يُعرف الكبد الدهني بأنه تراكم للدهون داخل أو خارج الكبد، وقد تتطور الأمور للأسوأ ما يتسبب في التهابه ثم حدوث تليف وفشل كبدي وفي بعض الأحيان أورام في الكبد.وقد توالت التحذيرات التى اصدرها اطباء أمراض الكبد والجهاز الهضمي من خطورة تطور امراض هذا العضو الحساس الذي يطلق عليه "مايسترو الجسم"؛ لما يترتب على ذلك من مشكلات صحية خطيرة تصل لحد الإصابة بالسرطان.
الدكتور محمد عامر عفيفي، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية بكلية الطب جامعة الأزهر، قال إن الكبد الدهني يصيب في الأساس الأشخاص الذين يعانون من السمنة والسكر وأصحاب الأمرض المزمنة، نتيجة ترسب الدهون داخل الخلايا الكبدية.
أن تفاقم وضع الدهون داخل الكبد يؤدي للدخول في دوامة التهابات كبدية مزمنة، ثم التليف الكبدي ومضاعفاته وصولا لحدوث دوالي المريء وأورام الكبد.
وذكر أن تشخيص حالة المصابين يبدأ بأخذ عينة من الكبد ثم صبغها بصبغة معينة للتأكد من وجود مواد دهنية داخل الخلايا الكبدية من عدمه، مشيرا إلى أن المصطلح العلمي الذي يطلق على هذه الحالة هو "الكبد البراق"، ويحدث نتيجة تكوّن دهون داخل الكبد أو خارجه أو بسبب التهابات مزمنة.
الطبييب المختص قال إن طبيعة الحالة يجري تشخيصها بعد إجراء تحليل "وظائف كبد"، مضيفا: "إذا كانت الإنزيمات مرتفعة يعني ذلك بداية سلسلة التهابات ستؤدي إلى تليف كبدي".
بشأن أعراض المرض، قال عفيفي: "عادة ليس هناك علامات واضحة للإصابة بالكبد الدهني، لكن الوخم والرغبة في النوم والدوخة قد تكون مؤشرات على الحالة"، مشيرا إلى أن الأطفال معرضون للإصابة بالكبد الدهني، خاصة المصابون بالسكري أو مرضى السمنة.
واختتم قائلا: "يمكن تفادي الإصابة بالكبد الدهني بمحاربة السمنة وممارسة الرياضة والاهتمام بالتغذية الصحية المتوازنة التي تضم نسبة من البروتينات والدهون والسكريات مع فيتامينات وفواكه".
مرض صامت
الكبد الدهني يعد مرضا صامتا بشكل عام ليس له أعراض، خصوصا في مراحله الأولى التي قد تستغرق بضع سنوات، أو حتى بضعة عقود.
وحذر البروفسور الفرنسي كريستوف بورو، المتخصص في المعدة والأمعاء والكبد بمستشفى تولز الفرنسية والسكرتير العام لجمعية الفرنسية لدراسات أمراض الكبد، من خطورة هذا المرض كون تطوراته تحدث في صمت.
وقال بورو: "ارتفاع نسبة الدهون فى الكبد إلى 30% أو أكثر يضاعف فرص الإصابة بحدوث الارتشاح الشحمي، ما يؤدي إلى ترسب الدهون الثلاثية في الخلايا مسببة تليف الكبد وزيادة فرص سرطان الكبد".
وأضاف: "هذه التطورات تحدث في صمت، باستثناء الشعور بألم خفيف فى الجانب الأيمن وحساسية عند اللمس والشعور بالغثيان والإغماء، وقد يظهر ذلك في المراحل المتقدمة من المرض بعد إجراء تحليل أنزيمات في الدم لمعرفة مدى تضخم الكبد".
اترك تعليق