وأوضح "عبد النبي" في تصريحات له، أن الطاقة النووية هي التكنولوجيا الوحيدة التي أثبتت جدواها والتي يمكن أن توفر طاقة كهربائية خالية من الانبعاثات الضارة للبيئة والإنسان، وكذا للوفاء بمتطلبات الحمل الأساس
مشيرا إلى أن مشروع محطة الضبعة النووية سوف يلعب دوراُ مهماً في النمو الاقتصادي، مع خلق فرص العمل، فسوف يوفر فرص عمل مؤقتة على المدى القريب وفرص عمل دائمة على المدى الطويل، طوال عمر تشغيل المحطة. بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية، حيث ستشهد السنوات المقبلة، طفرة في الطلب على المواد والمكونات والخدمات والعمالة المصرية لتنفيذ محطة الضبعة النووية. كما أن الضبعة النووي يعتبر مشروع ضخم حيث يشمل في طياته صناعات كثيرة، منها الصناعات الثقيلة والصناعات الصغيرة والمتوسطة
وأوضح أن مشروع محطة الضبعة النووي، سيكون مصدر للإشعاع الحضاري في مصر، وعلى جميع المستويات وفى جميع القطاعات، الصناعية والزراعية والاقتصادية، موضحا أن من وراء ذلك ستجنى مصر حصاد هذا التطور، لأن المنتجات المصرية ستنافس منتجات الدول الصناعة في السوق العالمي كما أنها ستصبح مصدر للدخل القومي من العملة الصعبة لمصر.
وعن أنظمة الأمان واستحداثها على مدار الفترات الماضية وكيفية التخلص من النفايات، أكد نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق، أنه منذ تشغيل أول محطة نووية لتوليد الكهرباء، في مدينة "أوبنينسك" الروسية عام 1954، لم نسمع أن أنظمة الأمان لأي محطة نووية على مستوى العالم، قد قصرت في حق تشغيل المحطة، أو تسببت في حدوث حادثة نووية. كما أننا لم نسمع أن معايير الأمان النووي، لم تكن كافية أو كانت معيبة، مما قد تسبب في حدوث خلل في منظومة الأمان النووي.
وأشار إلى أن حدثت 3 حوادث نووية، لكن سبب الحوادث لا يمت بصلة إلى عيب في منظومة الأمان للمحطة، أو كان نتيجة عدم اكتمال معايير الأمان النووي. فحادثة "ثرى مايل آيلاند" عام 1979، كانت نتيجة عدم اتباع مشغلين المحطة لمعايير الأمان النووي. وكارثة "تشرنوبل" عام 1986، كانت نتيجة إهمال من فريق الأبحاث الذي كان يجرى تجربة بحثية على المحطة النووية. وكارثة "فوكوشيما" عام 2011، كانت نتيجة كارثة طبيعية تمثلت في زلزال بقوة 9 ريختر، وتلاه موجة سونامي بارتفاع 14 متر.
التطور التكنولوجي مستمر وخاصة في مجال المحطات النووية وفى مجال الأمان النووي، وكذلك فإن معايير الأمان النووي تأخذ في مضمونها هذا التطور، وهو ما يؤدى إلى ظهور أجيال جديدة ومتعاقبة من المفاعلات النووية والهدف من التطوير هو جعل المحطات النووية أكثر أمناً وأماناً وأكثر كفاءة.
وأوضح أن منظومة أمان مفاعلات الجيل الثالث، هى المنظومة الأكثر تطوراً، حيث أن فلسفة تصميم هذه المنظومة قد أخذت في الاعتبار الدروس المستفادة من تشغيل وصيانة المحطات النووية لأكثر من 60 سنة، وكذا الدروس المستفادة من الحوادث النووية.
والجدير بالذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وضعت معايير صارمة وحديثة لإنشاء محطة طاقة نووية سلمية آمنة. وبناءً على ذلك، سيستضيف موقع الضبعة محطة طاقة نووية من الجيل الثالث المطور استنادًا إلى نوع المفاعل VVER-1200، وهو أحدث ما يتوفر من التقنيات النووية. وقد تم تمت تجربة وتشغيل هذا النوع بنجاح في روسيا، حيث يتميز بنظام تحكم آلي متطور ووجود أنظمة امان سلبية وذاتية متعددة المستويات (أي الاعتماد على قوى الطبيعة، مثل الجاذبية، وليس على تدخل من قبل عامل)، والتي تقضي تمامًا على احتمالية وجود الخطأ البشري والتخريب.
اترك تعليق