هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

عناكب الضلال
وسط ضباب الإشاعات, وصخب الإثارة عبر مواقع التواصل الإجتماعي, ونشاط اللجان الالكترونية المأجورة التي تعمل ليل نهار, قد تصعب الرؤية, وتتحول الخرائب القذرة

بقلم الأديب :  مدحت شنن

وسط ضباب الإشاعات, وصخب الإثارة عبر مواقع التواصل الإجتماعي, ونشاط اللجان الالكترونية المأجورة التي تعمل ليل نهار, قد تصعب الرؤية, وتتحول الخرائب القذرة إلى جنان وملامح القردة إلى تقاطيع ملائكية, لكن هذه الرؤية المشوشة مصيرها الزوال, لاسيما وأن جنرالات الكذب يفتقدون لحرفية التزييف, فإشاعاتهم يفوح من ظاهرها الكذب, وتاريخهم في هذا الصدد يطفح بالافتراءات, التي يبغون من ورائها تشويه كل من صمد ودافع عن هذا الوطن ضد مخططاتهم اللعينة.

وما حدث للكاتب الصحفي خالد صلاح من محاولات مستميتة قادها عناكب الضلال لقتله معنوياً بخسة ونذالة, هي حلقة في مسلسل متواصل من الأكاذيب التي أرادوا لصقها عبثا برموز وطنية, لا جُرم لها سوى حب الوطن والتصدي لهذه الفئة الضالة. والأحداث حُبلي بالوقائع التي حاولوا فيها تزييف التاريخ, والمعلومات والوثائق متاحة لمن أراد إدراك الحقيقة, ومقالنا لا يحتمل الإسهاب, لذا سنكتفي بحادثة واحدة من صفحات التاريخ تُثبت منهج هؤلاء الملاعين.

حينما تبرأ الإخوان من حادث المنشية عام 1954, واتهموا الأمن بتدبير هذه الواقعة للتخلص منهم, خرج عليهم الأستاذ هيكل يفضح كذبهم, ويُثبت بالدليل تورطهم في هذه الأحداث, حين نشر في كتابه ملفات السويس, اعترافات المتهمين أمام المحكمة إلى جانب وثيقتين بخط يد المرشد العام حسن الهضيبي, ومحمود عبداللطيف المتهم بمحاولة اغتيال عبدالناصر, ووثيقة ثالثة بخط يد عبدالقادر عودة عضو مكتب الإرشاد حينها, وتضمنت هذه الوثائق الخطية - بالإضافة إلى الاعترافات - معلومات تفصيلية عن تورط الإخوان في هذه المؤامرة, ولم يكن الأستاذ هيكل وحده من وثق هذه الحادثة, ولكنها وُثقت من خلال أشهر المحللين السياسين الأمريكين روبرت ديفيسون.

إن هذه الجماعة تمتلك لجاناً الكترونية, لا هم لها إلا ترويج الاشاعات وبث الفتن لإحداث الفوضى التي يعلمون أنها ملجأهم الوحيد للطفو على السطح, وهذه حقيقة جاهر بها قادة الإخوان, حين صرح أحمد نوفل بأن تنظيم الإخوان المسلمين إذا أراد أن يُسقط شخصاً فلن يستطيع أحد أن يرفعه, كما صرح أحمد رائف ومحمود عبدالحليم أن للإخوان جهازاً خاصاً يعمل على التشويه ونشر الإشاعات.

فليس غريبا على من يشوه التاريخ أن يحاول – عبثاً - تشويه خالد صلاح أو غيره من المعارضين لنظامهم العفن.

إن هذه الجماعة تستخدم ذيولاً لبث أكاذيبهم, وأحمد ناصر ومعتز مطر وذوبع, وغيرهم من أصحاب الوجوه المقبضة ما هم إلا دمى خشبية تحركها خيوط خفية من وراء خباء, هذه الخيوط تمسك بها دولاً تكن العداء لمصر وتتمنى لها الزوال, والأمر طبيعياً في ظل الفهم الموضوعي لتاريخ هذه الجماعة التي ولدت من رحم المخابرات البريطانية, أنها تعمل لحساب كيانات أكبر تمتلك المال, وتعدهم بالسلطة.

إنهم مرضى بالحقد, ينزفون من الداخل, روحهم مقيدة, وأيديهم ترتعش, وشراينهم مسدودة بالكراهية, وقلوبهم تطفح غلا, فلا يعرفون الحب ولا الانتماء, ولا يدركون الجمال, يعيشون في فلكهم المُقفل على أفكارهم الشاذة في عُزلة عن كل شىء, وإعلامهم يرتع كالسحر الأسود الذي حول به سحرة فرعون العصى إلى أكاذيب.

ورغم عملهم المتواصل, لتحقيق الفوضى, فهم يركبون صواريخ تسير بهم بسرعة إلى درك أسفل, إلى دغل كثيف يعودون فيه حيوانات أكثر همجية وأشد افتراساً, قلوبهم مشحونة بالطمع والدناءة, وأرواحهم تحيا على الدم. أجدادهم كاذبون وآباءهم منافقون ووعاظهم مرتزقة, وشعاراتهم تجارة, ومبادئهم سلالم وصول, تصطرع في نفوسهم الشياطين حيث تشتعل بداخلهم الرغبات الشاذة, وتتأرجح الغرائز الفاسدة, وتضطرم الأحقاد, حتى يأكلوا أنفسهم بعون الله, في سعار لا ينتهي إلا بزوالهم.

إن أجهل الجهل أن نجهل أمراً جوهرياً واضحاً كالنهار, وستظل رحلة العقل قائمة نحو إدراك الحقيقة, التي تمحو كل ضلال وافتراء, نحوغد نتطلع فيه للمستقبل بعيون ندية كلها ضوء, وبروح تتدفق منها الحياة فتمسح عن نفوسنا صدأ الاستسلام وتنفض عن وجوهنا رماد اليأس. بثقة في رموزنا وقيادتنا, وإيمان راسخ بإمكانياتنا يستند على صخر لا يتزعزع, ليعلم من أراد أن يقتل مستقبلنا, أن أحلامنا ستسحقه حين ينبثق من ثناياها الغد.

 

 

 

...

[الرسالة مقتطعة]  عرض الرسالة بالكامل

منطقة المرفقات

ردرد على الكلإعادة توجيه





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق