بقلم / أحمد الوحش
في سفارة ايطاليا بالقاهرة عام ٢٠١٢م ، جلس بجانبي رجل تظهر عليه علامات الوقار، يرتدي الملابس الأزهرية، لم أنسَ اسمه أو ملامح وجهه، كان لدي من العمر آنذاك ١٧ عاماً، تحدثنا عن الأنبياء وأمور الدين ومجالات الحياة المختلفة، وقد استمتعت بهذا النقاش كثيراً، وأخبرني الشيخ أنه ذاهبٌ إلى إيطاليا في رمضان المقبل؛ ليكون إماماً للناس هناك، وقد تنبأ لي أنني سأكون يوماً ما شخصية هامة، فابتسمت وأحسست أنني محظوظٌ لمناقشتي أحد علماء الأزهر.
وكان هناك رجل آخر ناقشني في شتى المجالات العلمية، ثم أمسك بيدي، ونظر إليها قائلاً: "نفسك تبقى إيه؟" أجبته: "قبطان بحري"، فإذا به يقسم أنني سأكون جراحاً، تعجبت كثيراً، واكتشفت لاحقاً -أثناء حديثه مع السفير الايطالي- أنه رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في كلية الطب جامعة عين شمس، حيث تأخروا في إصدار تأشيرة السفر وقد امتعض وغضب، فخرج السفير معتذراً وسهل له اجراءات سفره، ثم تحدث إلى أبي وتبادلا أرقام هاتفيهما قبل المغادرة، وطلب من أبي أن يخبره نتيجتي في الثانوية بعد سنتين من يومنا هذا، فوعده أبي متعجباً، كيف سأدخل الطب ولم أكن متفوقاً كفاية.
حين عدت بحثت عن هذا الشيخ الأزهري مراراً وتكراراً على فيس بوك، ولم أجد له أثراً.
بعد مرور سبع سنوات -ولا زلت أتذكره- لا أعلم لم كتبت في البحث "الشيخ فوزي النقيب"، ليصيبني مجدداً الاحباط واليأس لعدم ظهور حسابه في نتائج البحث، لكن فجأة رأيت هذا الوجه البشوش الطيب الذي أحببته من الوهلة الأولى، وأرسلت إلى فضيلة الشيخ فوزي طلب صداقة، لربما يُذَكِرُك هذا الموقف بي، نعم أنا ذاك الصبي الذي كنت تتحدث إليه يا شيخنا الجليل، الآن أنا طالب في كلية الطب وسأتخرج بعد شهرين، إن الله يرسل إلينا أناساً صالحين، يسبب بهم التغيير إلى الأفضل في حياتنا، وأقول لك: "إن العجائب تحدث في سفارة إيطاليا".
اترك تعليق