أول أمس كانت الذكري الــ52 لنكسة يونيو ،وليست مصادفة أبداً أن يتم الهجوم علي الأكمنة البوليسية ونقاط الحدود في ذكري النكسة وانتصارات أكتوبر
بقلم - هبه مرجان:
أول أمس كانت الذكري الــ52 لنكسة يونيو ،وليست مصادفة أبداً أن يتم الهجوم علي الأكمنة البوليسية ونقاط الحدود في ذكري النكسة وانتصارات أكتوبر ،من أشهر الأحاديث الشريفة التي رواها أبى هريرة ، رضي الله عنه ، عن نبينا الكريم ﷺ : «لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحد مرتين» ،ولأن ذات الجحر تمت مهاجمته أكثر من مره ،فهذا يعني أن هناك احتمالين لا ثالث لهم ،أولهما ،عدم أخذ الاحتياطات اللازمة بعد أول هجوم ،وثانيهما ،وهذا أضعف الاحتمالات و أكثرهم سخرية ، أن تكرار تلك الهجمات ما هي إلا دراسة مفصلة لاستراتجيات العدو وتكتيكاته في الهجوم ،لا أريد أن أذهب مع احتمالات أخري أكثر إجحافا لهذا المؤمن والتي تستمر في إخباري أنه ساذج لم يستعد للهجوم ولم يكتشف حتى الآن كيف عرف العدو مكانه وتربص له .
الشعب المصري ذكي لدرجة أنه يتلمس الخطر ويعرف ما يجول علي حدود بلده من خلال العرض المبالغ فيه للأغاني الوطنية و أفلام المقاومة و نصر 73 ،يعلمون يقيناً أن رجال الشرطة والجيش في حالة حرب مستمرة ،وأن شهداء أول أيام العديد هم ضحايا معركة طاحنة علي الحدود ؛فلا داعي لإخفاء الحقيقة بعد الآن عن الشعب ؛ولكن الطريقة الأمثل لتجاوز تلك الأزمة تكمن في المواجهة وعلاج نقاط الضعف والتركيز علي مواطن القوة ،في كتاب فن الحرب للخبير العسكري سن تزو ،من أشهر الكتب الإستراتيجية الحربية الصينية ،يقول تزو :"تظاهر بانتشار الفوضى بين صفوفك ،ثم اسحق العدو ،اهجم بينما هو غير مستعد ،واظهر في المكان الذي لا يتوقعك فيه " ،ومن أشهر مقولات الجنرال الصيني ،تان داوجي :"أحدث ضجة في الشرق وهاجم من الغرب ،و عكر المياه لتصطاد السمك" ،كل تلك المقولات تعبر عن كلمتين فقط "الحرب خدعة" ،وبما أن العدو قد كشف بالفعل مواقع تركز الأكمنة المصرية، إذن الخطوة البديهية الآن هي قلب السحر علي الساحر .
هناك تقليد يتبعه رؤوسا أكبر الشركات ،وهو تحصين أنفسهم ودمج القوي ،بمعني توطيد علاقتهم وتأسيس شراكة فيما بينهم من خلال المصاهرة ،فنجد أن وريث شركة "س"العملاقة تزوج من ابنة الدبلوماسي الشهير أو وريثة مجموعة "ص"العالمية ...،وهكذا ،هذا التقليد يعد من أهم قواعد الإدارة السليمة ،لأن المال وحده لا يكفي لابد أن تتوفر معه قوة تحميه ،بالضبط كالحق ،ونحن كعرب أكبر مثال علي ذلك ؛فبالرغم من ثرواتنا اللامحدودة إلا أن غياب القوة تسبب في ضياع سيادتنا علي القدس والجولان ،والبقية تأتي ؛لذلك القوة وحدها هي السلاح الرادع لتوغل نفوذ من لا يملك ومن لا يستحق ، وبتطبيق تلك النظرية ،دمج القوي ،بين الدول علينا أن نحذو حذو تلك الشركات وأن نمشي علي نفس النهج ،يجب أن نوازن قوانا مع قوي العدو لنستطيع قهره ،ليس فقط بالعدة والعداد ؛ولكن يجب أيضاً أن نقف علي نفس الأرضية التي يقف هو عليها ،الآن علي كلا المعسكرين اختيار حلفائهم بعناية ،سياسة عدم الانحياز لن تصلح الآن ،كل ما علينا فعله هو دمج مصالحنا مع القوي العظمي في العالم ،لا لحمايتنا ،نحن قادرون علي حماية أنفسنا وأراضينا ،معركتنا نحن كفيلون بها وحدنا ؛لكن مصالحنا المشتركة مع المعسكر الشرقي سوف تحمينا من القرارات التعسفية التي قد يتخذها ذوي القوة والنفوذ ،والتي يُصدق عليها ،في العادة ،الإمعة من المنظمات الأمنية الدولية .
في فيلم "مرجان أحمد مرجان"،عادل أمام وصل لنفس المفهوم ؛لكنه كان يتحدث عن الحياة في مصر ،كان هدفه من ترشحه لمجلس الشعب أن يحمي مصالحه بكل من الشعب و أصحاب السلطة علي حد سواء ،هذا بالضبط ما فعلته الصين بدخولها مجلس الأمن ومساندة روسيا(أصحاب السلطة)،وبرفع معدل نموها الاقتصادي(حصن محلي ،وعالمي خاصة ضد أمريكا) .
الخلاصة ،إذا أردت أن تحارب مجموعة أسود لا تكتفي بمهاجمتهم بأنيابهم ،الأسلحة المتشابهة لا تجلب النصر أو الهزيمة ،المعلومات وحدها كفيلة بقلب موازين القوة ،من يعرف إمكانياته جيدا ،وإمكانيات ونقاط ضعف وقوة عدوه ،هو من يُخضع العدو له دون إراقة نقطة دم واحدة .
تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
اترك تعليق