هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علماء مسلمون غيروا وجه العالم 21-30

أحمد بن ماجد .. أسد البحار واحد رواد علوم الملاحة في العالم
يذخر تاريخ الحضارة الإسلامية بأسماء المئات بل الألاف من العلماء الذين نجحوا في تغيير وجه الحياة بما قدموه للبشرية من اختراعات وابتكارات استفادت منها جميع العلوم والمعارف وبعضها لازال يستخدم حتى الآن. الجمهورية اونلاين ستستعرض طوال أيام شهر رمضان المبارك بعض الاختراعات والابتكارات التي قدمها علماء المسلمين فغيروا بها وجه الحياة على مر العصور.

أول من استخدم البوصلة الحديثة وصحح المفاهيم حول المد والجزر

اقتحم أعالي البحار وعرف المياه الإقليمية وفسر تألق مياه البحر في الليل

 

أحمد بن ماجد .. أسد البحار ومعلم البحار الهندية واحد من رواد علم الملاحة من الناحيتين العملية والنظرية أرسى قواعد علم البحار فأطلق عليه البرتغاليون (almirante‏) وهي كلمة برتغالية معناها أمير البحر (الأميرال)، وضع نظريات جددت رؤية الجغرافيين القدامى إلى المحيط الهند، ووصف الرياح المحلية والمد والجزر في الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب. ونجح في تحقيق العديد من الإنجازات الكبرى منها البوصلة التي لازالت مستخدمة حتى الان.

 

ارتبط اسم احمد ابن ماجد بالرحالة البرتغالي فاسكوا دي جاما، وقيل انه ساعده في الوصول الى الهند لأول مرةٍ في تاريخ الأوربيين. إلا ان عدد من الباحثين اثبتوا ان ذلك غير حقيق لأسباب منها انه لم يتحدث عنها أي من المؤرخين المسلمين سوى  النُّهْرُوالي ولم يذكرها أيضا أي من المستشرقين البرتغاليين، كما ابن ماجد نفسه لم يذكر تلك الواقعة فيما كتب بعد رحلة دي جاما الاستكشافية سنة 1498 ميلادية.

 

ويرى الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة أن ابن ماجد لم يشارك في تلك الرحلة، وذلك بعد أن قام بمراجعة عدة مخطوطات قديمة لمن عاصروا تلك المرحلة، وقد عثر على مخطوطة يوميات الرحلة الأولى لـ (فاسكو دي جاما) في مكتبة بلدية بورتو، وتبيّن له أن ذلك المرافق كان هندياً مسيحياً من مملكة كجرات

 

نقترب من أسد البحار لنتعرف عليه أكثر

 

البطاقة الشخصية

الاسم: شهاب الدين أحمد بن ماجد بن محمد بن عمرو بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن حسين بن أبي معلق السعدي

تاريخ الميلاد: 821   هجرية ـ/1418 ميلادية

محل الميلاد: جلفار من الخليج العربي وهي مدينة رأس الخيمة حالياً

المهنة: ربان بحري

الألقاب: اسد البحار – معلم بحر الهند - أمير البحر (الأميرال)

 

محطات مهمة في حياته

ولد لأسرة اشتهرت بريادة البحر وحب الأسفار والملاحة. فكان أبوه وجده ملاحين مشهورين، ويقول هو عن جده: (إنه كان نادرة في ذلك البـحر (المحيط الهندي) واستفاد منه والدي، واسمها في معرفة القياسات، وأسماء الأماكن، وصفات البحر والبحار)، كما كان والده رباناً مشهوراً حصل على لقب ربان البرين (والمقصود بر العرب وبر العجم).

 

تعلق ابن ماجد بالبحر منذ الصغر، وصاحب والده وهو في سن العاشرة في رحلاته البحرية.  وقاد تحت إشراف والده أول رحلة وهو في سن السابعة عشرة، وتعلم الفلك والرياضيات والجغرافيا جنباً إلى جنب مع التاريخ والأدب وأسس قواعد علم جديد هو علم البحار الذي لم يكن معروفاً من قبل كما استحدث أدوات ملاحية جديدة أهمها اختراعه «البوصلة البحرية» المقسمة إلى 22 درجة والتي ما تزال مستعملة حتى الآن.

 

كما كان بارعا في الشعر والادب وعلوم اللغة فنجد له الكثير من الأشعار والمؤلفات، وقد كان رجلاً تقياً ورعاً لا يطمع في المال بل كان زاهداً به، وكان مخلصاً لربه وعمله، ومن أقواله التي ختم بها المخطوطة: وختمنا هذا الكتاب في عام خمس وتسعين وثمان ماية على الاختصار بقولي أوصيكم بتقوى الله وقلة الكلام وقلة المنام وقلة الطعام ونستغفر الله من التقصير والزيادة والنقصان”.

 

مؤلفاته

ترك احمد ابن ماجد أكثر من ثلاثين مؤلفا منها:

1--الفوائد في أصول علم البحر والقواعد.

2--رسالة قلادة الشموس واستخراج قواعد الأسوس.

3--كتاب تحفة الفحول في تمهيد الأصول.

4--العمدة المهدية في ضبط العلوم البحرية.

5--المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر.

6--القصيدة الهمزية.

7--الأرجوزة السبعية.

8--كتاب الفصول.

9--كتاب الملل.

10--شرح الذهبية.

11--حاوية الاختصار في أصول علم البحار.

12--النونية الكبرى

 

 

إنجازاته

كان ابن ماجد رائدا من رواد علم الملاحة من الناحيتين العملية والنظرية ونجح في تحقيق عدد من الإنجازات الكبيرة التي ساهمت في تقدم علم الملاحة وذكر يوسف الشاروني في كتاب (سندباد في عمان) منها:

 

1—اول من نجح في تطوير البوصلة بالمفهوم الحديث:

وصحح الدكتور أنور عبدالعليم ما يشاع عند الغربيين من أن الربان الإيطالي فيلافيو جيولا أول من ابتكر تعليق الأبرة الممغنطة على محور لتتحرك حركة حرة. فابن ماجد سبقه في ذلك، بأكثر من 50 عاما.

 

2--القياس بالأصابع وتحديد القبلة:

نجح في ايجاد صلة بين تقسيم دائرة إلى الأفق إلى 32 جزءا وبين استخدام قبضة اليد والذراع مبسوطة في اتجاه البصر أمام الراصد. بحيث لو استقبلنا الشمال لأمكن باستخدام قبضة اليد فقط التعرف على أي اتجاه آخر على دائرة الأفق.

 

3-- آلة الكمال:

هي عبارة عن خشبة مربعة على شكل متوازي مستطيلات يربط في وسطها خيط معقود على مسافات بنسب يتفق تدريجها مع ظل تمام منتصف الزاوية بين الأفق وعين الراصد والنجم المرصود

 

4-- معرفة طبيعة الرياح الموسمية والتيارات المنعكسة في المحيط الهندي:

وقد عبّر عن ذلك في كثير من مؤلفاته وأراجيزه بما أسماه مواعيد غلق البحر وفتح البحر ومواسم السفر.

 

5—تفسير تألق ماء البحر ليلا:

شاهد ابن ماجد الملاح مرارا ظاهرة تألق ماء البحر ليلا وعللها بالطل “أي الندى” أو نتيجة وجود كائنات حية “كالحيات” ويقول إن وجود هذه الظاهرة مما يفسد قياس ارتفاع النجوم حيث لا يتضح الحد الفاصل بين الأفق والماء.

 

6-- تعريف المياه الاقليمية:

 قام بتعريف المياه الاقليمية بطريقة جدير بالاعتبار على الأقل من وجهة النظر التاريخية، حيث يرى أن المياه الاقليمية تمتد إلى الحد الذي يغيب فيه الساحل عن بصر الملاح من فوق مركب شراعي وهو يبتعد عن البر.

 

قالوا عنه

تم اكتشاف أعمال بن ماجد في القرن العشرين، بفضل عدد من المستشرقين منهم:

1-- الفرنسي ليوبولد دي سوسور المتخصص الملاحة الفلكية الخاصة بالمرشدات العربية

 

2-- المستشرق كراتشكوفسكي  

دراس المخطوطات وتصنيفها وترجمتها إلى اللغة الروسية ووضع سلسلة من الكتب التي جعلت المثقفين الروس يطلعون على شخصية ابن ماجد ودور العرب الفذ في تطوير الملاحة وجغرافيا البحار. ك

 

2-- المستشرق الروسي تيودور شوموفسكي:

 (ليس من قبيل العبث أن يظهر إلى جانب لقب أسد البحار الذي يصاحب اسم ابن ماجد عادة لقب آخر هو “رئيس علم البحار”)

 

3-- أمير البحر التركي محي الدين بيري رئيس- مترجم مؤلف ابن ماجد – بأنه:

(الباحث عن الحقيقة من الملاحين وأفضل من يوثق به في جنوب الهند في القرنين الخامس عشر والسادس عشر. ومن بين نصف قرن من الجهد في البحر هناك أربعون عاما من أعمال ابن ماجد تقدم مثالا للدأب والمثابرة على نشر علم الملاحة البحرية).

 

4-- الدكتور أنور عبدالعليم في كتابه “الملاحة وعلوم البحار عند العرب”:

(إن علم البحر ظهر لأول مرة في العصور المتأخرة في القرن التاسع الهجري أو الخامس عشر الميلادي في مؤلفات ابن ماجد لا سيما كتابيه القيمين “كتاب الفوائد في أصول البحر والقواعد” و “حاوية الاختصار في أصول علم البحار”. وقد ضمّنها ابن ماجد كل ما عرف عن البحر على أيامه من الناحية التكنيكية التي تفيد الملاح وتيسر له سبل السير في أودية البحر ودخول الموانئ)

 

 

وقاته

ورغم عدم ثبوت تاريخ واضح لوفاته إلا أن الدكتور عبد الحليم منتصر يشير إلى ان ابن ماجد ولد عام 836 هجرية وتوفى عام 936 هجريه أي عاش مائه عام وترك للعالم بعض الإنجازات التي لازالت مستخدمة حتى الان.


No



تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق