نشرت وكالة الصحة العمومية في فرنسا الثلاثاء الماضى، دراسة أعدها باحثون حول الأضرار التي يمكن أن تسببها الشاشات الرقمية بمختلف أنواعها على الأطفال.
أشارت الدراسة، إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتا أمام شاشات التلفاز والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر أو اللوحات الإلكترونية في الفترة الصباحية أي قبل ذهابهم للمدرسة ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بأعراض تأخر النطق إلى ثلاث مرات مقارنة مع أقرانهم الذين لا يقضون وقتا كبيرا أمام هذه الأجهزة.
ألمحت د. مانون كوليت من جامعة رين وهي إحدى المشاركات في الدراسة، إلى أن "المدة التي يقضيها الطفل أمام الشاشات، وهي في المتوسط20 دقيقة" ليست هي السبب وإنما الوقت الذي يقضي خلاله هذه المدة وهو في الصباح أي قبل ذهابه إلى المدرسة هو العامل المباشر "الذي لديه تأثير" حسب الدكتورة الفرنسية.. مشيرة: "هذا سوف يستنزف انتباههم ويجعلهم أقل قدرة على التعلم".
ولم تثبت الدراسة العلاقة المباشرة بين السبب والنتائج المتوصل إليها، ولكنها أنشأت رابطًا إحصائيا مدعومًا بنتائج البحوث الطبية المنشورة سابقا تتعلق بنفس الموضوع.
نوه الباحثون، إلى أنه على مدار العقد الماضي ازداد استخدام الوسائط الرقمية لدى الأطفال الصغار الذين يمكنهم الوصول إلى التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الألعاب واللوحات الإلكترونية والهواتف الذكية.
أظهرت دراسات علمية، أن الأطفال الصغار المعرضين للشاشات بأنواعها يكون لديهم تفاعل عاطفي أقل مع من حولهم، وهو التفاعل الذي يعدّ أمرا ضروريا لنموهم الحركي والنفسي، وخاصة تطوير اللغة.
جاءت النتيجة كالتالى وهي أنه من بين الأطفال الذين يعانون من اضطرابات اللغة والنطق، قضى 44.3 بمائة منهم وقتا أمام الشاشات، مقارنة بإصابة 22 بالمائة من أطفال المجموعة الثانية الذين لم يتعاملوا إلى الشاشات الإلكترونية.
استثنت الدراسة الأطفال الذين كانت لديهم أعراض مرضية (طبيعية) التي تسبب إضطرابات النطق والكلام بشكل مباشر (بسبب الإعاقة أو الأطفال الخدج أو أصحاب الاضطرابات العصبية أو النفسية أو السمعية).
وفى نفس السياق، قالت كوليت: "لقد وجدنا الحالات التي يقضي فيها الأطفال وقتهم في الصباح أمام الشاشات قبل ذهابهم للمدرسة كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة باضطرابات اللغة".. مضيفة: "قضى الأطفال في هذه الدراسة ما بين ساعة وأربع ساعات في اليوم أمام الشاشة".
اترك تعليق