جدو حجازى أو كما يلقبه أبناء قريته بابا نويل الأطفال ، هو أحد مؤسسى أركان التعليم منذ ظهوره بقرية غرب الموهوب والتى تبعد عن المركز مسافة ٨٥ كيلو متر ، نموذج فريد للمعلم صاحب الرسالة والرؤية الواضحة لمنظور التعليم الأساسي، مستخدما افضل سماته الشخصية كمعلم منذ عام ١٩٧٥م ، تضمنت فن المعاملات المعاصر ، وأسلوب الإدارة الناجح ، ليشهد تعاقب الأجيال وتنشأة براعم الأطفال على أسس تربوية سليمة ترقي لمواكبة الأحداث الجارية وتطور المجتمعات
إبن ال٦٥ عاما ، وبعد انقضاء فترة عمله كموظف حكومى والتى استمرت لأكثر من ٤٤ عاما، اختتمها على درجة مدير لإدارة إحدى المدارس الإعدادية، بين أبنائه من طلاب الصفوف التعليمية الأولى وجدران المعامل والفصول ، لم يركن إلى الدعا والأستجمام بما تبقي لديه من أوقات فى حياته ، ليبدأ مسيرة عطاء جديدة فى ثوب المعلم والمربي والوالد لأكثر من ١٦٠ طفل من براعم حضانة الجمعية الشرعية وتحفيظ القرآن بمسقط رأسه منذ توليه مهام عمله التطوعى مديرا لها عام ٢٠٠٩م والمشهرة برقم ٢٢٠ لسنة ٢٠٠٧م
أكثر من ١٠ أعوام استقبل فيها حجازى دفعات متتالية بما يقارب ال ١٦٠ طفل سنويا بدار حضانة الجمعية الشرعية المقامة على مساحة ٣٠٠ متر بالجهود الذاتية والمكونة من ثلاثة طوابق ، يتم تأهليهم فى وقت قياسي بواقع ٣ مستويات لتلقي مبادئ التعليم الأولى والأنشطة الترفيهية بجانب تحفيظ ٥٥ طفل لأجزاء من القرآن الكريم بواسطة ١١ مشرفة واثنتان من العاملات، تنتهى بتخريجهم مع نهاية السنة الثالثة بدار الحضانة ، وقد بلغوا السادسة من العمر فى جاهزية تامة للإلتحاق بالصفوف الأولى بمدارس التعليم الإبتدائي بقريتهم
إلا أن عدم إدراج صفة النفع العام ضمن أنشطة الجمعية الشرعية بالداخلة، يظل كابوساً يعكر صفو الحياة الوردية والإنجازات المتحققة لتلك المنشأة الأهلية منذ افتتاحها عام ٢٠٠٧م ، والذى يحرمها من إستكمال أعمال التطوير والترميمات وتشطيب الطوابق العلوية وأضافة بعض الأنشطة الأخرى، نظراً لعدم جواز تلقي الدعم المالى والمساعدات من قبل التضامن الإجتماعي طبقا للقانون 48 لسنة 2002 الخاص بتنظيم أعمال الجمعيات والمنظمات المدنية، فى ظل ضعف إمكانات صعوبة توفير التكلفة اللازمة لتنفيذ الأمر على عاتق الجمعية ومجلس إدارة الحضانة ورياض الأطفال
تقول نورة على عبدالله من أبناء قرية غرب الموهوب وأم لطفل بدار حضانة القرية التابعة للجمعية الشرعية بالداخلة ، فى تصريح خاص لبوابة الجمهورية أون لاين ، أن الحضانة على المستوى التعليمي حققت نجاحاً كبيراً فى ظل المعادلة الصعبة بين التوفيق والإلتزام بتلقين الطفل مبادىء التعليم السليم والرعاية الدقيقة لكافة متطلباته النفسية والسلوكية ، مشيرة إلى جهود الإدارة والمشرفات على نحو يدعو للإطمئنان على سلامة ومستقبل أطفالهم على مدار سنوات تلقي العلوم المختلفة بالحضانة .
واضافت عبدالله أن الجميع يعمل ضمن منظومة متكاملة إداريا وفنيا ترقي لمقياس الأداء المتحقق على أرض الواقع ، والذى يظهر على مستوى الطفل المستقبل وهو لايزال صغيرا ، وينعكس على سلوكه المعدل واستجاباته الذهنية بمعدل ذكاء يتزايد بمرور الوقت وبشكل إيجابي، بالتزامن مع أنماط سلوكية حميدة تشعر بها أثناء فترة تواجده بالمنزل مع والده وكذلك مع أقرانه خارج المنزل .
لافتة إلى ضرورة مساندة الدولة ودعم مؤسساتها التضامنية لمثل تلك النماذج الرائدة من منشآت تحتاج إلى المزيد من الدعم من أجل تشطيب واجهة المبنى وعمل بعض الترميمات اللازمة بالداخل بالإضافة إلى تزويد الحضانة بأبواب جديدة وصيانة للمرافق بأجهزة ومستلزمات أخرى ستساهم كثيرا فى الحفاظ على ماتقدمه المنشأة من خدمات لأطفال القرية
وهو ما أشارت إليه منى ضحاوى وعفاف خيري سيد والدتان لطفلين بدار الحضانة الشرعية ، حيث اكدتا أن طفليهما يحظيان باهتمام بالغ من قبل المشرفات وإدارة الحضانة وأن ذلك كان له الأثر الأكبر في تغيير معاملاتهم اليومية مع الآخرين بالشكل المناسب ذهنيا وثقافيا وسلوكيا، حيث اصبحا يتحدثان بطلاقة بفضل سياسة التعليم الناجحة داخل المنشآة والتى لا تزال تفتقد إلى أوجه الكثير من الدعم لبقائها على نفس المستوى والأداء الراقي
وفى سياق متصل أعرب حجازى زين عمران 65 عاما مدير حضانة الجمعية الشرعية ورياض الأطفال عن كامل سعادته برضا أولياء أمور اطفال وسعادة أهالى القرية ومستوى خريجى المدرسة بما تقدم المنشآة من خدمات تربوية وترفيهية وتعليمية تنعكس على فكر وسلوك الطفل مستقبلا
واضاف عمران أن الحضانة تمارس نشاطها منذ 12 عاما مشهرة برقم 220 لسنة 2007م ، وأنه يعمل مديرا لها منذ 10 أعوام ، نجح من خلالها فى تخريج العديد من الدفعات المتتالية من كوادر التحقق بالمدارس وقد ظهر عليها ملامح النضج الفكرى والسلوك القويم نظرا لما يبذل من جهود مكثفة بالتعاون مع المشرفات وعددهم 11 مشرفة مؤكداً أن نظام العمل يقوم على خطة مدروسة ومتابعة دقيقة لكافة متطلبات تنمية قدرات الطفل وثقل شخصيته منذ اليوم الأول لإستقباله بالدار حتى وقت تخرجه
وتابع أن هناك ثلاث مستويات لا يتخطاهم الطفل إلا إذا اجتاز كافة مراحلهم بامتياز ، مشيراً إلى رؤية إدارة المنشأة فى تطبيق آليات ترسيخ مبادئ الإنتماء وحب الوطن فى أجواء من المنافسة الشريفة باستخدام أنماط التعليم الحديث، لخلق جيل جديد يدرك قيمة الواجب والعمل والتضحية من أجل مستقبل أفضل تواكب تطورات وجهود الدولة الحالية والتي لن تقوم إلا على أكتاف أبنائها من تلك الكوادر.
وعن علاقته بأطفال قريته أكد حجازى عمران أن البراءة والطفولة ظاهرتان ارتبطا بمسيرة حياته من خلال عشقه للتواجد بين الصغار سواء داخل الدار أو خارجها ، لافتا إلى أن متعته الوحيدة تتجلى عند استقباله أطفال الحضانة صباح كل يوم على مشارف الأبواب الخارجية وعند تسليمهم لأولياء أمورهم مع نهاية اليوم ، حيث يشعر بالسعادة الكاملة عندما تناديه الأطفال ( بجدو حجازى) وبابا نويل وغيرها من المسميات التى تدخل على قلبه السرور والراحة النفسية متمنيا أن يقضي ما تبقي من عمره فى خدمة ورعاية وتعليم هذه البراعم لتصبح قيادات رائدة ذات مكانة مرموقة في أوساط المجتمعات وبين الوزرات والمناصب الهامة بمؤسسات الدولة
ومن جانبه أوضح صلاح نافع مدير إدارة الأسرة والطفولة بمديرية التضامن الإجتماعي بمحافظة الوادى الجديد في تصريح خاص لبوابة الجمهورية أون لاين ، ندرك تماما قيمة المؤسسات الأهلية التابعة للجمعيات الخيرية باعتبارها أحد أهم شركاؤنا فى تنمية روافد المجتمع وخدمة المواطنين ، مشيرا إلى دورها البارز فى التخفيف عن كاهل المؤسسات الحكومية وخاصة رياض الأطفال فى تلبية احتياجات الطفل وتأهيله بالشكل الملائم للإلتحاق بالمدارس وهو بكامل طاقته الإيجابية والذهنية للتحصيل الدراسي والتفوق بنجاح
واضاف نافع أن هناك بعض المنشآت التابعة للجمعيات الأهلية كدار حضانة الجمعية الشرعية بغرب الموهوب بمركز الداخلة قد تحتاج إلى الدعم لتطوير مرافقها وإستكمال اعمال الإنشاء الداخلية وفقاً لتوسع أنشطتها وتوفيق أوضاعها مستقبلا ، إلا أن الأمر يتعلق هنا بتطبيق القانون والالتزام بلوائحه التنظيمية ، مشيراً إلى
المادة 50 من قانون 48 لسنة 2002م والذى أقر باجأزة إضفاء صفة النفع العام على كل جمعية تهدف إلى تحقيق مصلحة عامة عند تأسيسها أو بعد تأسيسها، بقرار من رئيس مجلس الوزراء، وذلك بناء على طلب الجمعية ووفقا للضوابط التى تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون .
وتابع أنه يجوز اندماج الجمعيات ذات النفع العام فى بعضها أو الجمعيات التى لم تضف عليها صفة النفع العام فى بعضها بموافقة الجهة الإدارية، على أنه لا يكون الاندماج بين جمعيات النفع العام وغيرها من الجمعيات التى لم تضف عليها صفة النفع العام إلا بقرار من رئيس مجلس الوزراء، وتحدد اللائحة التنفيذية ضوابط هذا الدمج
وهو ما يستلزم عدم الإخلال بنص المادتين 42 و43 من هذا القانون اذا تبين للجهة الادارية وقوع أخطاء جسيمة تؤثر على تحقيق اللجمعية ذات النفع العام لأغراضها أو ممارستها لأنشطتها أو تنفيذها لما عهد إليها به من برامج أو مشروعات سُحب المشروع المسند للجمعية
لافتا إلى أن حضانة الجمعية الشرعية لم تحصل بعد على صفة النفع العام لدعمها ماديا لإستكمال اعمال إنشاء المبني فى حين أن القانون التى تخضع له يجيز دعمها ببعض الأجهزة والمعايشات الترفيهية ، تقديرا لما تقدم من خدمات متنوعة للطفل مؤكداً أنه سوف يتم عرض الأمر ومناقشته تمهيدا لبدء اجراءات موافقة الجهات المختصة بالوزارة لإعتمادها صفة النفع العام وذلك للإستفادة من كافة أوجه الدعم الممكنة حفاظاً على متطلبات العمل وفاعلية النشاط بما يعود على الطفل والمجتمع من رقي وتقدم .
اترك تعليق