والتي يعود عمرها إلى نفس التاريخ حيث استمرت هذه الحضارة الحاكمة حتى عصر الملك خوفو، والذي كانت جبال البداري تحتضن قبور حكام أقاليم مصر العليا العاشر على مدي 14 أسرة حكمت مصر حيث استمر حكم الإقليم العاشر في هذه المنطقة على مدار ما يقرب من 2500 سنة قبل ميلاد السيد المسيح، وحتى عام 240 قبل الميلاد
وقال الدكتور محمد ابورحاب رئيس قسم الاثار بكلية الاداب جامعة أسيوط ان اثار الهمامية تقع على الضفة الشرقية للنيل شمال قرية الهمامية الحالية مركز البداري، على بعد حوالي 53كم جنوب شرق مدينة أسيوط، وهي تعد جبانة حكام الإقليم العاشر في الدولة القديمة خلال عصر الأسرة الخامسة(2510-2460ق.م)، الذي كان يعرف بإسم (واد جيت)، وواد جيت هو اسم معبودة الكوبرا المبجلة في مصر السفلي وبالتحديد في بوتو، وعرفه اليونان بإسم(افروديتوبوليس)، أي مدينة افروديت ربة الجمال عند اليونان والتي شبهت بالإلهة حتحور إلهة هذا الإقليم.
واوضح ابورحاب ان المنطقة عبارة عن مقابر صخرية نحتت في جسم الجبل الشرقي لحكام وامراء الإقليم العاشر من أقاليم مصر العليا، وقد اكتسبت مقابر الهمامية أهمية خاصة إذ أنها تمثل سجلاً تاريخيًا لحكام وامراء وكبار موظفي الأسرة الخامسة، وتقسم هذه المقابر إلى ثلاثة مواقع رمز لكل موقع منها بحرف هجائي، فالهضبة الشماليةA) ) وتحتوي على ثلاثة مقابر 1A : 3A، والهضبة الجنوبية (B) وتحتوي على ستة مقابر 1B : 6B، والخور الفاصل بينهما C وتحتوي على سبعة مقابر 1C : 7C.
وقال ابورحاب ان جميع المقابر المنقوشة منها من مدخل يؤدي إلى صالة مستطيلة على شكل ممر طويل وضيق نسبيًا، وزينت الجدران بالتماثيل لصاحب المقبرة وأفراد أسرته، وقد انتشرت المناظر الطبيعية التي صورت بالنحت البارز لتمثل صور من الحياة اليومية للمصري القديم، فنرى مناظر حاملي القرابين والمناظر الجنائزية ومناظر صاحب المقبرة وهو يمارس هواياته المختلفة والرياضة المحببة إليه.
وأوضح الدكتور أحمد عوض، وكيل وزارة الآثار بأسيوط، ان سبب تسمية حضارة "البداري" بذلك الاسم نسبة إلى المنطقة التي قامت فيها وهي مركز "البداري" بمحافظة أسيوط، من البدور أي أنها كانت قبل العديد من الحضارات والمناطق المعمورة منذ زمن بعيد في العصور الحجرية، وقامت تلك الحضارة خلال الفترة ما بين 4500 وحتى 3800 قبل الميلاد، لكنها ازدهرت خلال الفترة ما بين عامي 4400 و4000 قبل الميلاد.
وقال من أبرز المقتنيات التي تم العثور عليها داخل المقابر والمواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى فترة ازدهار حضارة البداري، الأواني الفخارية المصنوعة من أفخر أنواع الفخار، إذ أن الفخار البداري كان يعتبر الأفضل في التاريخ، ذلك بالإضافة إلى التماثيل المصنوعة من العاج والطين والأواني الحجرية، واعتمد اقتصاد البداريين على الزراعة والصيد وتربية الحيوانات، ومن أبرز المحاصيل التي كانوا يقومون بزراعتها القمح والعدس، وكانوا يقومون بصيد الغزلان؛ وكان للتجارة أيضا نصيب من اهتمامهم
اترك تعليق