من مواليد عام 1817م، وعندما سافر إلى مصر في 21 أكتوبر 1839م بصحبة فيرنيه وابن شقيقه تشارلز بوتون - كان يبلغ من العمر وقتها 22 عامًا - وعلى الرغم من أنه كان أحد تلامذة فيرنيه إلا أنّه ولصغر سنه كان لابد من قيام أحد الشخصيات المعروفة بالتوصية لاصطحابه في الرحلة المزعومة إلى الشرق، وقد وجد فيسكيه ضالته في المهندس الفرنسي هيكتور هورو – الذي كان عائدًا من مصر قبل موعد السفر بفترة وجيزة – فقام بترشيح فيسكيه إلى ألفونس أوچين هوبير – كان مساعدًا لداجير في اختراع آلة التصوير – وبالفعل سافر فيسكيه بعد تعلمه مبادئ استعمال آلة التصوير.
وصل فيسكيه وفيرنيه ومعه ابن شقيقه "تشارلز بورتون"، إلى الإسكندرية قادمين من مارسيليا في 4 نوفمبر 1839م، (وقد وصف لحظة الوصول تلك في كتابه رحلة هوراس فيرنيه إلى الشرق قائلاً: أرض منخفضة في الأفق تمتد أمامنا، ثم غابة من الصواري متشابكة الحواجز، تنشأ تدريجيًا مثل الغطاء النباتي المفاجئ بين الصخور، تُدافع عن مدخل الإسكندرية، كما ظهر عمود بومبي (وقالوا أنه يُدعى سواري) وفي اللغة العربية معناها "المال الكثير"، واستطرد قائلاً واصفًا المدينة: أنها من المدن التجارية الأولى في العالم، وبها قناصل من جميع الأمم (كانوا 17)، يبلغ عدد سكانها حوالي ستون ألفًا، موزعين كالتالي: عشرون ألف عربي، ستة آلاف عثماني"تركي"، عشرة آلاف يهودي، وخمسة آلاف أوروبي – ليس من ضمنهم عدد الأجانب المارين بالمدينة ويشتغلون بالتجارة – يوجد بها ثلاثون مسجدًا، ومستشفى وثكنات عسكرية، ودار للطباعة، ودار للجمارك، وقصر (يقصد قصر رأس التين)، وخط تيلغراف أنشئ حتى القاهرة)
وبعد يومين قدمهم القنصل الفرنسي كوشليه إلى محمد علي باشا، فقام الباشا بسؤالهم عن حالة العلوم والفنون في أوروبا، وأعرب عن اهتمامه برؤية كيفية عمل أداة التصوير الجديدة، وفي اليوم التالي وتحديدًا في الساعة السابعة صباحًا عاد فيسكيه وفيرنيه إلى قصر رأس التين بالإسكندرية؛ من أجل التقاط أول صورة "بالطريقة الداجيرية" لحرملك محمد علي باشا
انتظرا حتى العاشرة – ربما من أجل وجود الضوء الكافي الذي يسمح بالتصوير، لأنه كان يوم شتوي، وبعدها شرعا في العمل على تجهيز الآلة في حوالي ساعة تقريبا، بعدها تمّ التقاط الصورة التي استغرق التقاطها دقيقتين ونصف، أمّا العملية الداجيرية – التي تعلم مهارتها فيسكيه – فكانت كالتالي: تم تبخير المرآة المصقولة الحساسة بالزئبق في صندوق خشبي، ووضع الصورة الثابتة – التي تم التقاطها على ألواح نحاسية مطلية بالفضة – في محلول سلفات الصوديوم، ثم يتم شطفها في الماء المُقطر، وبرغم من أنّ هذه العملية طُبقت فيها العلوم على الفن إلا أنها كانت أشبه بالسحر
كما قام فيسكيه بزيارة أسوان وقام بالتقاط صورة للنيل بجانب أحد أهم معالمها مئذنة بلال التي تم بناؤها في العصر الفاطمي
ملحوظة مهمة: هذه الصورة متداولة في جميع المراجع الأجنبية على أنها للأقصر، وهي معلومة عارية تمامًا من الصحة، بسبب مئذنة بلال التي تظهر في الصورة وهي موجودة بالطبع في أسوان
اترك تعليق