع وتجنب الضرر الواقع على أهالى المركز حفاظاً على سلامة الجميع.

 

ومن جانبه ، أوضح الدكتور ناجى عوض مدير عام الطب البيطري بالوادي الجديد ، فى تصريح خاص لبوابة الجمهورية أن حل هذه الأزمة يكمن فى تضافر جهود جميع الجهات المختصة والمعنية للحفاظ على صحة وسلامة المواطن ، مشيرا إلى أهمية تكاتف أطراف العملية المسئولة عن وضع الحلول والمقترحات وترجمتها إلى قرارات صارمة تستند إلى القانون وقابلة للتنفيذ ، لافتاً إلى ان هناك العشرات من الأبقار تتغذى على حشائش هذه البرك الصرفية بما تحمله من مواد مسرطنة قد تؤثر بشكل مباشر على صحة أبناء المحافظة.

 

وتابع أنه من المقرر عرض الأمر على القيادة التنفيذية فى ضوء تنفيذ حملات بيطرية مكثفة على مراكز تجميع وتوزيع الألبان لضمان عدم خلوها من البكتيريا الضارة أو الفيروسات الناقلة للعدوى بواسطة أخذ العينات وفحصها وتقرير مصيرها بناء على نتائج التحاليل فضلا عن التنسيق مع الجهات المختصة لمواجهة الأمر بكل حزم.

 

لافتاً إلى إن سلامة الإنسان تبدأ وتعتمد بشكل كبير على سلامة الغذاء والماشية التى يتربى عليها الحيوان المنتج لهذا الغذاء من الألبان واللحوم وجميع المنتجات الغذائية سواء البروتينى أو السمكى بما تحتويه من مواد ضارة لايمكن التخلص منها بالتسخين حيث ان التسخين يجعلها تتركز اكثر.

 

وناشد أهالى مدينة الخارجة اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد، واللواء محمد توفيق مدير الأمن بالمحافظة، بتنظيم حملات مكبرة على تلك المواقع، والتحفظ على تلك المواشى والأبقار،

 

وضبط أصحابها ، فى إشارة إلى الأخطار الناتجة جراء بيع إلبانها للمحلات التى تنتشر فى مدينة الخارجة وتسبب زيادة انتشار مرض السرطان والأمراض المزمنة فى المحافظة .





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق