ترجمة - نهلة صلاح تسائل الكاتب الامريكى توماس فريدمان بمقالته بجريدة النيويورك تايمز عما اذا كان انتخاب المرشح الاخوانى محمد مرسى كرئيس لمصر هو بداية لنهاية اتفاقية كامب ديفيد المبرمة بين مصر واسرائيل ؟ فأجاب انه ليس بالضرورة الا انها على العكس قد تكون فى حقيقة الامر بداية لسلام حقيقى بين اسرائيل والشعب المصرى وذلك عوضاً عن سلام بارد ورسمى بين اسرائيل من جهة والفرعون المصرى وحده من جهة اخرى .ولكن لتحقيق ذلك يجب على الجانبين ان يغيروا بعض السلوكيات المتأصلة بأسرع ما يكون . _x000D_
_x000D_
بداية دعونا نتخلى عن بعض الهراء . فهناك جملة واحدة دائماً ما نسمعها من بنيامين نتنياهو وحكومته ومحللى الجناح اليمينى الا وهى : " لقد قلنا لكم ذلك " انها الفكرة التى طالما اقنعهم بها الرئيس الامريكى اوباما للحفاظ على الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك وقد كان من السذاجة ان يفعل ذلك وجائت النتيجة الحتمية الا وهى وصول رئيس اخوانى الى سدة الحكم . واستطرد قائلاً انه من السذاجة الاعتقاد ان فكرة الاحتفاظ بالسلام بين اسرائيل وفرد واحد الا وهو مبارك او بعض الجنرالات الاخرين افضل من 80 مليون مصرى وانها فى نفس الوقت قد تبقيه الى الابد فى حكم مصر .. _x000D_
واضاف الكاتب انه كان يقدر قلق الاسرائيليين وهم يرون جارهم ينهار .ولكن من الصادم ان الذين ادعوا لفترة طويلة ان السلام لن يحدث الا فى حالة تحول العرب للديمقراطية يعلنون الان ان المشكلة مع العرب هى تحولهم للديمقراطية . _x000D_
وقال فريدمان انه لا يعلم ما اذا كان الرئيس الفلسطينى الحالى يستطيع ان يكون شريك فى حل السلام القائم على دولتين لأن البديل سيكون اعلان وفاة لأسرائيل كدولة ديمقراطية وفى نفس الوقت نهاية للسلام مع مصر الديمقراطية . _x000D_
اذا ما هى الالتزامات الواجبة على مرسى فى الوقت الحالى ؟ الا يكون هناك ارتباط بين تفكيره وتفكير الاخوان المعادى للتعددية والمعادى لحقوق المرأة . الا ان الكاتب يرى انه ليس بالهين الوصول الى ذلك . فايران قوة سياسية اسلامية وفى نفس الوقت تستقوى بالبترول مما يجعلها تصمد امام الضغوط . نفس الحال بالنسبة للمملكة العربية السعودية الا ان مصر ستصبح نظام سياسى اسلامى ولكن بدون بترول ولا تستطيع فى نفس الوقت العيش بدون سياحة ولا استثمارات اجنبية قد تساعد فى خلق فرص عمل وبناء مدارس وكذلك فرص لحماية الشباب المصرى الذى كان السبب فى انطلاق هذه الثورة . كذلك فان الولايات المتحدة لم ولن بل ولا يجب عليها ان تمنح الاخوان المسلمين نفس الصفقة التى منحتها من قبل لمبارك . _x000D_
_x000D_
ويختتم الكاتب مقاله ان مرسى سيجد نفسه تحت ضغط هائل كى ينتهج النموذج التركى وليس نموذج طالبان ولكن هل سيستطيع؟ولفت الكاتب النظر الى ان الرئيس الجديد يجب ان يعى جيداً انه يمتلك ورقة رابحة تتمثل فى ان الاسرائيليين سيقدرون سلام حقيقى مع رئيس من الاخوان المسلمين والذى قد يعنى فى نفس الوقت سلام مع العالم الاسلامى كله ونهاية حقيقة للصراع الدائر بينهم . _x000D_
واشار فريدمان فى نهاية مقاله إلى انتهاء عصر مبارك وأنه مع هيمنة الإخوان المسلمين على مصر وسياسة إسرائيلية يسيطر عليها الوطنيون الدينيون المحافظون، فإن كلاهما سيغير سلوكه من أجل شرعية كامب ديفيد للشعبين أو أنها تصبح تدريجيا لا تتمتع بمقومات الاستمرار..
اترك تعليق