بقلم - شريف دياب
إنتشرت في ألأونة الاخيرة وتحديداً في العقد الاخير ، ظاهرة غريبة علي الحركة الثقافية والادبية لم نكن نسمع بها من قبل ، وهي ظاهرة تقييم المبدع لأعماله وتكييل المديح والثناء عليها ، وهو ما لم نعرفه من قبل وقد كان استاذ النقد العظيم د. جلال حافظ ينصح معظم النقاد بعدم جلد العمل الفني وإن شابه مجموعة أخطاء ، ومبرره في ذلك - ومعه كل الحق - ان المبدع يعشق عمله ويمثل لديه حساسية مفرطة ، فالتعامل مع العمل الابداعي بعنف ربما يفقد المبدع ألإستمرارية وبالتالي يخسر المناخ الثقافي موهبة ، إذا حطمته سهام النقد اللاذع ، وقد بدأت الظاهرة بوضوح في مهرجانات المسرح المختلفة ، وهي اعتراض بعض المبدعين علي جوائز لجان التحكيم ، وتناسي هؤلاء أن من إبجديات الفرجة وجود إختلاف في طبيعة التلقي ، فربما لجنة أخري في مهرجان أخر لذات العروض يكون لها أراء مغايرة تماما عن تلك اللجنة ، ويكون ذات العرض الذي لم يحصد اية جوائز هو الفائز مع لجنة تحكيم اخري لديها مفاهيم وإدراك وثقافة مغايرة ، سيبقي الفن في النهاية مع كافة الضوابط النقدية وجهات نظر ومردوده لدي المتلقي من عامة الجماهير او ممن يمتهنون مهنة النقد مختلف بإختلاف الثقافة والذوق العام ،وسيبقي المبدع مبدعاً في مكانه وينتهي دوره بإنتهاء عمله الفني ، ولايحق له تقييم إبداعه والا دخلنا في منطقة عبثية ، لإنه بحكم المنطق ما يقوم به هو الافضل من وجهة نظره الخاصة والا كانت كتابته مغايرة لما بين يدي النقاد الذين سعوا لتقييمه ، وعمليه تقييم المبدع لإبداعه افتكاسه فنية مستحدثة غير مقبولة او مطروحة ، لم نراها سوي لدينا ولا عجب أن يحدث اي شي في زمن العجايب !!!
اترك تعليق