تلك السطور على لسان د. يسرا سلامة كانت لدراسة قدمتها في كتاب عن تلك الحقبة والذي نشره مركز التاريخ العربي للنشر.
تقول د. يسرا لقد أسفر نظام الاحتكار الذي اتبعه محمد علي باشا عن تعاظم القوى الاقتصادية، فقد نجح في توسيع الرقعة الزراعية، وزيادة المحاصيل وتنوعها، والدليل على ذلك محصول القطن وحده الذي رفع قيمة الإنتاج السنوي في مصر لعام 1823م، بما يزيد عن السدس، وزود مصر بدخل قارب على ثلاثين مليون فرنك(1.4 مليون جنيه مصري)
تضيف: كان للثورة الصناعية في أوروبا رأى آخر، حيث أدّت إلى زيادة إنتاج السلع مما حدا بأصحاب المصانع الأوروبية إلى البحث عن أسواق خارجية لتصريف هذه المنتجات دون خسارة، لكن تجربة محمد علي القائمة على نهضة مصر في شتّى المجالات، وخاصة المجال الاقتصادي، قفلت باب السوق المصري في وجه هؤلاء الأوروبيين - وإنجلترا تحديدًا، التي كانت تُعد أكبر دولة صناعية في العالم في ذلك الوقت - لذا فقد سَعت لإلغاء نظام الاحتكار، الذي كان بمثابة حجر الزاوية في قوة محمد علي الاقتصادية، وتمّ لها ما أرادت عندما وَقّعت مع الدولة العثمانية اتفاقية بلطة ليمانpalta lemmane التجارية فى 16 اغسطس 1838م، والتي نَصت على إلغاء نظام الاحتكار، كما أُجبر محمد علي على تنفيذ بنودها فيما بعد.
اترك تعليق