بقلم - الدكتورة نجلاء رضا:
في اخر ليلة برمضان، بعد الفطار، في انتظار رؤيه العيد، وانا قاعده على الكنبة جنب الشباك، ببص للسما زي كل ليلة وبأناجي ربنا ، سرحت شويه واخذنى خيالي لليالي العيد ايام أجدادنا.
شفت الشباب وهما راجعين من الفرن شايلين صاجات الكحك والغريبه وداخلين على بيتنا، وضي الكهارب مزين جوامع وبلكونات حينا. شفت الستات بيجهزوا التمر والفاكهة وسبت الشُريك والفطير لزوم زيارة امواتنا. شفت الرجالة لابسين جلاليب العيد البيضة وفي ايدهم السبحة بيتجمعوا عشان يصلوا ويتصدقوا علي الفقرا.
سمعت صدى غُنايا مع امي "يا ليله العيد انستينا، وصوت الست أم كلثوم مالي البيوت والشوارع حوالينا، وأم سيد وهي بتعيد علي ابله شادية جارتنا، وتقولها دوقي البسكوت عمايل إيديا. سمعت صوت جرس التليفون اللي بيرن كل شويه من معايدات قرايبنا ومعارفنا الغاليين عليا.
شميت البخور والمسك والعنبر ساعة الفجرية والشيخ بيرقينا. شميت ريحة النظافة الفايحة من بيتنا بعد مسح البلاط والحيطان وغسيل المفارش والسجاد وتلميع النجف والفازات، عشان بكره هيزورنا خيلاني وعماتي وجدو وستي كمان، وتكمل لمتنا.
حسيت بفرحتى وانا بفرش فستاني جنبي على سريري، وأعلق شنطتي الجديدة وشرابي بالفيونكات وجزمتي، وافرد شرايطي على تسريحتي مع عُقدي وغوايشي. حسيت بزقططي لما اختي تفردلي بالمكوة شعري، وشخللة حصالتي بالجنيهات الفضة، عيدية والدي.
دُقت طعم المنين بالجبنة والعجوة مع كوباية الشاي باللبن في الصبحية، وطبق الكشري المشطشط والدقة والتقلية وقت العصرية، وتسالي اللب والخروب بالمغربية. دُقت الجيلاتي من عربية ابو زناتي والتِرمس والحُمص عمايل أم سنية.
افتكرت صحباتي واولاد جيراني واحنا سهرانين نلعب ونهلل وضحكتنا البريئة منوره وشوشنا، واحنا رايحين جايين علي محل عم زغلول بتاع البمب والزمامير والبلالين. افتكرت وقفتنا طوابير قدام المراجيح والزقازيق، عشان نتسابق مين اكتر هيعلي،كأننا هنمسك نجوم الليالي، وركوبنا العجل وجرينا زي ما نكون هنطير لكوكب تاني. افتكرت تمشيتنا علي كوبري قصر النيل وركوبنا الحنطور والاتوبيس النهري، وفي رقبتنا طوق الياسمين وبإيدينا الورد البلدي.
اترك تعليق