سافر الحوثي إلى إيران عام 1985، وأقام بها سنوات عدة، وتأثر بالخوميني والنموذج الإيراني واستهوته الفكرة فقرر تطبيقها في اليمن، وفي عام 1988 استقبلت إيران اثنين من أبرز الشباب المتحمسين لهذا الفكر، ليتوليا بعد ذلك مهمة تأسيس أول كيان منظم لهذا التيار، وهما حسين بدر الدين الحوثي ومن بعده أخيه عبد الملك زاد نفوذهم يوما بعد يوم واستخدمهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح لضرب خصومه ليحدث الشقاق الأول بين السلطة والحوثي ويسقط حسين الحوثي بنيران الجيش اليمني عام 2004، متحصنا في كهف جبلي يدعى جرف سلمان.
بعد سقوط الشقيق الأكبر للمؤسس تولى الابن الأصغر عبد الملك قيادة الحركة وشن معارك عدة كانت آخرها عام 2010، أسفرت عن السيطرة على معاقل للجيش اليمني، واستغل عبد الملك الوضع الحرج في فترة الثورة السلمية عام 2011، لينتشر في كامل صعدة والجرف وعمران وتعز وعدن باتفاق عنوانه المصلحة المشتركة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وسيطر على صنعاء بعد انقلابه على السلطة الجديدة باعتصام قيل إنه سلمي، لكن المشاركين حملوا أسلحتهم أثناء الاعتصام، لم تكتمل أحكام عبد الملك الحوثي، ليصبح خميني اليمن، بعدما طلب الرئيس الشرعي، عبد ربه منصور هادي، تدخل مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن لإعادة الشرعية فهرب عبد الملك الحوثي إلى كهوف صعدة مجددا وساهم التحالف العربي بقواته وإشرافه على تشكيل مقاومة شعبية في دحر تقدم الحوثي وإعادته مرة أخرى إلى كهوف صعدة.
بعد دحر الحوثي من الجنوب اليمني لم يبق تحت سيطرته سوى بعض المناطق الحيوية مثل ميناء الحديدة، وقبل أن يتم اطلاق الرصاصة الأخيرة على الحوثي وميليشياته في الجنوب طالبوا بعقد اتفاقية تقضي بتسليمهم الميناء مقابل خروجهم منه باتفاقية تعرف بـ"استوكهولم" ويتجرع كأس الخسارة على يد التحالف العربي بقيادة السعودية وعلى يد مقاومة دربتها ودعمتها الإمارات.
الحوثي خميني اليمن يسكن الآن كهوف صعدة في انتظار النهاية التي لن تختلف كثيرا عن نهاية أخيه الأكبر، وبالتأكيد لن ينتصر في معركته الأخيرة ضد الدولة اليمنية مثلما خسر كل معاركه من قبل.
اترك تعليق