هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

كشف حساب جهود مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال خمسة أعوام
مرصد الأزهر لمكافحة التطرف هو إحدى الهيئات الجديدة التي استحدثتها مؤسسة الأزهر الشريف عام 2015 للقيام بمجموعة من الأهداف على رأسها مكافحة الفكر المتطرف وتفنيده وبيان فساده، وسد جميع النوافذ التي تتسلل التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية من خلالها إلى عقول الشباب.

وبهذا تصبح مصر الغالية واحدة من الدول التي تحارب الإرهاب عسكريًا وفكريًا، فتحاربه عسكريًا من خلال القوات المسلحة وأجهزتها الأمنية، وهي مؤسسات تقود حربًا ضروسًا ضد الإرهاب، قدمت فيها أروع نماذج التضحية والفداء وحب الوطن. وتحاربه فكريًا عن طريق مؤسسات الدولة الوطنية والثقافية والعلمية والتي منها مؤسسة الأزهر الشريف التي تسعى إلى تجفيف منابع الفكر المتطرف الذي يقود الشباب إلى الجماعات المتطرفة ويجعلهم فريسة سهلة للوقوع في براثنها.

 

ويدخل ضمن قضية مكافحة التطرف موضوعات مثل "الإسلاموفوبيا" و"الخطاب التحريضي لليمين المتطرف" في الغرب، حيث تقوم وحدات المرصد برصد كافة أعمال العنف التي تُمارَس ضد المسلمين، واستهداف المراكز والجمعيات الإسلامية، والتعدي باللفظ والفعل على المحجبات، والتصريحات السلبية لبعض الصحفيين والسياسيين ورجال الدين البارزين في شتى بقاع الأرض. كما يقوم المرصد بدراسة الظاهرة وتحديد أسبابها الحقيقية وصياغة توصيات لحلها. 

 

و أوضحت مجلة المرصد أنه من المهام المنوطة بالمرصد متابعة كل ما يُنشر عن الإسلام والمسلمين على مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي ومراكز الدراسات والأبحاث والقنوات التلفزيونية وإصدارات الصحف والمجلات؛ من أجل تصحيح الصورة التي تبدو أحيانًا مغلوطة عن الإسلام، والتي تسعى جماعات اليمين المتطرف إلى ترويجها من أجل تشويه صورة الإسلام والمسلمين، والوقوف على المشكلات التي تواجه المسلمين في العالم وتشخيصها واستقراء ظروفهم المحيطة بموضوعية دون تهوين أو تهويل. 

 

ويدخل ضمن متابعة أحوال الإسلام والمسلمين العديد من القضايا على رأسها قضية "القدس" الشريف باعتبارها قضية مركزية للأمة العربية والإسلامية. وقد أنشأ المرصد عام 2018 "وحدة الرصد باللغة العبرية" بعد إعلان فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عام 2018 عامًا للقدس؛ من أجل متابعة انتهاكات الكيان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وتدنيسه للمقدسات، واعتدائه على الأرض وأصحابها. وتقوم وحدات المرصد المختلفة بمتابعة ما يُنشر عن القدس في الصحف الأجنبية والعالمية، وصياغة ذلك في مقالات وتقارير وحملات توعوية للشباب من أجل تعريفهم بالقدس وأهميتها. 

 

كما يركز المرصد في إطار متابعته لأحوال الإسلام والمسلمين في العالم على قضية "الروهينجا" في إقليم "أراكان" الميانماري، وما يتعرضون له من عمليات قتل وإبادة جماعية وغرق وتشتت في الجبال موضحًا أن سعيد الحظ منهم هو من استطاع الهروب إلى دولة "بنجلادش" أو إحدى دول الجوار في رحلة موت لا تقل خطورة عما يتعرض له الآخرون الذين ظلوا في بلادهم. كما يتابع المرصد التقارير الأممية الخاصة بالروهينجا، والتي أثبتت صحة ما رصده المرصد بخصوص هذه القضية. 

 

وتدخل ضمن قضايا الإسلام والمسلمين قضية "اللاجئين" التي وصفها فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في كلمته الختامية في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام باعتبارها قضية "السلام الضائع الذي تبحث عنه شعوبٌ وبلاد وبؤساءُ ومرضى، وهائمون على وجوههم في الصحراء، وفارُّون من أوطانهم إلى أوطانٍ أخرى نائيةٍ لا يدرون أيبلُغُونها أم يَحُولُ بينهم وبينها المَوتُ والهَلاكُ والغَرَقُ والأشلاءُ والجُثَثُ المُلقَاةُ على شواطئ البِحار، في مأساةٍ إنسانيَّةٍ بالِغة الحُزنِ، لا نَعْدُو الحَقِيقةَ لَوْ قُلنَا: إنَّ التَّاريخَ لَمْ يَعْرِف لها مَثيلًا مِن قَبلُ" .ويفرد مرصد الأزهر في تقاريره ومقالاته مكانًا كبيرًا لقضية "اللاجئين"، كما ناشد المرصد العالم كله بالتكاتف من أجل حلها، وتغليب البعد الإنساني عند التعامل معها.

 

آلية العمل بالمرصد

من أجل القيام بهذه المهام الثقيلة وتحقيق هذه الأهداف السامية، وضع المرصد خطة استراتيجية مدروسة قائمة على مجموعة من الأسس، من أهمها الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب، وتعريفهم برسالة الأزهر الوسطية، والقيم الدينية والأخلاقية التي تدعو إلى حب الأوطان، وقبول الاختلاف في إطارٍ من التسامح، وترسيخ قيم المواطنة والانتماء، والتنوع والاختلاف باعتبارهما سنة من سنن الحياة وقانونًا من قوانين الوجود؛ ساعيًا إلى خلق مناخ عام يعزز قيمة الأخوة الإنسانية، ويحترم إنسانية الإنسان باعتباره أفضل مخلوقات الله، دون نظر إلى لونه أو عرقه أو دينه، مستخدمًا كافة الوسائل المتاحة من مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بوابة إلكترونية، ومجلات وصحف ورقية "صوت الأزهر ومجلة مرصد". 

 

كما نوع المرصد إنتاجه بين إصدارات مقروءة ومرئية، وتنوعت المقروءة بين رسائل نصية قصيرة لمن لا يهوى القراءة الطويلة، ومقالات رأي لمن يحب القراءة ذات الطابع الأدبي، وتقارير ودراسات طويلة وكتب وكتيبات لمن يحب الدراسات الأكاديمية الموسعة والموثقة بالمراجع والمصادر، كل هذا باثنتى عشرة لغة على رأسها اللغة العربية. كذلك لم يهمل المرصد ذوق المشاهدة، فأصدر عشرات المقاطع المرئية "فيديوهات" باللغة العربية واللغات الأجنبية الأخرى، كل هذا في مجال مكافحة التطرف وتوضيح ضلال الجماعات المتطرفة في شرحها لبعض المفاهيم الدينية. 

 

ويتكون المرصد من 12 وحدة، هي "العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والصينية والتركية واللغات الإفريقية والإيطالية والأردية والفارسية والعبرية". ويعمل بهذه الوحدات عدد من الباحثين والباحثات من خريجي أقسام اللغات الأجنبية في جامعة الأزهر، تم اختيارهم وفقًا لاختبارات متعددة قِيست من خلالها مهاراتهم اللغوية والثقافية. كما يشرف على كل وحدة من هذه الوحدات عضو هيئة تدريس من جامعة الأزهر. 

 

ولدى كل وحدة من وحدات المرصد مجموعة من الروابط والمصادر الخاصة بالجماعات المتطرفة، وكذا روابط المراكز البحثية العالمية المتخصصة في مكافحة التطرف، والمراكز المتخصصة في الجماعات الإرهابية، وأعلام الباحثين في هذه المجالات. 

 

وتأتي أولوية الرصد والمتابعة لما يصدر مباشرة عن الجماعات المتطرفة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الجماعات نشطة على مواقع الإنترنت، حيث يقوم الباحثون بالنظر إليها أولًا، ورصد ما تنشره هذه الجماعات من تفسيرات مغلوطة للمفاهيم الدينية. ثم يترجم الباحثون هذه المنشورات، وتُعرض على لجان متخصصة في الدراسات والعقيدة والشريعة الإسلامية ثم تُنشر الردود باللغة العربية واللغات الأجنبية الأخرى على منصات المرصد الإعلامية المختلفة. 

 

      أبرز نشاطات المرصد

 

أولًا: الترجمة والردود الشرعية

تأتي ترجمة ما يصدر عن الجماعات المتطرفة على رأس أولويات الترجمة لدى وحدات المرصد المختلفة. وقد قام المرصد بترجمة العديد من الإصدارات الرقمية الصادرة عن هذه التنظيمات الإرهابية. 

 

وبعد ترجمة هذه المجلات تتم دراستها ويُحَلَّل محتواها ويُرصد المحتوى المتطرف فيها، وتُنشر الردود الشرعية عليها باللغة العربية واللغات الأجنبية المختلفة حتى تعم الفائدة. هذا بالإضافة إلى رصد ومتابعة وتفنيد ما يرد عن هذه الجماعات في مجلاتها الصادرة باللغة العربية. ومن أبرز الردود التي قام بها المرصد بناءً على ما رصده من إصدارات الجماعات المتطرفة هو الرد على تكفيرهم للمجتمعات، ووصفهم لها بالكافرة والمرتدة، ووصف السياسيين بالطواغيت، والشيوخ والعلماء بالفساق والمرتدين. كما قام المرصد بتصحيح ضلال هذه الجماعات وفساد فهمها للجهاد والخلافة والهجرة، مبينًا في ردوده أن القتال والجهاد في الإسلام شرع كرد للظلم والاعتداء، وأن الخلافة نظام سياسي وحكم متروك لأحوال الناس وأعرافهم.

 

وقد رد المرصد على إباحة الجماعات المتطرفة هدم الأضرحة واستحلال دماء المترددين عليها، وتحريم الممارسات الديمقراطية من انتخابات واستفتاءات وغيرها. كما وضح المرصد في ردوده على ما ورد في هذه المجلات أن المنهج الصحيح في الدعوة هو الحكمة والموعظة الحسنة، لا الإكراه أو الترويع. كما فنّد المرصد تحريم المتطرفين لتهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وإباحة تكسير الآثار بحجة أنها أصنام. 

 

ثانيًا: المقالات والتقارير

قام المرصد منذ نشأته بكتابة حوالي 25 ألف تقرير ما بين يومي وأسبوعي ونصف شهري وشهري، تتناول القضايا التي يُتابعها المرصد، وهى "مكافحة التطرف، وأحوال المسلمين في العالم، والإسلاموفوبيا واللاجئين والروهينجا وقضية القدس". ويهدف المرصد من خلال هذه المقالات إلى الوصول إلى الشباب الذين يحبون القراءة، مستخدمًا في ذلك لغة صحفية بسيطة يسهل قراءتها وفهمها. 

 

ومن أبرز الموضوعات التي تناولها المرصد في مقالاته وتقاريره: "سلسلة مقالات توضح أسباب التطرف ووقوع الشباب فريسة للتنظيمات المتطرفة، وسلسلة مقالات أخرى تتناول دور الفن والأسرة وعلماء الدين والرياضة ومنظمات المجتمع المدني، والإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي في مكافحة التطرف، هادفًا من وراء ذلك إلى توضيح أن مكافحة التطرف ليست مسئولية جهة معينة أو مؤسسة بعينها بل واجب جميع أفراد المجتمع ومؤسساته التكاتف من أجل إنجاز هذه المهمة. 

 

وقد اهتم المرصد في مقالاته وتقاريره بتحليل الخطاب الإعلامي للتنظيمات المتطرفة، مبينًا في تحليله كيف استطاعت هذه التنظيمات استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في نشر فكرها المتطرف ومناهضة خصومها واستقطاب مقاتلين من كافة أنحاء العالم، ومؤكدًا على ضرورة نشاط العلماء والمثقفين والوعاظ والرياضيين والفنانين على هذه المواقع حتى لا تُترك ساحة فارغة أمام أتباع الفكر المنحرف يعبثون بها كما يشاءون. كما وضح المرصد من خلال تحليله للخطاب الإعلامي المتطرف كتلة المفارقات التي تتجلى في خطاب هذه الجماعات، مؤكدًا -بالبراهين- أن سلوكهم على الأرض لا يتماشى بأي حالٍ من الأحوال مع الزخم الضال والمُضل على مواقع التواصل الاجتماعي، ومستشهدًا في ذلك بتصريحات بعض من خُدِعوا في دعاية هذه التنظيمات وانضموا إليها، ثم اكتشفوا مدى زيفها وضلالها فتركوها وعادوا إلى بلادهم. 

 

كما تناول المرصد في مقالاته وتقاريره نظرة التنظيمات المتطرفة إلى المرأة، وطرقهم في استقطابها، وشهادات العائدين والعائدات من هذه التنظيمات بعد أن اكتشفوا فساد منهجها القائم على العنف والإرهاب والتكفير، موضحًا ضرورة الاستفادة من هؤلاء العائدين والعائدات عن طريق عرضهم على أطباء نفسيين وعلماء اجتماع ومتخصصين في الجماعات الإرهابية وإجراء حوارات معهم ومناقشة فكرهم حتى نستطيع في النهاية من تحديد ملامح الشخصية المتطرفة، ومن ثم إيجاد علاج لفيروس التطرف الذي يحاول اختراق مجتمعاتنا. 

 

كما تناول المرصد أيضًا في مقالاته وتقاريره المنشورة باللغة العربية واللغات الأجنبية أيديولوجيات التنظيمات المتطرفة، ووسائلها وأساليبها في استقطاب الأفراد، موضحًا ما بينها من اختلافات جوهرية قد تجعلها تقاتل بعضها بعضًا، ساعيًا إلى كشف كل ما هو خفي عن هذه التنظيمات، ومبينًا في الوقت ذاته الفروق بين أيديولوجياتهم الفاسدة؛ حتى يوضح للمثقفين ومن يعملون في مجال الجماعات المتطرفة أن ينتبهوا جيدًا أثناء تفنيدهم للفكر المتطرف؛ إذ يمكن للشخص أن يفند فكر جماعة معينة دون أن يشعر أنه بذلك يثبت صحة فكر جماعة أخرى.   

 

وفي ظل أزمة "كورونا" الأخيرة قام المرصد بكتابة مجموعة من المقالات والتقارير التي توضح بجلاء كيف استغلت التنظيمات المتطرفة الفيروس في خطابها الإعلامي والإفتائي وفي عملياتها الإرهابية على الأرض مستغلة انشغال العالم بمكافحة الوباء، في براجماتية مقيتة واستغلال سيء لمعاناة الشعوب، فضلًا عن شماتتهم في الموتى والمصابين جراء الفيروس، وإثارتهم للشائعات الكاذبة والمضللة على منصاتهم الإعلامية. 

 

وفيما يخص أحوال الإسلام والمسلمين في العالم قام المرصد بكتابة عشرات المقالات والتقارير عن "الروهينجا" منذ الأحداث الأخيرة التي بدأت في 25 أغسطس 2017 وحتى الآن. وكذلك عن اللاجئين وعن القدس الشريف وما يقوم به الكيان الإسرائيلي من انتهاكاتٍ في فلسطين. 

 

 

ثالثًا: الحملات التوعوية 

 

دشن مرصد الأزهر منذ نشأته العديد من الحملات التوعوية التي تخاطب العقل، وتهدف إلى تعليم الشباب التفكير النقدي الذي يجعلهم يعملون عقولهم ويمعنون أنظارهم في كل شيء، ومن ثم يُصعب على الجماعات المتطرفة استقطابهم، وتشويه فكرهم. وتنقسم حملات المرصد إلى قسمين:

 

حملات ميدانية: 

تأتي على رأسها حملة "طرق الأبواب". وهى حملة تهدف إلى الوصول إلى الشباب في أماكن تواجدهم، وتوعيتهم من مخاطر الفكر المتطرف، وإبراز القيم الدينية والأخلاقية لهم، عن طريق عقد مجموعة من المحاضرات الخاصة بمكافحة التطرف، في التجمعات الشبابية المختلفة مثل الجامعات والمدن الجامعية، وكذلك المشاركة في معارض الكتاب الدولية، والندوات التي تُعقد فيها. وقد كلف المرصد مجموعة من باحثيه بالقيام بهذه الحملة وتنظيمها، وأطلق على هذه المجموعة "ورشة عمل الجامعات"، وجاءت أبرز  مشاركات هذه الورشة على النحو الآتي:

 

-المشاركة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب

-المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب وإلقاء ندوات 

-المشاركة في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب 

-إلقاء محاضرات توعوية في بعض أفرع وزارة الداخلية

-عقد ندوة في كلية العلوم جامعة عين شمس

-عقد ندوة في مدينة البعوث الإسلامية

-عقد ندوة في كلية التجارة جامعة الأزهر

-عقد ندوة في مدينة البنات جامعة الأزهر 

 

أما أبرز ما قام به المرصد ضمن "حملة طرق الأبواب" فهو ملتقى "اسمع وتكلم": وهو ملتقى شبابي عقده المرصد في شهر مايو ٢٠١٨ بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات تحت عنوان "الشباب والمؤسسات الدينية"، وذلك بالتعاون مع مركز الأزهر للترجمة، ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية. واستضاف المرصد في هذا الملتقى 400 شاب وفتاة من خمس عشرة جامعة مصرية. 

 

وعُقِدت خلال هذا الملتقى ثلاث ورش عمل: الأولى بعنوان "اسمع وتكلم: العولمة والحفاظ على الهوية "، والثانية: "الشباب والمؤسسات الدينية: بناء الثقة"، والثالثة: "الدين وحرية الفكر والإبداع". وأكد المرصد خلال هذه الورش على أهمية "الهوية الوطنية" وعدم التعارض بينها وبين "الهوية الدينية"، والتنبيه على أن التنظيمات المتطرفة تسعى إلى استقطاب الشباب من خلال ضرب هويتهم الوطنية وإضعاف انتمائهم إلى وطنهم. 

 

وفي إطار حملة طرق الأبواب شارك المرصد مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في قافلة دعوية وتوعوية لطلاب جامعة المنصورة، في الفترة من 1 وحتى 4 مارس 2020. وشارك في الندوة كوكبة من أعضاء مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوىٰ الإلكترونية، وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، وعُقدت خلالها ندوات وحوارات مباشرة مع طلاب الجامعة. وكانت كليات: الطب وطب الأسنان والعلوم أولىٰ محطات القافلة، في حين كانت كليات: الطب البيطري والصيدلة والتمريض هي ثاني المحطات. أما كليات التجارة والزراعة والتربية والآداب فكانت المحطة الثالثة، وكليات الحاسبات والمعلومات والفنون الجميلة ورياض الأطفال والتربية الرياضية وكلية التربية النوعية هي المحطة الرابعة والأخيرة للقافلة. 

 

وكانت المحاور التي تناولتها الندوات هي: 

 

-علاقة الآباء بالأبناء

-بناء الشخصية.

-أسس بناء الأسرة المستقرة.

-ضوابط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

 

دور مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوىٰ في التصدي للفكر المتطرف، ودوره الاجتماعي من خلال وحدة لم الشمل وبرنامج التوعية الأسرية.

 

 وقد استقبل السادة عمداء الكليات أعضاء القافلة بترحاب كبير، وعُقدت الندوات تحت رعاية خاصة منهم. كما شهدت الندوات تفاعلًا بناء وحضورًا كثيفًا يعكس مدىٰ حضور الأزهر الشريف وعلمائه في نفوس الشباب وطلاب الجامعة. و دار في آخر كل ندوة حوارٌ مفتوحٌ بين المحاضرين وطلاب الكليات أجاب أعضاءُ مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوىٰ الإلكترونية فيه عن كثير من الأسئلة التي تشغل أذهان الطلاب.

 

وضمن حملة طرق الأبواب استحدث المرصد بداية هذا العام "ورشة عمل المدارس"؛ لتقوم بإلقاء ندوات ومحاضرات في المدارس بجميع مراحلها، وقد بدأ المرصد أعمال هذه الورشة الثلاثاء 18 فبراير الماضي، بندوة تثقيفية لطلاب مدرسة "بورسعيد للغات" بحي الزمالك، التابعة لمنطقة غرب القاهرة التعليمية تحت عنوان: "ترسيخ قيم المواطنة والانتماء". 

 

كما تبعت هذه الندوة ندوة أخرى في المدرسة نفسها في 2 مارس الماضي، تحت عنوان: "التعايش السلمي ومناهضة الأزهر والكنيسة للسلبيات المجتمعية". وخلال هذه الندوات قام المرصد بحوار تفاعلي مع الطلاب حول أهمية الانتماء للوطن، وخطورة الشائعات التي يروجها المغرضون على أمن المجتمعات، وطالب المحاضرون من الطلاب أن يكونوا خلفًا صالحًا لآبائهم وأجدادهم الذين ضربوا أروع الأمثلة في حبِّ هذا الوطن والدفاع عن أرضه، كما طالبوهم أن يتحلوا بالأخلاق القويمة، وهي من أهم سمات المجتمع المتوازن، موضحين لهم أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في مجتمع خالٍ من القيم التي تحكم سلوك أفراده.

 

كما نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ضمن حملاته الميدانية برنامجًا تدريبيًا لطلاب وخريجي كليتي اللغات والترجمة والدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، في مجال الوعي بظاهرة التطرف، وكان ذلك في الفترة من 29 سبتمبر وحتى 3 أكتوبر 2019، بمقر المرصد بمشيخة الأزهر. وتناول هذا البرنامج العديد من المحاور أهمها التعريف بدور المرصد، مع استعراض لانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا واليمين المتطرف عالميًا، وتقديم تعريف علمي لملامح الشخصية المتطرفة.

 

وفي السياق ذاته نظم المرصد في 14 نوفمبر 2019 برنامجًا تثقيفيًا للطلاب الأفارقة من المقيمين في مدينة البعوث الإسلامية، وتناول البرنامج أبرزَ الحركات والتنظيمات الإرهابية التي تنشط داخل القارة الأفريقية، كما ناقش أهم المرتكزات الفكرية التي ينطلق منها هؤلاء الأشخاص، واستعرض سبل مكافحة تلك القوى الظلامية، وجهود المرصد في تقديم وقاية حقيقية لشباب القارة؛ لتحصينهم من الوقوع في براثن تلك الجماعات المتشددة. 

 

وفي نهاية هذه البرامج كرم الدكتور "محمد المحرصاوي" رئيس جامعة الأزهر، والمشرف العام السابق على مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الطلابَ المشاركين ووزع عليهم شهادات تقدير، متمنيًا لهم النجاح والتوفيق.

 

من جانبهم أعرب الطلاب المكرَّمون عن سعادتهم بمحاضرات وحلقات نقاش برامج المرصد التي قدَّمت لهم ساعات مكثَّفة في التوعية بمخاطر الانزلاق في بوتقة الفكر المتطرف، مشيدين بالاهتمام الذي يوليه الأزهر لأبنائه وبناته؛ ليكونوا سفراء المنهج الأزهري القائم على الوسطية والاعتدال.

وضمن حملاته الميدانية استقبل المرصد منذ تأسيسه زيارات شبابية من جامعات مصر المختلفة. وقام المرصد خلال هذه الزيارات بتنظيم برامج توعوية قصيرة، يتناول فيه أهمية وسائل التواصل الاجتماعي واستراتيجيات التنظيمات المتطرفة في استقطاب الشباب، ومدى حرصهم على الشباب بصفة خاصة. 

وخلال هذه النشاطات التي التحم فيها المرصد مباشرة مع الشباب أجاب على مئات الأسئلة التي طرحوها أثناء النقاشات. 

 

حملات توعوية مكتوبة

هذه الحملات هي مجموعة من الرسائل القصيرة المكتوبة بلغة بسيطة تسهل قرائتها وفهمها، وهي موجهة للشباب بهدف توعيتهم بأهم القضايا المعاصرة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تروج لها الجماعات المتطرفة، بالإضافة إلى حملات تهدف إلى إحياء القيم المجتمعية والأخلاقية. يقوم المرصد بترجمة ونشر هذه الحملات على صفحات التواصل الاجتماعي، وعلى بوابة الأزهر الإليكترونية. ومن أهم هذه الحملات:        

«يدّعون ونصحح»: حملة أطلقها مرصد الأزهر بـ 9 لغات عام 2016 لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتفنيد ما تستند عليه جماعات التطرف والإرهاب من تفسيرات خاطئة لبعض النصوص الدينية، وتوعية الشباب المسلم في الداخل والخارج بمخاطر الفكر المتطرف وما يستند عليه من تأويلات بعيدة كل البعد عن صحيح الدين. كما استهدفت الحملة نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة. "يدعون ونصحح" عبارة عن رسائل قصيرة تلخص الفكرة الأساسية لمقالات المرصد وردوده الشرعية المشار إليها آنفًا.

 

«مفهوم الجهاد»: حملة أطلقها المرصد بـ 9 لغات عام 2016، واستهدفت تعريف الجهاد كما ورد في الكتاب والسنة النبوية، وإبراز خطأ منهج الجماعات المتطرفة وفساده في فهم مدلوله، والتأكيد على أن مصطلح الجهاد هو أكثر المصطلحات التي حرفها المتطرفون. 

 

«قيم إنسانية»: حملة أطلقها المرصد بـ 8 لغات، استهدفت إعادة ترسيخ منظومة القيم والمثل الأخلاقية والارتقاء بالذوق العام، وزيادة الوعي المجتمعي والقضاء على السلوكيات اللاأخلاقية، واستعادة منظومة القيم الإنسانية التي تربينا عليها وأقرتها جميع الأديان السماوية؛ وذلك للوصول إلى مجتمع تعلوه هيبة الأخلاق والمودة والإخاء مع الحفاظ على هوية المجتمع المصري ومراعاة خصوصياته الثقافية وبنيته الاجتماعية التي تميزه عن بقية الشعوب.

«رحمة للعالمين»: حملة أطلقها المرصد عام 2017، سلطت الضوء على أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله التي تجسد قيم الرحمة والتسامح والتعايش المشترك وتنشر المحبة والسلام بين الناس على اختلاف دياناتهم وأعراقهم، وهو ما يتنافى مع ما تبثه الجماعات المتطرفة من خطابات تحرض فيها على العنف والانقسام والكراهية. كما وضحت الحملة كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- رحيمًا مع أهله وصحابته ومجتمعه بل ومع من يعادونه ويضمرون له الحقد والغل.

 

 

«أنتِ ملكة»: أطلقت في يوليو 2017 بهدف بيان قيمة المرأة في الإسلام، وكيف كرم الإسلام المرأة. وتضمنت الحملة أربعة محاور، هي: "رفقًا بالقوارير" و"إنجازاتها تلهمني" و"لو كنا في زمن النبوة" و"عادات وتقاليد أم دين".

 

 

 

«كيف لدين؟!»: حملة أطلقت في نوفمبر 2017. واستهدفت هذه الحملة مخاطبة العقل وتنمية مهارة التفكير النقدي لدى الشباب، وتفنيد بعض الأفكار المغلوطة التي تدعيها الجماعات الإرهابية وتلصقها بالإسلام. كما تشتمل الحملة على تساؤلات إنكارية لتوضيح التناقض بين ادعاءات المتطرفين وممارساتهم وتعاليم الإسلام الحقيقية استنادًا على آيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية  .

 

"أبجديات":حملة أطلقها مرصد الأزهر عام 2018. وكانت هذه الحملة تهدف إلى التوعية بقيم الإنسانية وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتحذير الشباب من خطورة التكفير. كما شددت رسائل الحملة على حرمة الاعتداء على دور العبادة وسلطت الضوء على ضرورة الدراسة المنضبطة وفق المنهجية العلمية قبل التصدر للتحدث عن التراث الإسلامي، مؤكدة أن التراث الإسلامي جزء أصيل من الحضارة الإسلامية لا يجوز العبث به ولا التلاعب فيه، وأن ثمة فرق كبير بين نقد التراث ونقضه. 

 

 

"وطنك": حملة أطلقت في يناير 2019 بمناسبة الاحتفال بثورة 25 يناير وعيد الشرطة، وكان الهدف منها تعزيز قيمة الانتماء للوطن، وتتناول ما اهتمت به الشريعة الإسلامية من وجوب الدفاع عنه، وبذل الغالي والرخيص والنَّفْسِ والنفيس في ردِّ كلِّ عدوانٍ يستهدف الأوطان.

 

 

"فتبينوا" حملة تتكون من 30 رسالة أطلقها المرصد بـ 12 لغة على مدار شهر رمضان من عام 1440-2019م. واستهدفت الحملة محاربة الشائعات وإبراز خطرها على كافة المجتمعات، بهدف توعية المجتمعات بخطورة الشائعات التي تسعى إلى خلق جو من الكراهية والغضب، والتحذير من الأهداف الخبيثة التي يسعى مروجو الشائعات إلى تحقيقها، لإشاعة الفوضى بين أفراد المجتمع الواحد.

 

"الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ": حملة أطلقها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في أبريل 2019م، تزامنًا مع ذكرى الإسراء والمعراج؛ بهدف توعية الشباب العربي بمكانة المسجد الأقصى في الإسلام، وتاريخ القضية الفلسطينية، والتأكيد على عروبة "فلسطين". كما ألقت الحملة التي نشرت وثائق لأول مرة، الضوءَ على الدور البارز الذي تلعبه الدولة المصرية في مساندة القضية الفلسطينية العادلة، وأبرز محطات الأزهر المضيئة في دعم الشعب الفلسطيني. 

 

"خطبة الوداع... ميثاق إنساني": حملة نشرها المرصد بـ 12 لغة في عام 2019، في الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة. ركِّزت هذه الحملة على المعاني المستخلصة من خطبة حجة الوداع، وما فيها من مواثيق إنسانية تحفظ أمن المجتمع واستقراره وتؤسس لمبادئ حقوق الإنسان .كما أبرز المرصد من خلال هذه الحملة كيفية إقرار خطبة الوداع لمبادئ المساواة والأخوة الإنسانية، وحرّمت سفك الدماء، وحذرت من قتل الأبرياء الناتج عن السلوكيات المتطرفة.

 

 

الرياضة.. تعارف وتآلف»: أطلقت في يوليو 2019م، بالتزامن مع بطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصرنا الغالية، وشارك فيها منتخبنا الوطني. أكدت رسائل هذه الحملة على أهمية الرياضة في تجميع الشعوب وتقارب الأفكار، ودورها في حماية النشء والشباب من الوقوع في براثن الأفكار المتطرفة، موضحة أن ممارسة الرياضة أحد العوامل التي تعمل على تكوين البناء النفسي وتنمية الفكر الإبداعي لدى الشباب.

 

 

"أكتوبر التضحية والفداء": حملة أطلقها المرصد في أكتوبر 2019، بمناسبة ذكرى السادس من أكتوبر العظيم؛ للتذكير بالملحمة الكبرى التي سطرتها القوات المسلحة المصرية في تحرير الأرض واستعادة الكرامة، والإشارة إلى تضحيات جنود الجيش المصري الذين ضربوا أروع أمثلة البطولة والفداء في نصر أكتوبر العظيم.

كما تناولت الحملة ما اهتمت به الشريعة الإسلامية من وجوب الدفاع عن الوطن، وبذل الغالي والرخيص والنَّفْسِ والنفيس في ردِّ كلِّ عدوانٍ يستهدفه. ودعت الحملة إلى وجوب احترام قانون البلد الذي نحن فيه، وأن نصون أرضَه وسماءه، ومنافعه ومرافقه مؤكدة أن حبَّ الوطن أمر أساسي في الإسلام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبُّ موطنه الذي نشأ فيه، ويحنُّ ويشتاق للعودة إليه لمَّا تركه بالهجرة إلى المدينة.

 

حملة "خذو حذركم": حملة دُشنت بـ 12 لغة في مارس 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد. وأكدت رسائل الحملة على ضرورة الحفاظ على النفس باعتبار ذلك مقصدًا من مقاصد الشريعة الإسلامية، والتعامل بحكمة في وقت الأزمة دون تهوين من شأنها أو تهويل في مخاطرها، بالإضافة إلى أهمية نشر الوعي واتِّباع تعليمات مؤسسات الدولة. كما تطرقت الحملة إلى خطورة ترويج الشائعات التي تستخدمها الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية لإثارة الفتن والقلاقل بين أفراد المجتمعات خصوصًا وقت الأزمات. 

 

 

حملة "أذن واعية": 

أطلقت هذه الحملة في 21 أبريل 2020م، لتحثِّ الناس على التعاون والترابط فيما بينهم، ومواجهة السلوكيات والظواهر السلبية التي تطرأ في أوقات الأزمات ولا سيَّما أزمة كورونا «كوفيد- 19» التي ضربت العالم. كما أكدت رسائل الحملة التي نشرت بـ 12 لغة على حرمةَ السخرية من مصابي فيروس «كورونا» المستجد، وبينت واجب المجتمع تجاه الأطقم الطبية التي تقف على خط الدفاع الأول، مؤكدة أن التنمُّر على مصابيهم ومتوفِّيهم لا يقل جرمًا عن الإساءة لشهداء الحروب.

وقد قامت وحدات المرصد بترجمة معظم الحملات السابقة إلى اللغات المختلفة، ونشرتها على بوابة الأزهر الإليكترونية ومجلة مرصد وغيرها من منصات المرصد الخاصة بكل وحدة. 

 

رابعًا إحصائية شهرية للأنشطة الإرهابية في العالم

في إطار جهود المرصد، ومتابعة أخبار الجماعات الإرهابية وأنشطتها على مستوى العالم يصدر المرصد إحصائية شهرية لأنشطة الجماعات الإرهابية، متضمنة أعداد الضحايا جرّاء هذه الأنشطة. وتعد هذه الإحصائية التي يصدرها المرصد نهاية كل شهر، منذ يناير 2017 وحتى الآن واحدة من أعمال المرصد المهمة، وتشتمل على أنشطة الجماعات الإرهابية في مختلف دول العالم، وتحليل النتائج والمعطيات في كل شهر على حدة، كما يقوم المرصد من خلال هذه الإحصائيات بإخراج إحصائية سنوية في نهاية كل عام، تتضمن عدد الضحايا والمصابين والمختطفين جراء العمليات الإرهابية، وكذا عدد القتلى والمصابين والمعتقلين في صفوف الجماعات الإرهابية خلال العام إجمالًا وتفصيلًا ومقارنة نتائج العام الحالي بنتائج العام السابق.

 

وإجمالًا لما قامت به الجماعات المتطرفة في مختلف أنحاء العالم، وما قامت به الأجهزة الأمنية في مواجهتها أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف كتابًا إجماليًا للأنشطة الإرهابية خلال الثلاث سنوات الأخيرة تحت عنوان: "بالإرقام والإحصاءات.. أنشطة الجماعات الإرهابية في 3 سنوات" أورد فيه إحصائيات المرصد في ثلاثة أعوام بالأرقام والإحصاءات والصور التوضيحية. 

 

واشتمل الكتاب على إحصائيات ورسوم بيانية دورية أصدرها المرصد على مدار السنوات الثلاث الماضية شهريًا، أي ثلاث إحصائيات سنوية إجمالية (2017- 2018-2019) و(36) إحصائية شهرية تفصيلية تقريبية، استعرض خلالها أنشطة الجماعات الإرهابية وما أسفرت عنه من قتلى ومصابين ومختطفين بين قوات الأمن والمدنيين على مستوى العالم، وكذا جهود قوات الأمن في مكافحة تلك الجماعات المتطرفة وما أسفرت عنه من قتلى ومصابين ومعتقلين في صفوف الجماعات الإرهابية. 

 

ومن المعلوم أن إحصاء عدد الخسائر البشرية في الحوادث الإرهابية في شتى بقاع العالم أمر صعب للغاية، وذلك لأن تلك الحوادث تحدث بشكل شبه يومي في مناطق متفرقة من العالم. وقد تتكرر هذه الحوادث الإرهابية والاشتباكات المسلحة بين الإرهابيين وقوات الأمن مرتين أو أكثر يوميًا في بعض الدول، كما تتغير نسبة الخسائر البشرية من الجانبين وفقًا لما ينشر بعد ذلك ربما بأيام، ما يستحيل معه التأكد من العدد الدقيق لهذه الخسائر تفصيلًا. 

 

إلا إن مرصد الأزهر يبذل قصارى جهده- اعتمادًا على فريق من الباحثين الجادين والمتميزين - ليصل إلى المعلومة الصحيحة والأرقام الدقيقة بقدر المستطاع. ويؤكد المرصد للقارئ أن مصادره في هذه المعلومات والأرقام هي وكالات الأنباء، والمواقع الخبرية، والصحف الإلكترونية المختصة والمعتمدة محليًا في كل دولة، إلى جانب البيانات العسكرية التي تصدر من المتحدثين باسم القوات المسلحة في كل دولة. ولا يعتمد المرصد على الأخبار التي تنشر في بعض المواقع والتي تهول من شأن الأحداث الإرهابية وتزيد من ضحاياها ولا يأخذ بالأخبار التي تهون من الجماعات الإرهابية وتُكَتِّم على خسائرها، ولكنه يتحرى الدقة والمصداقية في هذا الأمر لأقصى حد ممكن.

 

وإذا نظرنا إلى السنوات الثلاثة السابقة، سنجد أن دولًا شهدت العديد من العمليات الإرهابية، واستطاعت التنظيمات الإرهابية إلحاق خسائر مادية وبشرية فيها، وكانت قوى الظلام والإرهاب هذه تسعى لإكمال مخططها الإجرامي نحو دول أخرى لولا حفظ الله وعنايته أولاً، ثم جهود قوات الأمن في الحفاظ على استقرار الدول وتأمين حدودها. 

 

ووفقًا لإحصائية المرصد فإن حصيلة العمليات الإرهابية والمداهمات العسكرية والاشتباكات المسلحة بين الإرهابيين وقوات الأمن في الدول المختلفة خلال السنوات الثلاث الماضية هي (33682) قتيلًا و(26809) مصابًا من المدنيين والعسكريين و(50055) قتيلًا و(8120) مصابًا من الجماعات الإرهابية، و(6516) مختطفًا لدى الجماعات الإرهابية، و(17302) مضبوطين في سجون الدول المختلفة. كل ذلك كان نتيجة (1360) عملية انتحارية و(3804) تفجيرات إرهابية، فضلًا عن إعدام (2558) شخصًا على مستوى العالم، بحسب وكالات الأنباء والمواقع والصحف الإلكترونية المختلفة.

 

 هذا وهناك العديد من الأنشطة الأخرى للمرصد مثل النشاط الإعلامي، والمشاركة في المؤتمرات الدولية والمحلية، وسوف نتحدث عن كل ذلك في الجزء الخاص بتأثير المرصد داخليًا وخارجيًا.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق