هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ربنا يديم المحبة

بقلم: دينا محسوب

سعيد الحظ من عاصر جدته أو جده وعاش معهما فترة من الوقت....وانا كذلك، فقد توفت جدتي في بداية دخولي الجامعة ...فقد عشت معها فترة طويلة من طفولتي .
وكانت دائما تردد أمثالا وحكم وتعلق علي المواقف تعليقا حكيما،  في وقتها لم أكن اكترث بهذه الكلمات والتعليقات .
ولكنها يبدو أنها  قد تخزنت في العاقل الباطن لي وقد شعرت الان بمعناها القوي وعظمة حكمتها.
كانت دائما تقول لأي انسان عزيز عليها...ربنا يديم المحبة.
كنت اتسائل ..ما معني هذه الكلمة ؟وهل المحبة يمكن أن تزيد أو تقل ؟!!!
ولكن الآن أدركت تماما هذا المعني، أري  كثير من الناس كانت المحبة  بينهم  ولكنهم بعد فترة من الزمن أصبحوا بمثابة الاغراب لان الحب قد ذهب....كانت جدتي تقول أيضا أن الشخص لا يحب شخصا شخص آخر ،ولكن الطبع هو الذي يمكن أن يحب أو يبغض.
فكم من الناس قد تقابلوا  في فترة من الزمن وحبوا بعض ووصلوا لدرجة كبيرة من العشق ولكن مع العشرة فقد قل هذا الحب ...لان طباعهم لم تالف بعضهم البعض.
فيمكن أن نقابل انسان وتجذب الي وسامته وشكله ولكن طبعه وعشرته يجعلك تنفر منه ، ويقل هذا الحب عبر الزمن.
حتي أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعوا كل يوم ويقول اللهم ثبت قلبي على دينك....لأنه يعلم جيدا أن القلب اسمه قلب لأنه متقلب، ولا يديم الحب والمشاعر طوال الوقت علي نفس الحال، فمن أحببناه أمس لم يعد بنفس قدر المحبة ، ومن كرهناه أمس أصبح حبيب اليوم ...
لذلك وصي النبي و قال رسول الله صلى الله ، عليه و سلم" أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما " 
اي لا تغدق بمشاعر الحب لانك لا تعلم ما حال القلب  غدا، ولا تعلم مالذي ستفعله السنين من مواقف وتغيرات في النفس البشرية.
لذلك يقول الناس  لكل الناس العزيزة عليهم "ربنا يديم المحبة".
دعوة جميلة بدوام الحب علي طول الوقت.
ربنا يديم المحبة لكل اللي بنحبهم.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق