واضاف د. عماد حجازي في حواره مع "الجمهورية أون لاين" أن الهيئة تمول البحوث العلمية والابتكارية طبقا لخطة المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا.
أوضح رئيس هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا أن الهيئة اطلقت نداء بحثياً طارئاً يوم 26 مارس الماضي، للباحثين والمبتكرين للتقدم بمشاريع لمجابهة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩)، في مجالات الطب والصيدلة والمستلزمات الطبية والصحة العامة وتكنولوجيا المعلومات، لمدة أسبوعين من خلال موقع الهيئة بالشبكة الدولية للمعلومات، ورصدت الهيئة مبلغ 2 مليون جنيه لتمويل المشروع الواحد، بالإضافة إلى دعم وتشجيع تقدم أي عدد من الجهات متضافرة معا، لتعظيم فرص النجاح .
أشار د. عماد حجازي أننا وضعنا ضوابط على الباحثين المتقدمين بالمشروعات لكي نحدد أهدافنا البحثية قبل الإشتراك، وحددنا النقاط المطلوبة في كل مجال فمثلآ المجال الطبي، طلبنا تطوير كاشف سريع ورخيص للكشف عن الفيروس لتحديد احتياج الشخص للعزل من عدمه، أو تعديل الأدوية الموجودة لتخفيف حدة المرض وتقليل عدد الوفيات، وفي مجال الصيدلة، إشترطنا إعادة توجيه الأدوية المتوفرة كعلاج للفيروس، أو تطوير لقاح ضده، وفي مجال المستلزمات الطبية، ألزمنا المتقدمين إنتاج أقنعة وقائيه وملابس المعقمة وقفازات للأيدي، أو إنتاج أجهزة تنفس صناعية، أو أجهزة تنقية هواء لأماكن العزل، كما أشترطنا في مجال الصحة العامة، تطوير محلول لتعقيم الأماكن وإعادة تعقيم أقنعة الوقاية لتدويرها، أو دراسة مقدار خطورة التعرض للعدوى في المكاتب بتحليل عينات الهواء، وفي مجال تكنولوجيا المعلومات، ألزمنا ببناء تطبيقات الهواتف الذكية لمتابعة انتشار الفيروس، أو بناء منصة بيانات كبيرة لتحليل بيانات رصد الفيروس وتحديد سرعة انتشاره في المناطق المختلفة .
وعن عدد المشارع ونوعة الفرق البحثية قال رئيس هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا لـ "الجمهورية أون لاين" إن المقترحات البحثية المتقدمة جاءت من كل انحاء الجمهورية من الجامعات و المراكز البحثية، النداء الاخير تقدم له ١٣٤ مشروع بحثي في كافة الاتجاهات التي طرحها النداء، والمشاريع المقدمة عادة ما تكون من فرق بحثية ولكن عادة ما تكون من جهة واحدة، في النداء الأخير ومع تقارب المقترحات في نقاط محددة سنسعى لدمج الفرق البحثية من جهات مختلفة .
وفي اجابة عن سؤال :ما هي أكثر المجالات التي تقدموا إليها بمشاريع ؟ أجاب د. عماد حجازي: تقدم للنداء عدد ١٣٤ مقترحا تغطي كل النقاط التي تعرض لها النداء، منها ٢١ مقترح تسعى لإعادة توجيه أدوية تعالج أمراض أخرى لعلاج فيروس كوفيد-19 و ١٥ مشروع لعمل مستلزمات طبية أكثر كفاءة بإستخدام تكنولوجيا النانو وبخامات مختلفة و ١٦ مشروع لعمل كاشف سريع للمرض وهو ما سيؤدي لسرعة عزل المريض لمنع انتشار العدوى و٨ مشاريع لتطوير مواد تعقيم أكثر كفاءة وخاصة لمقدمي الخدمة الطبية لأنهم الأكثر تعرضا للعدوى، ومقترحين لتحديد النسب الآمنة لكثافة المكاتب لمنع انتشار العدوى ، كما تقدمت ٦ مشروعات لبناء بروتوكول علاجي مصري للفيروس و6 أخرين مشاريع لعمل لقاح ضد الفيروس ومشروعان لعمل جهاز تنفس صناعي منخفض التكلفة .
أما عن نوعية الإبتكارات المقدمة فأشار رئيس الهيئة إلى أكثرها طبية و صيدلانية لكن هذا لا يمنع تقدم مقترحات لبناء أجهزة طبية ومواد بديلة لعمل الكمامات أو المستلزمات الطبية من المطهرات الخاصة، سواءا لاستخدام الجمهور أو مواد خاصة لمقدمي الخدمة الطبية .
وفي سؤال عن امكانية وجود تقييمات علمية دقيقة لتلك الابتكارات؟ أجاب: بالتأكيد التحكيم للمشروعات المتقدمة لتمويل الهيئة يتم على عدة مراحل لضمان جودة ودقة المقترح. في البداية يتم التحكيم علميا بواسطة لجنة علمية من متخصصين والذين يديرون عملية التحكيم من خبراء في المجتمع العلمي. بعد ذلك يحكم المشروع من زاوية تناسب التمويل مع متطلبات العمل بواسطة لجنة من الخبراء ويحكم كذلك من زاوية القيمة التطبيقية و الاقتصادية بواسطة لجنة من رجال الصناعة و الأعمال، لكن التحدي أمامنا هو الإنتهاء من تحكيم وتمويل كل هذا العدد الكبير في فترة قصيرة، والموضوع لا بتوقف عند طرح النداء و تمويله، فدور الهيئة لا يتوقف عند البحث العلمي بل سيستمر حتى وصول الابتكار العلمي إلى مرحلة التنفيذ .
وعن أهمية البحث العلمي في مجابهة الأزمات.. أكد د.عماد حجازي أن البحث العلمي بشكل عام هو كلمة السر في حل لغز كورونا، والدليل على صدق كلامي، أننا نرى اليوم ان كل الدول ومراكز البحوث حول العالم، تتبادل جميع معلومات فيما بينهم، قد تؤدي إلى العلاج أو تحجيم هذه الجائحة، وكما ذكرت من قبل، أن التحدي طبي فالأغلبية طبية وصيدلانية، ولكن هذا لا يمنع وقود مقترحات اخرى .
وأردف رئيس هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا أن مشكلة بطء التمويل كانت حقيقة وذلك لأن خطوات كثيرة كانت تتم يدويا ومع نجاح الصندوق الكبير ظهرت عيوب العمل اليدوي، واعتبارا من ٢٠١٨ بدأ العمل على رقمنة الدورة المستندية واشتمل ذلك على تجميع كل اعمال الصندوق عن العشر سنوات السابقة، وهو ما استغرق وقتا وجهدآ كبيرأ، واليوم تجني الهيئة ثمرة التحول الرقمي ففي ظل ظروف الجائحة العالمية استمرت الهيئة في العمل بنفس الوتيرة بلا نقصان، كما ارتفعت وتيرة العمل عن ذي قبل نتيجة الرقمنة لجميع مراحل الدورة المستندية .
وعن الإنتفاضة التي تحدث الآن للبحث العلمي قال د. عماد رب ضارة نافعة، فما نراه من جائحة "كوفيد-١٩" وآثارها السلبية على المدى القصير، إلا أن العالم بعدها سيختلف كثيرا عما قبلها وسيفتح هذا الأمر أبوابا واسعة للبحث العلمي على المدى المتوسط والبعيد، حيث تتركز الجهود على المدى القصير وراء مقدمي الخدمة الطبية والفرق البحثية المتخصصة في الفيروسات، للوصول إلى حل سريع في وقت الأزمة، لكن فيما بعد سيتحرك البحث العلمي في العالم كله في اتجاهات شتى تناسب عالم ما بعد الجائحة .
واختتم رئيس هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار حديثه بأنه لا يتوقع نقصا كبيرا في موازنة العام المالي المقبل نتيجة الظروف العالمية، رغم اتجاه جول العالم لضغط الانفاق العام تحسبا لمخاوف الانكماش في الاقتصاد العالمي عموما.. ونحن نعتبر عدم تخفيض التمويل بنفس نسبة التخفيض العام سيكون مكسبا للهيئة، واعترافا بأهمية دور البحث العلمي في المرحلة القادمة .
اترك تعليق