هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"شيكات علي بياض" و "استمارة 6" شرط التعيين في بعض الشركات الخاصة 
تمثل الحاجة إلي العمل والزواج والاستقرار أهم العوامل التي تدفع الشباب إلي البحث عن فرص عمل

 

 

 
أسيوط - أسامة صديق : 

تمثل الحاجة إلي العمل والزواج والاستقرار أهم العوامل التي تدفع الشباب إلي البحث عن فرص عمل في العديد من الشركات الخاصة، إلا أن بعضها يستغل احتياج الشباب للعمل ويجبرهم علي توقيع  "شيكات علي بياض" وهي التي يطلق عليها القانون عقود إذعان ، أما "استمارة 6" ، الخاصة بفصل الموظف من عمله  وإخلاء طرفه ، هي الأخري يجبر الشاب علي التوقيع عليها أثناء تحريره عقد العمل "إن وجد" ، حتي يكون هذا الشاب بلا حقوق في حال الاستغناء عنه أو تهديده بالاستمرار في العمل أو مضاعفة ما يقوم به من مهام وظيفية وإلا يكون "الفصل" في انتظاره. 

"سيد.م" شاب يبلغ من العمر 34 عاما، تحولت حياته من الاستقرار إلي التهديد المستمر ، فبعد 6 سنوات قضاها في عمله كمندوب للمبيعات في إحدي الشركات الخاصة بمحافظة أسيوط، أبلي فيها بلاء حسنا وحقق المستهدف في خطة البيع التى كانت تطلب منه، إلا أن ذلك لم يشفع له عند صاحب العمل الذي سرعان ما كشر عن أنيابه فور تعرض الشاب المجتهد لحادث سرقة أثناء قيادته للسيارة التي كان يحمل فيها بضائع بمبلغ مالي قدره 90 ألف جنيها.

وتم إيقافه عن العمل فورا ، وتم تهديده بشيكات فارغة "علي بياض" ، كان قد وقع عليها حين استلامه للعمل، كأهم شرط لاستلام الوظيفة كغيره من الشباب الراغب في العمل، وبدأت رحلة الشاب في الاقتراض والاستدانة والبحث بعمق عن شغل جديد إلا أن ملاحقات أصحاب العمل له جعلت منه شابا يتمني الدخول للسجن حتى يستريح من ملاحقات لا ذنب له فيها.

"احنا مش لاقيين شغل ، ومضطرين نمضي علي شيكات علي بياض وربك بيسترها"، كلمات قالها "محمود.ط" أحد العاملين بشركة لبيع خطوط التليفون المحمول ، والذي يمارس عمله كمندوب وسائق في ذات الوقت ، وأكد أنه وقع الشيكات ﻷن أي صاحب عمل لا يضمن أمواله وبضائعه إلا بتلك الطريقة حتى لا يتعرص للنصب من العاملين معه.

وفجر "محمود" مفاجأة من العيار الثقيل قائلا:"وكمان بنمضي استمارة 6 مع قرار استلام العمل"، وأوضح أن كل زملائه في معظم الشركات يجبرون علي ذلك ، رغم كونه غير قانوني ويهددنا بالفصل في أي لحظة ، وقال " احنا متهددين 24 ساعة بالفصل فلازم نرضي المديرين بتوعنا علشان الدنيا تمشي".

يقول جمال عسران،  المحامي بأسيوط، إن هذا النوع من إيصالات الأمانة والإيصالات والذي تم التوقيع عليه تحت إلحاح الحاجة لدي طالب العمل، لا يمثل إيصالا للأمانة بالمعني الذي يعرفه القانون حيث تنتفي فيه واقعة توصيل المبلغ المدون.
وأرجع عسران انتشار هذه الظاهرة لتراجع الدور في الهيمنة علي سوق العمل في البلاد وتنامي الشركات الخاصة العاملة في مجال الوساطة التجارية بين المنتج والتاجر والمستهلك، وكثرة عددها وترك الشباب فريسة لبعض هذه الشركات لتملي عليهم شروطها باستغلال حاجتهم للعمل كشروط عقد إذعان.

وأوضح أن الشباب المتضرر وخصوصا إذا كانوا مجموعة يمكنهم التقدم لمكتب العمل لإبطال هذه الإيصالات وإثبات محاضر شرطية بهذه الحالة.

ومن جانبه أكد مصدر بمديرية القوي العاملة بأسيوط، أن أي عامل يرغب في العمل لدي صاحب شركة أو مصنع لابد من تحرير عقد عمل ويقوم صاحب العمل بالتأمين عليه طبقا لقانون12 لسنة2003 وقوانين التأمينات، وإذا حدث نزاع بين العامل وصاحب العمل في شروط العقد المتفق عليه، وجب علي العامل التقدم بشكوي لمكتب علاقات العمل.

ويذكر أن محافظة أسيوط، تضم بين جنباتها المئات من الشركات الخاصة التى تستغل احتياج الشباب للعمل في ظل ارتفاع نسب البطالة التى وصلت إلي 31 بالمائة والفقر الذي وصلت نسبته إلي 61 بالمائة من الشريحة السكانية البالغة 4 مليون و600 ألف مواطنا، ويعاني نحو 36 % من السكان من الفقر المدقع أي لا يجدون قوت يومهم،  حسب تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، الصادر في أكتوبر عام 2016 ، مما يجعل احتياج هؤلاء الشباب للعمل أمرا لا ريب فيه، واستغلال أصحاب الشركات من ضعاف النفوس وضعا قائما ينتظر تدخل المسئولين بشكل مباشر.




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق