هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الاستغفار يرفع البلاء ويدفع المصائب
اقتضت حكمة الله عز وجل أن يجعل الدنيا دار ابتلاء واختبار منوليست كما يظن البعض دار راحة وطمأنينة فينزل الله بلاءه بالناس ليعلم من يشكر النعم ممن يكفرها. قال الله عز وجل:  "هَذا مِنْ فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى أأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرْ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ" فهذه هى طبيعة الدنيا إلى يوم القيامة أنها دار ابتلاء واختبار، فمن عقل ذلك اطمأنت نفسه وسلمت عقيدته، والله تبارك وتعالى يبتلى المؤمن على قدر إيمانه.

وقد سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن أهل البلاء وأشدهم فقال: "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان فى دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان فى دينه رقة ابتلى على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الأرض وما عليه خطيئة" فالحديث هنا يشير إلى أحد أهداف نزول البلاء بالعبد وهو تطهيره من الذنوب، ومن الأسباب التى ترفع البلاء وتدفع المصائب والمحن كثرة الاستغفار فإن الله عز وجل قال: ومَا كَان اللهُ لِيُعَذّبَهُم وَأنْتَ فِيهِم ومَا كانَ اللهُ مُعذِّبَهُم وهُمْ يَسْتَغْفِرونَ" ففى الآية إشارة إلى أن الاستغفار أمان من وقوع العذاب بالناس.

وعن أحد صحابة النبى صلى الله عليه وسلم قال: "أمانان كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع أحدهما- أى بوفاة النبى صلى الله عليه وسلم- وبقى الأخر-وهو الأمان بالاستغفار-وَمَا كانَ اللهُ لِيِعَذّبَهُم وَأَنْتَ فِيهِم وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَسْتَغْفِرونَ" فوجود النبى صلى الله عليه وسلم بين الناس كان أمانا لهم من نزول العذاب بهم ولحق النبى صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وبقى للناس الاستغفار، وليعلم الجميع أنه مانزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، ولا يجدى نفعا كثرة الاستغفار باللسان فقط فإن الواجب أن يرتبط ذلك بنقاء القلب وصلاح النية، بتقديم الاعتذار إلى الله وطلب المغفرة ورفع البلاء عن الأمة، فالله عز وجل ليس بحاجة إلى حركات رياضية يفعلها اللسان عند الاستغفار لكنه جل وعلا يحب منا العبودية السليمة الناشئة من القلب والروح وصلاح الحال وإخلاص العمل والتأدب معه عند المناجاة.

فما أحوج الأمة الآن إلى كثرة الاستغفار وبالأخص فى هذه الأيام التى كثرت فيها المحن والفتن والشدائد وانتشرت فيها البلايا والأسقام التى لم تكن فى أسلافنا، تحتاج الأمة إلى صدق النية والصلح مع الله ونقاء السريرة والعقيدة السوية التى يحيا صاحبها على كتاب الله منهجا وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقا حتى يرفع الله عز وجل عن الأمة البلاء والوباء والمحن، فما أحوجها الأمة إلى الرجوع إلى ربها وكثرة الاستغفار لحالها، وأفضل أوقات الاستغفار هو وقت الأسحار قبل أذان الفجر وذلك عند نوم الناس وسكون الليل.

قال تعالى فى صفات المتقين: "والْمُسْتَغْفِرينَ بِالأَسْحَارِ" وقال أيضاً: "كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ مَايَهْجَعُونَ وبِالأسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرونَ" ،فالاستغفار يدفع الله به النقم ويأتى بالنعم"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارا "، وليكن منهجنا هو منهج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاعته واتباعه فى علاقته بربه. حيث كان يقول صلى الله عليه وسلم:" والله إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة"، وقال أيضاً: "ياأيها الناس توبوا إلى الله فإنى أتوب إليه فى اليوم مائة مرة" صلى الله عليك يا حبيبى يا رسول الله.

اقتضت حكمة الله عز وجل أن يجعل الدنيا دار ابتلاء واختبار 

بقلم - د. عصام الهادى:

عميدالمركزالثقافى بالحسنة شمال سيناء





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق