هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نصر اكتوبر .. أسطورة شعب

تدمير بارليف إعجاز عسكري أبهر العالم
تحل ذكري السادس من أكتوبر في كل عام، لتذكر المصريين بالإعجاز العسكري الذي أبهروا به العالم، ولقنوا خلاله العدو الإسرائيلي درسًا لن ينساه طوال التاريخ وأثبت جنودنا البواسل خلال هذه المعركة الخالدة أنهم كانوا علي قدر عالِ من الشجاعة والإصرار علي تحقيق نصر عسكري يدرس الآن في مختلف المعاهد والكليات العسكرية بالعالم.

نصر السادس من أكتوبر تحقق رغم الموانع الكثيرة التي أحكمت قوات العدو الإسرائيلي وضعها، وكانت تتباهي بها أمام دول العالم، ومن أبرز هذه الموانع أسطورة خط بارليف الذي كان يصفه الإسرائيليون بـحائط الصد المنيع الذي يستحيل اجتيازه إلا أن جنودنا البواسل دمروا هذه الأسطورة في ساعات معدودة وسط ذهول قادة اسرائيل.

 

جنودنا البواسل اخترقوا الساتر الترابي في أقل من ساعتين

واجهت القوات المسلحة تحدياً رهيباً في التغلب علي حصون خط بارليف، الذي اعتبرته إسرائيل إحدي معجزاتها العسكرية بعد ان قامت إسرائيل بحساب كل التهديدات المحتملة ، حتي إنها قامت بتركيب نظام أنابيب تحت الماء، لضخ الوقود لإشعال القناة، ولصنع موجة من اللهب في حال حدث أي هجوم وظنت أن سلاحها المنيع الذي ستنهار أمامه أحلام المصريين ، وعكف الخبراء العسكريون علي دراسة الساتر الترابي الذي قامت اسرائيل ببنائه عن طريق كثبان رملية طبيعية وبواقي حفر القنال التي أخرجها ديليسبس وألقاها في الصحراء شرق القنال، بالاضافة إلي ما تخلف ونتج عن عمليات توسيع وتطهير القناة، واستغل اليهود كل ذلك وقاموا بتوصيل كل هؤلاء معًا وتم تعليته ليصل لعشرين مترًا وعمقه يتراوح بين 8 إلي 12 مترًا، وتم تقريبه من شاطئ القنال، بحيث لا يوجد شط فتحميه القناة ويصعب تسلقه لأنه كان بزاوية ميل 80 درجة وهي نفس ميل القناة بعدما حفرها ديليسبس، وتم تحصينه بكافة التجهيزات من حقول ألغام وكهرباء إضافة إلي وجود نقاط قوية مهمتها القيام بالهجمة المضادة بالمدفعية والطيران في حاله عبور أي دبابة، وبالتالي ونظريا أصبح من الصعب التفكير في عبوره بسهولة.

فكرة التجريف

وصدرت الاوامر في مايو 69 بالاستعداد للعبور في أكتوبر في نفس العام، واجتمع القادة ليعرض كل قائد فرقة خطته في عبور خط بارليف بأقل الخسائر، وتقدم المقدم باقي زكي  بفكرة لفتح الثغرات في الساتر الترابي باستخدام ضغط المياه وهذه الفكرة جاءته عندما انتدب للعمل في مشروع السد العالي وفي هذه الفترة شاهد عن قرب عملية تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال داخل مشروع السد العالي بمحافظة أسوان وقد استخدم في عملية التجريف مياة مضغوطة بقوة وبالتالي استطاعت إزالة هذه الجبال ثم إعادة شفطها في مواسير من خلال مضخات لاستغلال هذا الخليط في بناء جسم السد العالي.

 

الطوفان المصري قضي علي أسطورة الجيش الذي لا يقهر

وقام باقي زكي بتصميم مدفع مائي فائق القوة لقذف المياه، في إمكانه أن يحطم ويزيل أي عائق أمامه أو أي ساتر رملي أو ترابي في زمن قياسي قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية وقد صنعت هذه المدافع المائية لمصر شركة المانية بعد إقناعها بأن هذه المنتجات سوف تستخدم في مجال إطفاء الحرائق، وتم تنفيذ العديد من التجارب العملية والميدانية للفكرة زادت علي 300 تجربة اعتبارا من سبتمبر عام 1969 حتي عام 1972 بجزيرة البلاح بالاسماعيلية حيث تم فتح ثغرة في ساتر ترابي أقيم ليماثل الموجود علي الضفة الشرقية للقناة وتم علي ضوء النتائج المرصودة إقرار استخدام فكرة تجريف الرمال بالمياه المضغوطة كأسلوب عملي لفتح الثغرات في الساتر الترابي شرق القناة في عمليات العبور المنتظرة.

زمن قياسي

وفي ساعة الصفر يوم 6 اكتوبر انطلق القائد باقي زكي يوسف مع جنوده وقاموا بفتح 73 ثغرة في خط بارليف في زمن قياسي لا يتعدي ال3 ساعات ، وساعد هذا في دخول الدرعات المحملة بالجنود والدبابات وكان هذا ضمن الموجات الأولي لاقتحام سيناء وعبور الجيش المصري الي الضفة الشرقية لخط القناة وتم هدم 1500 متر مكعب من الرمال في غضون ساعتين، مما أسفر عن حدوث 81 ثغرة في الخط، وفتح المجال أمام القوات المصرية للعبور من خلال أكبر الحصون العسكرية الدفاعية في تاريخ المعارك العسكرية.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق