ترجمة - نهلة صلاح يرى الكاتب الاسرائيلى جاك بنى لوش الاقتصاد هو الذى يتحكم فى العلاقة بين الصين والشرق الاوسط وكذلك سياستها فى المنطقة .. فهى تنصب شباكها كما وصفها الكاتب دون ان تهتم بالصراعات الدائرة فى المنطقة والتى تتعامل معها بحياد تام وتتبع مبدأ عدم التدخل فى الشأن الداخلى لاى دولة ، وهى التى اعترضت عام 2003 وبصعوبة على غزو العراق للكويت ومؤخرا اعترضت على التدخل فى سوريا لانهاء نظام بشار الاسد . _x000D_
_x000D_
ويتابع بنى لوش وصفه للسياسة الصينية فى المنطقة قائلا انها احتفظت بعلاقات اسماها بالضيقة مع قادة المنطقة دون ان يستثنى احد مما جعلها فى امان على الاقل فيما يخص اطراف الصراع الاسرائيلى الفلسطينى والايرانى السعودى . ورفضت الاشتراك فى التحالف الدولى ضد تنظيم داعش بالرغم من مصالحها البترولية فى العراق ، كما ان رئيس الوزراء والرئيس الصينى اللذان زارا اغلب دول العالم لم يزوروا اى دولة فى الشرق الاوسط لتفادى اى تاويل لهذه الزيارات وعلى الاخص المملكة العربية السعودية . _x000D_
_x000D_
الا انه مع هذا الحياد اغرقت الصين العالم العربى بمنتجاتها الرخيصة حتى فى الدول ذات العمالة القوية مثل مصر . وتعد هذه التجارة التى زادت بنسبة 600% فى عشر سنوات بمقدار 230 مليار دولار عام 2014 هى مفتاح التنمية الصينى الذى ينبغى ان يقابل بزيادة وارداتها البترولية التى تعد فى تزايد مستمر . فقد اصبحت عام 2015 اكبر مستورد للبترول فى العالم حتى ان قطر افتتحت بنكا خاصا للمعاملات بالايوان فنصف بترول الصين قادم من الشرق الاوسط . _x000D_
_x000D_
ويستطرد بنى لوش قائلا انه فى المقابل اجتاحت السيارات الصينية والملابس والالعاب والمنتجات البلاستيكية مصر والصين وايران، وفى 2014 اصبحت الصين ثالث دولة مصدرة للسلاح قبل فرنسا والمانيا، المفارقة ان الصين تتحول الى الغرب فى حين ان الدول العربية تتجه للشرق ._x000D_
_x000D_
الا ان انه مؤخرا اتجهت العديد من الدول العربية التى توترت علاقتها بالولايات المتحدة للصين للحصول على استثماراتها فهى التى ستنفذ المترو فى طهران ومينائين فى مصر والقطار السريع فى السعودية ليصل بين مكة والمدينة ووقعت مصر والصين فى 15 يونيو الحالى اتفاق ب10 مليارات دولار لتنفيذ مشاريع جديدة . _x000D_
_x000D_
وأمام كل هذه المشاريع العملاقة كان لاسرائيل هى الاخرى نصيب فقد نفذت الصين المصانع الكيماوية فى "اشدود" وأول مصنع لمنتجات الالبان فى "تنوفا" وهو ما يراه الكاتب تهديد اقتصادى لاسرائيل، فقد حصلت الصين على حق انشاء ميناء اشدود الجديد الذى تم افتتاحه، واخيرا ستنفذ قطار ايلات اشدود الذى سيجعل من اسرائيل اكبر جسر ارضى بين اوروبا والشرق الاقصى بتمويل صينى قدره 10 مليارات دولار . _x000D_
_x000D_
وحتى الان ترفض الصين ان تلعب اى دور سياسى او عسكرى فى المنطقة بالرغم من تناقص الدور الامريكى تدريجيا فى المنطقة . فى المقابل ترفض الدول التى تتاجر مع الصين ان تعطيها دروس سياسية فى مجال حقوق الانسان معتبرينها شان داخلى وانه يجب اتباع النموذج الاقتصادى الصينى فى العديد من الدول العربية . _x000D_
_x000D_
ويختتم بنى لوش مقالته قائلا انه بعد الاضرابات التى تشهدها اليمن وإجلاء 600 موظف صينى تسعى الصين لتطوير علاقتها مع اسرائيل فى مجال الطاقة النووية والاستفادة من التقنيات الاسرائيلية فى مجال الطاقة المتجددة، من هنا ليس من المؤكد ان تظل سياستها فى الشرق الاوسط اقتصادية بحتة .
اترك تعليق