هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

تراجيديا الرَّفْضُ والألم
ربما لا تَذْكُرُنى هذه المرَّة       ولا المرَّات القادمة       أَعرفُ أننى امرأةٌ 

شعر: أمجد أبو طالب

(١)

** ربما لا تَذْكُرُنى هذه المرَّة 
     ولا المرَّات القادمة 
     أَعرفُ أننى امرأةٌ 
     تَراصَّت سَقَطاتِى 
     لأنى أَعْشَقُها 
     أَعلمُ أنَّكَ حَذَّرْتَنى كثيرًا 
     أنا جُرْحٌ صَنَعْتُه بِنَفْسِى وكم أَهْواه 
     أنا عاشقةٌ 
     حالِمَةُ الألم 
     وتَمُرُّ السنوات 
     والآن أمام مِرآتى أقف 
     يَكْسُوها ضبابٌ مُفْعَمٌ بالماضى والحاضر 
     مُفْعَمٌ بالوصايا 
     حَاولتُ أن أُزِيحَه 
     لكنَّهُ أبَى واسْتَعْصَم 
     لماذا أَخوضُ بإرادتى كُلَّ شئٍ باهِت 
     أنا تَحَققتُ أنى باهِتةٌ أيضًا 
     أعرفُ أنَّهُ عَبَث 
     وأبْحَثُ عن طُقوسٍ هَمَجية 
     مَلَذَّاتٍ وَحْشية 
     مَلِيئةٍ بالتَّجاعِيدِ على وَجْهِى 
     كُلُّ شئٍ يَسْكُنُ روحى وجَسدى 
     كُلُّ من حَوْلى أنْهَشُهُ وَيَنْهَشُنِى بإرادَتِى 
     حَتى زُجاجاتُ عِطْرِى رَفَضَتْ أن تُفْتَحَ لِى 
     وَفَساتِينى تَرْفضُ أن أرْتَدِيها.. أَبَتْ
     وأنا كما أنا 
     نِهَايَتى بِدَايَتِى 
     أَبْدَأُ من جَديد 
     أَعْتَرفُ أننى أُنثى شَرِسَة 
     امرأةٌ مُتَبَلِّدَةٌ مَهْووسَة 
     حَطَّمْتُ مِرآتى 
     سَارت قِطَعًا مُتَناثِرة 
     وأنا حَافيةُ القَدَمَين 
     ومازلتُ أسَيرُ عَليها 
     وسَيْفُ الحَياءِ كُسِر 
     كَمْ بَقَي من عُمرى
     هل تَذْكُرنى؟
     لا أعْتَقِد..
     ***
(٢)

** أعادت إصْلاحَ مِرْآتِها مَرةً أُخرى 
     حَاولت أنْ تَرى نَفسَها فيها مِنْ جَديد 
     مازَالت تَجاعيدُ وَجهها حَادةً عَميقة..تَحسستها 
     وارْتَعَدَ فُؤادُها 
     بَقايا امرأة 
     تَعمقت وتَوحشت فى فَراغٍ مُوحش 
     لَمْ يَسْتَجِبْ وَاقعُها المُؤلمُ لها 
     إذْ كانت زَوايا مُنْكَسِرَةٌ مِنْ المِرْآة 
     وبَقايا أشعةٍ مُنْحَنيةٍ سَقَطت 
     كَشفت عَن سَاقَيْها 
     تَحَسست مَنابِعَ شَبَقِها الدَفين 
     وصَدْرَها المُثْخَنَ المُجْهَد 
     المُحَمَّلَ بِبقايا ذُكُوريةٍ شَرِسَة
     وأصْواتٍ مُتَداخِلَة 
     وأنْفاسٍ لاهثةٍ مُتَلاحِقَة 
     تَصَببت عَرَقًا 
     لَطَمَت وَجْهَها 
     شَقَّتْ ثَوْبَها 
     شَهَقَتْ
     مَلْعُونَةٌ تِلك المَرايا 
     آثِمَةٌ أنا..
     ***
(٣)

** البارِحَة 
     كانت لَيْلَةً مُؤْلِمَةً
     لَمْ تَذُقْ طَعْمَ النوم 
     تَلَقَّت الصَّفْعَة 
     اليَقِين 
     غَاصَت فى أعْمَاقِ أعْمَاقِ نَفْسِها 
     أُقِرُّ أننى اسْتَنْزَفْتُ مَشَاعِرى
     واسْتُنْزِفَت مِنْ ذِى قَبْل 
     هَلْ لِى أَنْ أَقْطَعَ اليأسَ والمَلَل؟
     هَلْ لِى أَنْ أُصَادِقَ نَفْسِى؟
     أنا طَرِيحَةُ الفراش 
     خَلْفَ ضُلُوعٍ تَسْتَتِر
     ومَا أَصْعَبَ التَرْكَ والخُذْلان 
     ياوَحْشَةَ لِقَاءِ النَّفْس 
     إنْسَلَخَ الضَمِيرُ وأَصْبَحْتُ بَعِيدَة 
     آهٍ  
     مِنْ مَرارةِ الألم 
     حَاوَلَت أَنْ تَسْتَرِدَ وَعْيَها..قَاوَمَت
     تَخْشَى مُوَاجَهَةَ مِرْآتِها
     حَاوَلَت أَنْ تَبْتَعِدَ
     وتَتَفَادَى لَحْظَةَ هَزِيمَةٍ أُخْرَى 
     كَثِيرًا ما كُنْتُ أَسْتَدِرُّ عَطْفَ وشَفَقَةَ الآخَرِين 
     أنا صَاحِبَةُ الزَّيْفِ مُحْتَرِفَةُ الهَزِيمة 
     عَاشِقَةُ العَواطِفِ المُسْتَهْلَكَة 
     يالَكِ مِنْ أُنْثَى حَمْقَاء 
     لاشئٕ يُدْرَك
     حَاوَلْتُ مِنْ قَبْلُ أنْ أُدْرِكَ كُلَّ شئ
     ولَمْ آخُذْ أىَّ شئ
     أسْكُنُ فى سَقَطَاتِى 
     ولاشئَ غَيْرُ السَّقَطَات
     أنا لَحْظَةُ ضَعْفٍ 
     وكَبْتٍ مَهْزُومٍ مَكْسُور
     وغُرْبَةٍ تَائِهَةٍ فى عَتَمَاتِ اللاوجود 
     ياوَحْشَةَ الحُلْمِ المُبَعْثرِ فى صَخَبِ الحياة 
     بِأَنِينِ وآهَاتِ أُنْثَى مَجْنُونَة 
     آهٍ 
     عَليكِ اللعْنَةُ يانَفْسِىَ البَاهِتَةَ المُسْتَكِينَة 
     الكُلُّ تَلاشَانِى وتَرَكَنِى الآن 
     إلا مِرْآتِى..مُنْصِفَتِى 
     هى الحَقِيقَةُ الصَّادِقَةُ 
     لامرأةٍ مَجْنُونَةٍ مُتَمردةٍ مُزَيفةٍ
     تَبًا لِحَمَاقَتِى 
     هل أَسْتَطيعُ أَنْ أعودَ لِنَفْسِى من جَدِيد؟..





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق