في التاسع من مايو 1932، خرجت جريدة الأهرام حاملة خبراً صغيراً في صفحتها السابعة تحت عنوان "مراسيم"، وحمل الخبر نص المرسوم الملكي بتأسيس أول شركة طيران مصرية

في التاسع من مايو 1932، خرجت جريدة الأهرام حاملة خبراً صغيراً في صفحتها السابعة تحت عنوان "مراسيم"، وحمل الخبر نص المرسوم الملكي بتأسيس أول شركة طيران مصرية، ونُشر نفس المرسوم في جريدة الوقائع المصرية في عددها رقم 46 المؤرخ في 20 محرم عام 1351 هجرية الموافق 26 مايو 1932.

 

وسميت الشركة باسمين أحدهما باللغة العربية "شركة الخطوط الهوائية المصرية" والآخر باللغة الإنجليزية "مصر آير وورك"، وكان عدد الأسهم المطروحة عند تأسيس مصر للطيران 5000 سهم،وقيمة السهم الواحد 4 جنيهات، ونص عقد التأسيس أن يمتلك المصريون 60% على الأقل من هذه الأسهم (أي 3000 سهم) والأجانب 40% (أي ألفي سهم)، وكان عدد أسهم بنك مصر 1350 سهماً وشركة ايرورك البريطانية 1800 سهماً.

 

بدأت الخطوات الجدية، وكانت البداية إنشاء مدرسة تعليم الطيران وقيادة الطائرات وإعداد ورش فنية للصيانة، كما تسلمت الشركة الناشئة حظيرة طائرات بمطار ألماظة لإدارة شئونها، وفي نفس الشهر تعاقدت الشركة على شراء طائرات جديدة وكانت صفقة الشراء تشمل 5 طائرات إنجليزية الصنع.

 

تحدد رأسمال الشركة في البداية بمبلغ 20 ألف جنيهاً مقسمة على 5000 سهم ، على أن يكون ملكية 60 % على الأقل منها لمصريين يقوم كل مكتتب بسداد ربع قيمة الأسهم على الأقل في البداية والباقي عند طلب مجلس إدارة الشركة آنذاك.

 

كانت الجمعية العمومية مقتصرة على المساهمين الذين يملكون 25 سهم على الأقل، ويتكون مجلس الإدارة من عدد لا يقل عن سبعة ولا يزيد عن 15 عضواً بشرط أن تكون أغلبية من المصريين.

 

وأقبل المصريون على النزهات الجوية والسفر بالجو، كانت التكلفة تبلغ 30 قرشاً عن كل خمس دقائق طيران، ولم تقتصر النزهات على مطار ألماظة فقط بل امتدت إلى رأس البر والإسكندرية والسويس وفلسطين.

 

ومن ناحية أخرى بدأت الشركة في تسيير خطوط خارجية إلى الخرطوم، بغداد، دمشق، الحجاز، عمان وبني غازي ، مما دعى لشراء أربع طائرات أخرى من طراز "جيبسي موث".