بقلم: شجون حسن
أحدقت النظر الي هذا العامل السيط رأيت في وجهة سعادة غير مسبوقة.. كأن النور تسلل إلى وجهه هذه.. السعاده التي غمرتني ووضعت بداخلي أسئلة عديدة، بادرته متسائلة: لِمَ انت سعيد هكذا؟ رغم ضيق حالك وقلة رزقك، فقال لي مبتهجا والضحكة تملأ فاهه: لو كانت السعاده سعادة المال لكنت انا اشقي الناس من شدة فقري، فقلت وهل انت سعيد بحالك؟ قال لي نعم لاني قانع برزقي وحياتي وما قسمه الله لي، فمن اي باب يأتي البؤس والشقاء سيدتي الجميلة.
وجدتني أسأله مرة أخرى: كيف تكون سعيدا وأنت حافٍ غير منتعل، وملابسك ممزقه، ولا تملك من العيش الا ما يكفي قوت يومك أيها المخبول. ألا يحزنك النظر إلى الفيلات والقصور والسيارات الفارهه، والمطاعم التي يوجد بها اشهي الأطعمة؟ رد والهدوء يرتسم على وجهه : مايهون علي نفسي ما تقوليه ان هذه المناظر لا اجد ان اصحابها قد اغترفوا من السعادة ما يروي ظمأهم، وادخل البهجه والطمأنينة علي حياتهم، أما القصور فان لديا بيتا صغيرا لا اشعر مطلقا بضيقه، بل اشعر انه قصر كبير ملؤه الحب والتفاهم والتراحم، فانا اذهب الي حقلي كل يوم، واعمل عند هذا وذاك طيلة النهار كي انفق علي اسرتي الصغيره، واعود اليهم بالمساء احمل بين يدي وعلي كتفي ما لذ وطاب من الفاكهه والأطعمة والحلوى، وفي انتظاري ابنائي الصغار.. أليست هذه هي السعادة بعينها؟!
سكت برهة وعاد وقال كل يوم وانا ذاهب الي حقلي أري السماء وبياضها، وقرص الشمس الأحمر، وهو يضئ الدنيا وينثر أشعته كقطعة من اللهب، فأجلس غارقا في أحلامي البسيطه كالطائر المغرد طليق السراح، يمشي ويتمايل ويغني كيفما يشاء، أما الأغنياء سيدتي لا يسكنون ولا يتحركون الا وجميع الأنظار تغوص داخل حياتهم، وفي ادق أسرارهم رغما عنهم لماذا لا أكون سعيد وانا حر طليق؟! إذا السعاده ليست بالمال ولكن براحة البال والرضا بما كتبه العزيز المتعال.
اترك تعليق