هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

شجون الكلمات

دموع بين حبات المطر

بقلم: شجون حسن

قضي عصام برهة طويلة من أيام حياته سعيداً ،حباه الله بزوجة صالحه وعيشة مستورة وأسرة تتمتع بسمعة طيبة بين الناس ، ولكن أيامه كانت تخفي له مالا يسره.. ذهب ماله وفارقت حبيبته دنياه ، بلي حزنه كما تبلي الأحزان في قلوب الناس وعاش لابنته الوحيدة سماح ليتولي تربيتها.
 

التحق بمصرف من المصارف الماليه الكبيره بمرتب قليل..  لم يزل يجتهد في عمله إلي أن اصبح وكيلاً للمصرف في فترة وجيزه، كان يعمل طوال اليوم ويعود ليلاً إلي منزله فيري ابنته منهكة القوي.. تعاني ضعفا شديدا ، قرر أن يتزوج ليخفف عن ابنته ألامها وما تقاسيه من جهد في خدمته ومراعاة شئون ألمنزل.

كان سيئ الحظ في اختياره.. تزوج من امرأه خليعة لا هم لها في الحياة إلا نفسها وأصدقائها .. تقضي معظم أوقاتها خارج المنزل ، زادت همومه وأصبحت حملاً ثقيلا علي عيشته .. لكن ماذا يفعل؟ انتهي الأمر وكانت الاهانة والتوبيخ والمعاملة الغليظه من نصيب ابنته إذا ما أطاعت كل كلمة تتفوه بها .

في يوم مشئوم كان جالساً في غرفة مكتبه .. دعاه المدير واعطاه مبلغاً كبيراً من المال ليودعه في الخزينه ويسجله في الدفاتر،تناولها وعاد إلي مكتبه وتناول ألدفتر ليقيد المبلغ.. فما أن أمسك بالقلم إذ بعامل المصرف يدق الباب:
سيدي فتاة بالخارج في إنتظارك
من تكون ؟
لا أعلم سيدي

أصبح في حيرة من تكون هذه المرأة؟ خرج مسرعاً ليراها فإذا هي ابنته تقف بجانب الجدار .. عندما رأته سكنت بين أضلعه، وإذ بيدها رسالة تحملها إليه من زوجته.. أمسك بها وقرأها .. تريد أن يرسل لها مبلغاً كبيراً من المال تشتري بها قطعة من الماس.. جن جنونه لن أرسل لها شيئاً وقال لها لماذا أتيتِ إلي هنا ؟
فنظرت إليه وعيناها ترورقان بالدموع وانصرفت

كان بين عمال المصرف عامل سيئ الخلق.. فاسد الضمير .. انتهز غياب عصام عن مكتبه فتسلل وأخذ النقود وعندما عاد عصام لم يجد نقوده .. أخذ يبحث عنها في كل شبر من أرجاء المكان، أخذ يسأل العمال والخدم عمن دخل غرفته فلم بعترف احد بشئ .. سمع المدير الضوضاء فخرج ليري ماذا يحدث.. قص عصام عليه القصة .. لكنه لم يقل له أن ابنته حضرت إليه ظناً منه أنها أسرار أسرته.

للأسف لم ينفع الرجل دفاعه عن نفسه .. سلمه المدير للشرطه .. جنت ابنته وذهبت إلي المدير كي تسطعتفه، وتتضرع إليه ليساعدها في خلاص أبيها، عندما رآها دهش من شدة حسنها وجمالها .. ساومها علي عرضها مقابل خلاص ابيها فبكت وحاولت الذهاب.. اعترض طريقها فوقع نظرها علي آلة حادة بجوارها .. ضربته وما هي إلا دقائق وأتت ألشرطه وأخذت ألمسكينه سماح ..  كان في استطاعة المدير أن يقص الحقيقة ولكنه لم يفعل وسجنت هي الأخرى ..

يا لا قسوة الدهر عندما يسكب الأحزان في قلوب الضعفاء.

دخلت سماح السجن لتقضي مدة سجنها.. أصبحت في غرفة مظلمه.. علمت بوفاة أبيها في محبسه.. اعتصرت ألما وعزمت علي النيل والانتقام من المدير الفاسد.. كان ليلها مثل نهارها .. عيناها كساها الدم من شدة البكاء.

وقضت سنوات سجنها وخرجت لا تعلم أين الطريق.. لم تزل سائره حتي شعرت بالجوع والعطش.. حدثت نفسها بالانتحار .. ظلت تمشي إلى أن وصلت إلي النهر .. فجأة رأت المدير يجلس وبجواره فتيات خليعات.. قالت لا  لا..  لابد أن أنتقم وقست السحب عليها وغمرت الأمطار أرجاء المكان.. ظلت تحادث حبات المطر هل أخطأ والدي لأنه شريف عفوف؟.. أم أخطأت أنا دفاعاً عن كرامتي

ما أكثر هذه النماذج في حياتنا اليومية.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق