هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

فتح الحيرة على يد خالد بن الوليد
على الرغم من ان الصيام يمنع المسلم من الطعام والشراب الا انه فى نفس الوقت يمنحه طاقة روحية عظيمة يستطيع


على الرغم من ان الصيام يمنع المسلم من الطعام والشراب الا انه فى نفس الوقت يمنحه طاقة روحية عظيمة يستطيع بها ان يهدم الجبال .. وطوال التاريخ الاسلامى علم اجدادنا هذه الحقيقة فانتشروا فى ربوع الارض ينشرون دين الله الحنيف بالكلمة والاخلاق قبل السيف.. وشهد شهر رمضان العديد والعديد من الفتوحات الاسلامية التى سنتذكرها معا طوال الشهر الكريم .. وحديثنا اليوم عن فتح  الحيرة

 

بعد أن خاضت جيوش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد معارك طاحنة بجنوب العراق واستطاعت خلال شهر صفر من عام 12 هـ أن تقهر القوات الفارسية ومن عاونهم من نصارى العرب الموالين للفرس، خاصة في معركة أليس وأمغيشيا، والتي قتل فيها سبعون ألفًا من النصارى ، وجه خالد حشوده نحو هدف أكبر في الشمال بعد أن دان الجنوب العراقي بأسره للمسلمين؛ حيث قرر خالد مهاجمة الحيرة عاصمة العراق الفارسية، وأهم مدينة عندهم؛ حيث إنها تمد الفرس بعشرات الآلاف من الجنود، وتمثل صمام أمان للدولة الفارسية، هذا بالإضافة لكونها مدينة ذات موقع استراتيجي ولها مكانة اقتصادية مهمة.

 

بعد أن انتصر خالد في موقعة إميغيشا غنم منها مجموعة من السفن، وهذه الغنيمة جعلت خالد يفكر في تفكير أسلوب الهجوم على الحيرة التي تقع على الشاطئ الغربي لنهر الفرات؛ حيث قرر تقسيم الجيش لقسمين، قسم المشاة يحمله على السفن مع المؤن والعتاد في نهر الفرات، والقسم الثاني هم الفرسان راكبوا الإبل يسيرون بمحاذاة السفن على البر، فتكون مهاجمة الحيرة برًا وبحرًا، وبعد أن استشار المتخصصين في الملاحة شرع في تنفيذ خطته بالفعل.

 

كان المسئول الفارسي عن الحيرة رجلاً حكيمًا عاقلاً اسمه 'إزاذية'، وكان خبيرًا بالسياسة العسكرية، وعلم أن خالدًا قد قرر مهاجمة الحيرة برًا وبحرًا، وذلك عن طريق استخباراته، فقرر هذا الرجل عمل خطة محكمة توقف سير هذا الجيش المسلم، ورأى أن خير وسيلة هي قطع مياه نهر الفرات عن الجريان، وذلك بتحويل مسار المياه إلى روافد النهر الكثيرة، فأرسل 'إزاذيه' ولده الأكبر بكتيبة كبيرة من الفرسان والعمال المهرة حتى يحولوا مسار نهر الفرات، وبالفعل وبسرعة عجيبة استطاع الفرس تحويل مسار النهر في عملية غاية في الإحكام والمهارة، وفعلاً نجحت الخطة في إيقاف سفن الجيش المسلم عن السير في النهر.

 

استخبارات خالد تنقل له خطة الفرس الماكرة في تحويل مجرى النهر، والموقف يصبح خطيرًا جدًا؛ ذلك لأن توقف الجيش هكذا في النهر بلا حراك يعطي الفرصة للفرس في طلب إمدادات من المدائن، وهي قريبة، ومؤن الجيش في السفن المحاصرة في مجرى النهر الجاف لا تستطيع التدخل في حالة قيام مواجهة مسلحة؛ لذلك قرر القائد العسكري الفذ خالد بن الوليد القيام بعملية عسكرية خاطفة من طراز حرب الصاعقة لتدمير الحواجز التي حبست مياه الفرات، وبالفعل يتحرك خالد مع كتيبة خاصة من فرسانه ويهجمون على الكتيبة الفارسية التي تحرس الحواجز ويقضي عليها، ويقتل ابن 'إزاذيه' ويستطيع أن يعيد مياه الفرات إلى الجريان مرة أخرى، وتواصل السفن المسلمة رحلتها إلى الحيرة، واسم هذه العملية الخاطفة 'معركة المقر'.

 

جيوش المسلمين تصل إلى ظاهر الحيرة، فتجد أن الجيش الفارسي قد فر، فينزل خالد بن الوليد بالجيوش في المعسكر الفارسي والهروب الفارسي يضر بمعنويات عرب الحيرة جدًا، ومع ذلك يقرر قادة الحيرة الدفاع عنها ضد المسلمين، وكانت مدينة الحيرة شديدة التحصين، يوجد في مقدمتها أربعة حصون منيعة قوية، فتقاسم قادة الحيرة الدفاع عن هذه الحصون الأربعة مع اعتمادهم على النصارى من القبائل المحيطة بالحيرة، وهم يعدون بعشران آلاف، وأعلن قادة الحيرة النفير العام والمرابطة.

 

قسم القائد خالد جيشه لأربعة أجزاء، كل جزء يقوم بحصار حصن من الحصون مع الإلحاح في المحاصرة والقتال، وكان خالد قبل القيام بالهجوم قد دعا أهل الحيرة إلى الإسلام، وكان الغرور أولاً قد تملك قادة الحيرة لحصانة بلادهم، ولكن ما لبثوا أن أفاقوا من قسوة القتال ومتانة الحصار، وقرر العقلاء من أهل الحيرة الموافقة على الصلح؛ خاصة بعد أن حفظ  قسم القائد خالد جيشه لأربعة أجزاء، كل جزء يقوم بحصار حصن من الحصون مع الإلحاح في المحاصرة والقتال، وكان خالد قبل القيام بالهجوم قد دعا أهل الحيرة إلى الإسلام، وكان الغرور أولاً قد تملك قادة الحيرة لحصانة بلادهم، ولكن ما لبثوا أن أفاقوا من قسوة القتال ومتانة الحصار، وقرر العقلاء من أهل الحيرة الموافقة على الصلح؛ خاصة بعد أن حفظ سكان العراء خارج الحيرة والرهبان من أهل الأديرة في الصحراء على أهل الحصون وقال لهم: 'يا أهل القصور ما يقتلنا غيركم'، أي بعنادكم بالاستمرار في المقاومة، وأخيرًا يقرر أهل الحيرة الاستسلام، ويعقد لهم القائد خالد بن الوليد معاهدة صلح نظير مائة وتسعين ألف درهم، وكانت هذه هي أول جزية في الإسلام حملت من خارج جزيرة العرب.

 

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق