بقلم - شريف دياب
كما أشادنا من قبل بأستاذنا د. حسن عطية شفاه الله حينما ترأس ادارة المهرجان القومي للمسرح المصري لإستحداثه جائزة لافضل مقال نقدي ، وهي جائزة جديدة علي إدارة المهرجان ، وجب الاشادة بإدارة المهرجان الجديدة والتي يتولاها الفنان احمد عبد العزيز ، بوضع جائزة تأليف جديدة بإسم أحد أعمدة النقد والتدريس في العقود الاربعة السابقة أستاذنا دكتور فوزي فهمي ، والذي يعد من افضل الاداريين الذين تولوا رئاسة اكاديمية الفنون ، إذ جعلها منذ منتصف الثمنينيات من القرن المنصرم ولمدة عقدين من الزمان تحفة معمارية بفضل تجميل منشأتها السابقة وتشييد عدة مباني جديدة ليضمها لأكاديمية الفنون ، وحقيقة لم يكن د. فوزي فهمي معلماً فحسب بل كان مربياً كذلك ، وهو صاحب مقولة رسخت في اذهان كثير من ابناء جيلي وهي ان ( الفنان الحقيقي لايستطيع ان يحقد علي اخرين ) واتذكر انه حدثت مشكلة من احد زملاء الدفعة في محاضرة للدكتور فوزي فهمي ، وهو ان تطاول علي المنشأة دون سبب واضح وما كان من الدكتور سوي ان اخرجه من المحاضرة علي الا يعود حتي نهاية العام ، وتوقعت وقتذاك ان زميلي هذا سوف يذهب الي الجحيم ، فالدكتور يملك السلطة والنفوذ معا ً ، الا انني فوجئت بالزميل يحضر للمحاضرة بعد اسابيع قليلة ، وينجح في نهاية العام ، فالدكتور يستطيع التفريق جيداً بين العام والخاص ، لم نراه يستغل نفوذه يوماً ، ويستطيع بحنكة السيطرة علي إنفعالاته ،وفي احدي محاضرات الدراسات العليا وكانت داخل مكتب د. فوزي فهمي ، بمبني معهد الموسيقي العربية ، كانت هناك ازمة بين احد عمداء المعاهد الفنية ، وأستاذ جليل اعرفه جيداً ، كان حديثه مقتضباً ( لا احب التدخل في شغل عمداء المعاهد ، لأنني حينما كنت عميداً لم أكن أحبذ احد التدخل في شغلي ) ، ومنذ عام تقريباً ونحن في طريقنا لمسرح النهار أخبرني مخرج قواعد العشق الاربعون الفنان عادل حسان انه د. فوزي فهمي سيحضر لمشاهدة العرض فقلت له هذا صعب المنال ، لقناعتي ان الدكتور لم اراة يتردد علي المسرح طيلة دراستي بالمعهد سوي عرضاً وحيداً لسيدة المسرح سميحة ايوب ، الا انه بعد اياماً قليلة دخل المخرج عادل حسان مبتسماً ( تعالي سلم علي أستاذك ) ، وقتها قلت لمدير المسرح ومنتج العرض الفنان اشرف طلبه ، يحسب لك في قواعد العشق إيرادات غير مسبوقة وحضور د. فوزي فهمي لمشاهدة العرض ، وهو خبراً لو تعلمون عظيم ، امراً محموداً لإدارة المهرجان إطلاق جائزة بإسم معلمنا د. فوزي فهمي ، دمت لنا مبدعاً وأستاذاً.
اترك تعليق