هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خطاب خليفة بن سلمان في يوم الضمير العالمي.. وثيقة تاريخية ورسالة إنسانية 
ما بين الوثيقة التاريخية والرسالة الإنسانية والتخطيط الاستراتيجي؛ ثلاث قراءات مختلفة يمكن رصدها في خطاب الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس وزراء مملكة البحرين، في حفل تدشين يوم الضمير العالمي بمقر الأمم المتحدة بجنيف، الأسبوع الماضي.

 

ما بين الوثيقة التاريخية والرسالة الإنسانية والتخطيط الاستراتيجي؛ ثلاث قراءات مختلفة يمكن رصدها في خطاب الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس وزراء مملكة البحرين، في حفل تدشين يوم الضمير العالمي بمقر الأمم المتحدة بجنيف، الأسبوع الماضي.

 

 
أولا: الوثيقة التاريخية
مثل خطابه وثيقة تاريخية أشبه بالإعلانات العالمية الأولى، التي خرجت من رحمها، لأول مرة، المنظمات الدولية والدساتير الحقوقية الأولى، التي تم بناء الأخرى الحديثة عليها، كوثيقة عصبة الأمم التي ورثت الأمم المتحدة بعض مبادئها وطورت  أخرى، والتي يتم تدريسها في الجامعات والكليات والحقوقية كأول بناء إنساني لجعل العالم قرية صغيرة، وهو ما سيتم أيضا في حالة خطاب صاحب السمو الملكي، والذي خط بيده، حسب مركز البحرين للدراسات السياسية والاستراتيجية، أول إعلان عالمي لإيقاظ الضمير الإنساني العالمي، وجعله أحد أدوات بناء الحضارات، بحيث تتفوق قوته على قوة السلاح نفسه، الذي ظل لقرون طويلة في أياد بلا ضمير صنعت مأساة العالم، لتأتي وثيقة سموه متناغمة مع عالم يريد أن ينسى آلام الماضي من أجل التعايش السلمي ونبذ الحرب والكراهية.

 

وأضافت الدراسة، إن اختياره لبعض مفردات خطابه، الذي ألقاه عنه الدكتور يوسف عبدالكريم بوجيري المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة بجنيف، وجاء في تدشين اليوم العالمي للضمير للمرة الأولى، جاءت متناسقة تماما مع خصائص الوثائق التاريخية، من ناحية اعتمادها على جمل يمكن البناء عليها دون أن تطرح هي الحلول بالضرورة، فتأسيس اليوم الدولي للضمير، لا يهدف إلى طرح حلول ولا يقدم نفسه بديلا لدور الشعوب والحكومات، وإنما يهدف إلى "إلهام الناس للتأمل في أنفسهم لتحقيق السلام الداخلي، وتشجيع الحكومات والمنظمات على الاحتفال باليوم من خلال عقد البرامج ذات الصلة، وتحفيز المجتمع الدولي على حل النزاعات بطريقة سلمية" بحسب ديباجة الخطاب.

 

 
ثانيا: الرسالة الإنسانية
فقد جاءت كلماته عاطفية إلى حد كبير متأثرة بمعاناة العالم والشعوب المستضعفة، تواقة  نفسه لإنهاء مآسي المجاعات والحروب ومساعدة العالم بعضه البعض في الوصول لمعنى رفاهية الإنسان العالمي الواحد وليس الوطني أو الإقليمي، إذ نلمس مفردات مثل "الفقر والعوز والمرض" في رسالة سموه، التي جاءت باسم كل طفل مشرد وكل أسرة مهجرة بسبب الحروب وباسم كل من عانى في عالم لم يعرف الضمير ففقد ناسه الرحمة، مقدما في الوقت نفسه، في رسالته، أسس السلام الذي يوفر للدول الأجواء التي تمكنها من استكمال مسيرتها على صعيد التنمية لصالح شعوبها، التي تستلزم بالضرورة إنهاء معاناتها أولا.

"المعاناة التي يعيشها ملايين البشر في العديد من مناطق العالم" مثلت أحد الركائز الأساسية في رسالة سموه التي قام من أجلها تدشين يوم الضمير العالمي، للتأكيد على ضرورة أن تتحد إرادة المجتمع على إنهاء هذه "الأوضاع المأساوية التي تعيشها العديد من الشعوب جراء الصراعات ونقص الغذاء والجفاف والأوبئة" من خلال "الإجراءات التي تتخذ لحماية الفئات الأكثر ضعفا، ولا سيما الأطفال والنساء والمسنين الذين يواجهون الأخطار جراء الفوضى التي باتت مشهدا ثابتا في العديد من البلدان، وجميعها تنطوي على معاناة للبشر ويجب أن تؤرق الضمير الانساني لكي يعمل على إنهائها.

 

 
ثالثا: التخطيط الاستراتيجي
مثل خطابه، مرتكزات أساسية للتخطيط الاستراتيجي للمسؤول والقائد والخبير الذي يضع الخطط والمبادئ العامة للإدارة، فقد أرسى سموه مجموعة مبادئ عامة نحو إدارة العالم في عصر يسود فيه الضمير العالمي، وأه‍م هذه المبادئ:
"إزالة أسباب الصراع"؛ من خلال "التغيير المستمر في الرؤى والاستراتيجيات"، بحيث تكون الأخيرة مواكبة للتغيرات العالمية والتحولات الكونية، ومن ناحية أخرى من أجل مواكبة التحديات التي تواجهها البشرية. ثم إشاعة عوامل البناء؛ كبديل للخراب الذي يؤدي إليه النزاع بعد إزالة واقتلاع جذوره، وذلك يكون من خلال "تعاون الأسرة الدولية" التي ستكون مطالبة "بالتعاون العالمي وفق سياسات متكاملة وأكثر إنجازا في مواجهة ما تعانيه بعض دول العالم من مشكلات".

 

وكل هذا لن يأتي بحسب سموه إلا مع "التعايش والبناء على نقاط التلاقي بين الحضارات كوسيلة مهمة لإنهاء والقضاء على كل أشكال التعصب والعنف والإرهاب التي تهدد حاضر ومستقبل العالم، فالنهوض بأوضاع الإنسانية يبدأ بإحلال السلام، وتوفير مسببات الأمن والاستقرار لكل الدول" في آخر مبادئه التي حملها الخطاب.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق