"ماما عاوز كلب" "بابا هاتلى قطة" " نفسى فى ارنب" "عاوز عصافير" كلمات يسمعها الاباء والامهات من اطفالهم كرغبات ملحة لهم.. بعضهم يقبل ذلك اما اقتناعا او انصياعا لرغبة الطفل والبعض الاخر يرفض.. والسؤال هو ايهما الافضل للطفل هل تربية الحيوانات الاليفة هام او مفيد له ام انه مجرد" لعبة" يرغبها الطفل.

يقول الدكتور وليد هندى استشارى علم النفس وتعديل سلوك الاطفال انه فى الاعوام الاولى من عمر الطفل علينا ان نقوم بغرس عدة مفاهيم اجتماعية وخلقية لديه والتى من اهمها انه ليس وحده فى هذا الكون وان الكون يستوعب العديد من الكائنات الاخرى المحيطة بنا مثل الطيور والنباتات والحيوانات ولذلك نحن نحث دائما الاباء والامهات على اقتناء الزهور واستزراع بعض النباتات البسيطة وكذلك تربية بعض الحيوانات الاليفة التى تعمل على اتساع مفهوم المجتمع لدى الطفل كما انها تعلمه العديد من المفاهيم الانسانية كمساعدة الاخر  والحب والايثار والعطاء بلا مقابل.

واضاف هندى للجمهورية اون لاين: ان تلك الحيوانات الاليفة قد تكون خير جليس للطفل اثناء انشغال الابوين او بعدهم عن المنزل. اضافة الى انها تدخل السرور الى قلبه وتكون طرفا اصيلا من اطراف اللعب يعتمد عليه فى الترفيه واداء الادوار بطريقة نفسية بل اننا من خلال وجود بعض الحيوانات قد نتعرف على المشاكل النفسية لدى الطفل فيقوم الاطفال باسقاط مشاعرهم السلبية تجاه الاخرين من الاباء والكبار على ما يقنوه من حيوانات فنجد البعض يمارس العنف او التعذيب او الحبس الانفرادى فى بعض الغرف ما قد يعطى مؤشرا الى بعض المواقف الاشكالية التى قد تعترى حياة الطفل الاجتماعية فيجب التدخل فورا والعمل على حلها.

وتابع الدكتور وليد هندى : مع الوضع فى الاعتبار ان هذه الحيوانات الاليفة على الرغم من ايجابية وجودها فى حياة الطفل واستخدامها وسيلة للقضاء على بعض الاضطرابات النفسية البسيطة الرهاب الاجتماعى والخوف من الاخرين مثلا الا انه قد يكون لها وجود سلبى فى حياته كأن يتوحد نفسيا معها فتراه دائم التقليد لها وقد يكتسب منها بعض اللزمات السلوكية والحركية اللارادية كالنط والقفز وبعض حركات الفم والانف والعين او بعض متلازمات الايدى والارجل وقد تنمى السلوك العدوانى لديه فنجده دائم الشجار والخربشة باليد مع الاطفال.
كما انها قد تساعد نمو اضطراب التبول لديه اذ لم يتم توجيه الحيوانات على طريقة ومكان الاخراج الصحيحة.

وفى النهاية ننصح الوالدين بان يكونا حريصين فى حالة تواجد هذه الحيوانات على العلاقة المتزنة بينها وبين الطفل حيث ينعكس وجودها عليه ايجابيا لا سلبيا.