هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أسرة محارب مهددة بالتشرد بالوادى الجديد تروى عجائب حرب اكتوبر.. بالفيديو
لم تفارق مخيلته للحظات ملامح وجوههم الضاحكة وسط ابتسامتهم النقية احتفالا بتحقيق النصر ، ولم تغادرها قط حتى وهم شهداء عند ربهم يرزقون

 

لم تفارق مخيلته للحظات ملامح وجوههم  الضاحكة وسط ابتسامتهم النقية احتفالا بتحقيق النصر ،  ولم تغادرها قط حتى وهم شهداء عند ربهم يرزقون ، من مشاهد وصفها ببعض الكلمات الموجزة بأنها الأكثر بطولة وفدائية ، سطرت تاريخا من الفخر والعزة بدماء شركائه وجنود كتيبته منذ اللحظات الأولى من العبور وحتى اجتياز خط بارليف انتهاءا برفع العلم المصري على الضفة الشرقية من القناة فوق جبهة  القتال وسط حالة من الذهول والصدمة لجيش الأعداء.

 

لحظات عابرة مرت سربعا عبر شريط من الذكريات ولكن كان عليه ان يتوقف قليلا ليروى  قصة صمود وكفاح اشجع من انجبت مصر من جنود كانوا بالامس اصدقائه والان هم شهداء، 

سعيد سيد احد مصابى عمليات حرب السادس من اكتوبر لعام ١٩٧٣ اتم عامه السبعين واراد ان يحتفل بذكرى مرور ٤٥ عاما على مشهد العبور ، ترحما على اصدقائه ممن ضحوا بارواحهم من اجل ذلك اليوم .

 لم يتمكن سعيد من نيل الشهادة وكم تمناها ، فلقد كان مؤمنا بأن حكمة الله منحته الحياه ليصبح راويا لاكثر المشاهد غرابة ودهشة عبر سلسلة احداث كان شاهدا عليها وحاضرا فيها  مرددا عبارة الله اكبر مرة تلو الاخرى وكأنه استعاد زهرة شبابه وعاد بعجلة الزمان الى الوراء لاكثر من ٤٥ عاما بين مضارب النيران وطلقات الرصاص واصوات الانفجارات ودوى المدافع واختراق الطائرات فى جو السماء وسط حالة من الكر والفر تنفيذا لأوامر قادته وشجاعة زملائه وسقوط جثث وأسري بين صفوف اعدائه ، فى مشاهد لم يتمكن من نسيانها قط حتى بعد مرور قرابة النصف قرن الا انه لا يزال يتذكرها وكأنها حدثت بالأمس.

لتبقي قصة زميله محمود اغرب ما رأى واعجب ما روى من مشهد وصفه بالمعجزة الإلهية وأن هناك من كان يحارب معهم دون أن تراه الأعين وتدركه العقول والأبصار.

إلا أن حياته بعد الحرب تحولت إلى مآساة بسبب تدهور حالته الصحية لما لحق به من إصابات خطيرة أثناء الحرب اقعدته مدة شهرين بمستشفي القصاصين وكوبري القبة وانهت خدمته من الحياه مبكرا بعد إصابته بمرض مزمن جعله طريح الفراش فى منزل بالإيجار  هو وزوجته المريضة بالكبد ، وذلك بعد تعرض منزلهم القديم للسقوط بسبب رشح المياه،  لتصبح حياتهم كابوسا مظلما  فرض عليهم العزلة وضيق الحال  وأصبح يهددهم بالنوم فى العراء لعدم تمكنهم من دفع قيمة  الإيجار الشهرية منذ ثلاثة أشهر فى رحلة معاناة طويلة مع المرض والبؤس، والشعور بعدم الإستقرار .

يقول سعيد سيد محمد ٧٠ عاما مصاب عمليات حرب أكتوبر  فى تصريح خاص لبوابة الجمهورية أون لاين امضيت زهرة شبابي ٧سنوات مجندا للدفاع عن كرامة وهيبة بلدى أثناء حرب اكتوبر المجيدة ، وكنت حينها فى الثالثة والعشرين من عمرى بجوار زملائى على الجبهة نرصد تحركات العدو ونوقع بهم الخسائر الفادحة ونحن صائمون في السادس من اكتوبر لعام ١٩٧٣  أذكر منها بعض الأحداث وخاصة عندما قمت أنا وأصدقائى بإسقاط دشمه قوية من الثلاث دشم التى تتكون منهم نقط تمركز قوات العدو،  فتم محاصرة الدشمتين الى ان بدأ يحل النهار وتم ضرب النقطة بالصواريخ حتى خرج الجنود الاسرائيلين الموجودين بداخلها وبدأنا فى اقتيادهم كأسري  وتسليمهم للقيادة حتى تم تطهير النقطة القوية من الاسرائلين بالكامل وتامينها .

 

مضيفا بأن من اغرب المشاهد التى شاهدها فى حياته كانت في اليوم الأول من حرب الكرامة عندما اقترب جندى اسرائيلي بدبابته المدرعة نحو صديقي محمود الأعزل وقد أطلق عليه دانة متفجرة أصابته إصابة مباشرة ولكن المفاجأة أن محمود لم يصاب بضرر مطلقا وكأنه عاد الى الحياة مجدداً ليبعث من جديد كما ولدته أمه ، فأقبل إلى المدرعة بمفرده وفى يده قنبلة ألقاها بداخل مركز قيادة الدبابة من خلال فتحة الخروج لتشتعل بمن فيها وتنفجر ، ولا أعلم إذا كان صديقي حيا يرزق أم توفاه الله بعد الحرب .

وأوضح سيد أن عدداً كبيراً من الفنانيين القدامى أمثال عبدالحليم وشادية ونجاة وفريد شوقى ووردة كانوا حريصين على زيارتهم بصفة دورية قبل الحرب فترة الاستعدادات والتدريب وبعد النصر للاحتفال والتهنئة مشيراً إلى أنه تعرض لإصابة بالغة أثناء إطلاق قذيفة مدفعية كادت أن تودي بحياته وانتقل على إثرها لمستشفي القصاصين وتم تحويله إلى مستشفي كوبري القبة العسكرى حيث قضي بها مدة شهرين إلى أن تعافي وخرج منها وتم صرف مبلغ شهرى له كمحارب مدى الحياة ضمن اعتمادات معاشات مصابي عمليات الحرب .

إلا أن ظروفه الصحية تدهورت كثيرا بسبب إصابته بمرض مزمن تعرض له وجعله طريح الفراش حيث أجريت له جراحة تغيير مسار كامل داخل قناة مجرى البول بعد نمو وتضاعف غير طبيعي لخلايا أنسجة القناة البولية، لا تخضع لآليات التحكم الطبيعية في الجسم،

 ويمكن أن تنتشر بسرعة لمناطق أخرى مع تقدم الحالة كالعقد الليمفاوية القريبة، الرئتين، العظام والكبد.

واضاف سيد أن ذلك تزامن مع سقوط منزله القديم وتلف جميع أجهزته ومستلزماته بسبب تدفق المياه ورشح فى التربة المقام عليها المنزل مما دفعه لتركه هو وزوجته المريضة واستئجار منزل آخر بالطوب اللبن لا يوحد به أساس أو متاع سوى سريرين ومروحة كهربائية ولم يقم بسداد قيمة الإيجار الشهري حتى الآن لعدم كفاية معاشه لتغطية مصاريف علاجه ومتطلبات الحياه المعيشية .

 

فيما ناشدت زوجة سعيد ٦٥عاما ربة منزل مريضة ومقيمة بنفس المنزل المسئولين سرعة التدخل قبل فوات الأوان لما ألم بهم من ضيق في الحال وشدة مرضية قد تتسبب في إقامتهم فى العراء لعدم سداد القيمة الإيجارية نظرا لظروف زوجها المريض ومحاولاتها اليائسة مرارا وتكرارا للتقدم للحصول على وحدة سكنية وطلب المساعدة من قبل الجهات المختصة والمعنية بذلك ولكن دون جدوى ، لافتة إلى أنها لا تتمنى سوى حياه كريمة وآمنة لها ولزوجها يقضيان فيها ماتبقى من عمرهما فى هدوء واستقرار .





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق