أكد أستاذ الثقافة الإسلامية في جامعة الأمير مقرن و إمام و خطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي ، في حوار خاص للجمهورية أونلاين على هامش زيارته لتعليم تبوك بدعوة من مدير عام التعليم إبراهيم بن حسين العُمري، على فضل و قيمة مسجد قباء في الإسلام ، مشيراً إلى
المعالم الرئيسة التي تزخر بها المدينة المنورة ، وكان لنا معه هذا الحوار
- متى تم تسلمكم العمل كإمام و خطيب في مسجد قباء ؟
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، أشكرك شخصياً ، و الشكر موصول للجمهورية أونلاين ، المتابعة لأخبار العالم العربي بأسره ، أما عن مسجد قباء فالكل يعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم ، هو الذي وضع لبناته ، و هو أول مسجد أُسس في الإسلام ، و هو المقصود من قوله تعالى في سورة التوبة " لمسجد أُسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه " .
و قد كتب الله لي أن أشرف بالإمامة و الخطابة فيه بدءاً من التاسع من شهر جمادى الآخرة عام ألف و أربعمائة و سبعة وعشرين للهجرة أي قبل قرابة أربعة عشر عاماً ، نسأل الله أن يزيدنا توفيقاً ، و أن يكتب لنا السداد في محراب كهذا ، و منبر يعلم كل مسلم عظيم أهميته و مكانته .
- شهر رمضان له رونق خاص في بلاد الحرمين الشريفين ، فما الآلية التي تنهجونها في مسجد قباء تحديداً في الشهر المبارك ؟
شهر رمضان محل احتفاء للمسلمين جميعاً في مشارق الأرض و مغاربها ، لكنه في الحرمين الشريفين له وضع أخر ، أولا لكثرة الجموع الإسلامية التي تقصد الحرمين ، فهناك ثقافة إسلامية تتجلى في حضور الناس للحرمين ، و مسجد قباء فيه سُفر تعرف بالسفرالرمضانية ؛ لإفطار الصائمين ، و يتم فيه صلاة التراويح و التهجد ، و يكثر إقبال المسلمين على الصلاة فيه ؛ لعظيم الأجر ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء ، و صلى فيه ركعتين كان له كأجر عمرة " .
فأجر العمرة يجعل من الناس الرغبة في الصلوات الخمس و التراويح و التهجد في مسجد قباء ؛ لعظيم الأجر و كسب الثواب .
- ما فضل و قيمة مسجد قباء في الإسلام ؟
ورد أثر صحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه و أرضاه قال : لو يعلم الناس ما في قباء من الأجر و الثواب لضربوا إليه أكباد المطية ، و هذا يبين فضيلة هذا المسجد ، و قد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتركه أسبوعياً ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء كل سبت ، كان يأتيه راكباُ و ماشيا ، و بعض العلماء يقول : السبت اليوم المعروف الذي يأتي بعد الجمعة ، و البعض الآخر يقول : المقصود بالسبت أي كل أسبوع ، و كان صلى الله عليه وسلم يتوخى أول الضحى ، فكان عليه الصلاة و السلام يصلي الفجر في مسجده بالمسجد النبوي ، ثم يمشي على الأقدام غالباً في الشتاء و راكباً في الصيف ، ويصلي فيه ركعتين .
- ماذا عن المعالم الرئيسة التي تشتهر بها المدينة المنورة ؟
المدينة المنورة بحمد الله زاخرة بكل معنى مبارك ، و قد أحسن القائل :
أتيتك ماشيا ووددت أني ملكت سواد عيني أمتطيه
و مالي لا أسير على المآقي إلى بلد رسول الله فيه
فهذه البلدة الطيبة المباركة فيها مسجد و قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و قبر صاحبيه أبي بكر و عمر ، إضافة إلى البقيع و هي أرض رخوة اختارها النبي مكاناً ؛ ليدفن فيها أصحابه ، وقد دفن في هذه البقعة : العباس بن عبد المطلب ، و الحسن بن علي ، و عبد الرحمن بن عوف ، و سعد بن أبي وقاص ، و عائشة أم المؤمنين ، فزيارة بقيع الغرقد سُنة بإجماع المسلمين .
و يوجد جبل أحد الذي يطل على المدينة المنورة من الجهة الشمالية ، و ميدان الجبل هو موقع غزوة أحد التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة بالقرب من جبل الرماة ، واستشهد فيها سبعون صحابياً ، و يحرص المسلمون على أن يأتوا جبل أحد الذي بجواره مقبرة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، و هناك بالمدينة المنورة أيضا معالم تاريخية مثل مسجد القبلتين ، و بئر عثمان و التي تعرف ببئر رومة .
- ماذا عن مشهد استشهاد أسد الله سيدنا حمزة بن عبد المطلب ؟
حمزة هو عم النبي نسباً ، و أخوه من الرضاعة و لذلك أعمارهما متقاربة ، و شهد بدرا ، و أبلى فيها بلاء عظيما ، مما أوغر قلوب أهل الكفر عليه ، و أُعطي غلام حبشي يُقال له وحشي حربة ، و كان يجيد الرمي على أن يقتل سيدنا حمزة مقابل حريته ، فجاء إلى أحد مع جموع المشركين و لم يكن له هدف سوى قتل حمزة ، فلما رأى حمزة كالجمل الأورق يفتك بكفار قريش ترصد له ، ثم ضربه بالحربة فنشبت أسفل بطنه و سقط رضي الله عنه شهيداً ، و حرص النبي صلى الله عليه وسلم على ألا ترى صفية أخاها ، و قال يومها : سيد الشهداء حمزة .
تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
اترك تعليق