بقلم /راندا الطحان
يعتبر الأحساس بالفقد من أسوأ المشاعر الإنسانية علي قلوبنا ، هذا الفقد يعد من ضمن المخاوف الملازمة بالفطرة لأنها تهدد بقاء من نحبهم وكل ما هو غالي علينا ، فنمر بمعاناة الآسي والحرمان والغضب إلي أن نصل لمرحلة قبول الفقدان والمضي قدما في الحياة أو يتطور لإضطراب نفسي يلزمه علاج.
وفي ظل جائحة كورونا نعيش حياة مليئة بالفزع المستمر الذي يقتل أنفسنا بالبطئ خوفا من فقدان من نحب ، وكأننا في مطاردة خيفة تهلك النفس ، والأصعب أيضا الفترة الحالية بعد فجعة الموت، مراسم دفن المتوفي الذي يرحل دون أن يودعه أهله وأحبائه ابتداءا من الغُسل حتي نزوله إلي قبره وهو وحيد فالموت مؤلم والرحيل بهذه الطريقة أشد ألما ،فمتي سنقف واقفة حاسمة للحفاظ علي صحتنا و أرواحنا نحن و من حولنا ونكف عن الاستهتار والخروج دون داعي وسط الزحام ومحيط إنتشار العدوي؟
ونتيجة ذلك الفقدان يتعرض بعض الأشخاص لمشاعر الفقد المنهكة وهذا يعرف بإضطراب الفقد المعقد الدائم ،وتكون هنا المشاعر مؤلمة طويلة المدي، تحظي فيها هذه المرحلة بعد مرور أكثر من عام علي وفاة شخص معين ،فيصعب التعافي من الأعراض بسهولة والتأقلم علي الواقع الجديد الذي لم يعد فيه المتوفي حاضر.
تظهر أعراض الفقدان بصورة حزن طبيعي في الشهور الأولى وتتطور حالة الحزن إلي الأسوأ وتتمثل في
١-الشعور بالمرارة بشأن خسارة الشخص
٢-الاهتمام الشديد بالتذكير للأحباء أو التجنب للتذكير.
٣-الشوق المتواصل للموتي
عدم الثقة في الآخرين
٤-فقدان قيمة الحياة والغرض منها
٥-عدم القدرة علي الأستمتاع بالحياة مرة أخرى.
فنجد المصاب بالحزن المعقد صعوبة في قبول الحياة ولديه رغبة في الموت مع الاحباء، ويكثر عليه الشعور بالذنب والأكتئاب وينعزل عن الآخرين ،فيؤثر علي الحالة النفسية والبدنية والاجتماعية، وصولا للأفكار الانتحارية.
وإذا كنت تعاني من إضطراب الفقد المعقد وتجد صعوبة في التأقلم مع الوضع الحالي عامة ،وفي أونة فيروس كورونا خاصة ،عليك بإتباع إرشادات العلاج النفسي الخاصة بهذا الاضطراب:
١-توافر نظام دعم نفسي بوجود الأصدقاء و المقربين
٢-الترابط مع المحبين للشخص
٣-تعبير المصاب عن مشاعره الحزينة والسماح لنفسه بالبكاء
٤-تعلم مهارات التأقلم الصحي والتخلي عن المعتقدات السلبية
٥-تبادل الاستشارات من الأقربون اللذين مروا بتجربة فقدان شخص مقرب لديهم.
اترك تعليق