يقول محمد خليل مدير إدارة الوعى الاثرى بالقاهرة والجيزة أن القصر يرجع تاريخه إلى سنة ١٨٩٧ وفقاً للتاريخ المدون على واجهته أسفل تمثال نصفى بالحجم الطبيعى لصاحبه حبيب السكاكينى مقاول البناءً من أصل سورى كان الأثير والمقرب للخديو إسماعيل حتى أن الخديوى أسند له مشروعاته الكبرى بالأمر المباشر واثقا من جودة تنفيذها في زمن قياسى ومن بين هذه المشروعات دار الأوبرا التى نجح في تشييدها خلال ٩٠ يوماً لتستقبل أوبرا عايدة ضمن احتفالات افتتاح قناة السويس
يضيف خليل أن إدارته تنظم رحلة أسبوعية إلى واحد من آثار القاهرة ضمن برنامج يهدف إلى إيجاد جيل يقدر تاريخ الوطن ليحمى الحاضر ويسهم في بناء المستقبل.. يضيف أننا نعمل على ذلك من خلال نشر المعرفة التى تولد بدورها الوعى ومن ثم الإدراك.. يشير خليل إلى رجل ذا ملامح أجنبية يقول أنه اسبانى يعيش فى مصر منذ ٣٥ عاما.. يعشق مصر ويهتم بتاريخها.. حتى أنه تتبع تاريخ صاحب القصر حبيب السكاكينى وتوصل إلى مقبرته التى تتميز بالفخامة أيضا بالقرب من الكنيسة المعلقة فى مصر القديمة ضمن مقابر الأقباط.
يقع قصر السكاكينى وسط القاهرة فى قلب ميدان يتفرع منه ٨ شوارع.. حيث أختار السكاكينى الموقع بموافقة من الخديوى شخصيا وقام بتخطيط المنطقة وشوارعها.
يقول المهندس المعمارى محمود عمر أن قصر السكاكينى أقيم متأثراً بالعمارة الإيطالية التى كانت سائدة في القرن الثامن عشر وتسمى الباروك وتتسم بكثافة الزخارف والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة وتجسيد الجوانب الحسية.. لذلك نجد واجهات القصر الأربع مليئة بالتماثيل لفتيات بغلالات مثيرة وأطفال يمثلون كيوبيد إله الحب الاغريقى.. ويضيف عمر أن تصميم القصر تأثر كذلك بأسلوب الروكوكو الذى كان منتشراً في تلك الحقبة في أوربا الغربية وامريكا اللاتينية ويتسم بتشكيلات زخرفية على هيئة تجاويف دائرية غير منتظمة كأنها قواقع بحرية تقبع داخلها التماثيل على الجدران الخارجية للقصر.
شهد قصر السكاكينى عصر ذهبى في حياة صاحبه حتى مماته سنة ١٩٢٣ ثم عانى طويلا من الإهمال حيث تبرع أحد ورثته وكان طبيبا بالقصر لوزارة الصحة فأستغلته مقرا لإحدى إداراتها كما أستغل لسنوات مقرا للاتحاد الاشتراكى العربى الذى كان يمثل النظام السياسى ذا الحزب الواحد في حقبة الستينيات ثم جرى ضمه إلى وزارة الآثار حيث يستغل حالياً مقرا لإدارة آثار وسط القاهرة.. على أن مشروعا لترميم القصر وفتحه للجمهور تم اعتماده وسيتم التنفيذ قريباً
تقول فاطمة محمد مفتشة الآثار أن القصر تبلغ مساحته نحو ٢٧٠٠ متر مربع يحتوى على ٥٠ غرفة بارتفاع ٥ طوابق وتحيط به حديقة صغيرة ويحتوى على زخارف ورسوم بديعة على الأسقف والجدران والأبواب كما يضم مصعدا"اسانسير" كهربائيا كان نادرا في ذلك الزمان
يشرف على جهود التطوير الدكتور جمال مصطفى مدير الآثار الإسلامية والقبطية بمشاركة د. أبوبكر عبدالله رئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة ويمنى صلاح الدين مدير منطقة آثار وسط القاهرة.
اترك تعليق