تحقيق - سمر السيد
صوت انفجار مدوى، أحجار تتساقط فوق رؤوس الأطفال، وجدران تتهدم من حولهم تخلط أجسادهم الصغيرة وسط مقاعد خشبية تحطمت هي الأخرى لتتناثر الدماء في أرجاء المكان وتعلو صرخات الاهالي الذين هرعوا يبحثون عن أبنائهم داخل مدرسة بحر البقر ليجدوا البعض قد لقوا ربهم شهداء وآخرون فاقدو الوعي يصارعون الموت تحت الانقاض " جميع ما سبق مشاهد مازالت عالقه في ذكرى أهالي قرية بحر البقر التابعة لمركز الحسينية التي شهدت واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في حق أطفال أبرياء بعد أن قصفت مدرستهم قبل 49 عاما.
فى ذكرى المذبحة التقت " الجمهورية أون لاين" بعدد من المصابين جراء جرائم الكيان الصيهونى التى أرتكبها ضد أطفال عزل بقرية بحر البقر بالشرقية وبدأ اللقاء مع "السيد عبدالرحمن" البالغ من العمر 57 عاما الذي رؤى تفاصيل الواقعة قائلا: " كنت في الصف الأول الابتدائي وعمري 7سنوات وأثناء حصة الحساب داخل المدرسة سمعنا صوت انفجار قوي وفجأة وقع علينا الحجر والخرسان وكل مابداخل الفصل يتناثر من شدة القصف".
وأضاف أن اليوم الذي دكت فيه طائرات الفانتوم الإسرائيلية مدرستهم لن ينسى من الذاكرة، مبينا أن الكثير من زملائه ماتوا في تلك المجزرة بعد أن تحولوا لأشلاء، مضيفا أن جرارات الإصلاح الزراعي قامت بنقلهم إلى مستشفى الحسينية العام الذي مكث فيه قرابة 50 يوما إثر إصابته بكسر في الدماغ.
واستطرد قائلا: " كلثوم قامت بزيارة كل مصاب والرئيس جمال عبدالناصر وأنور السادات وكرمونا بظرف بداخله (خمس جنيهات وشلن) "، لافتا إلى أنه بعد تعافيه، توجهوا بهم إلى زيارة لنادى الصيد وبعدها حصلوا على رحلة سياحية إلى بلغاريا والمانيا لمدة 60 يوم، وعادوا إلى بلادهم بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر.
و التقطت أطراف الحديث:" فايزة محمود طنطاوي" إحدى المصابات في القصف الإسرائيلي على مدرسة بحر البقر قائلة:" كان عمري 7 سنوات، في الصف الأول الابتدائي وأثناء درس الحساب سمعنا صوت طائرات وقصف شديد جعل كل محتويات الفصل والسقف يتساوى بالأرض، ولم أشعر بنفسي الا داخل مستشفى الحسينية العام، واصيبت بارتجاج في المخ وتسبب الحادث في تدهور صحتي لهذا الوقت"، مؤكدة أن الدولة نظمت رحلة سياحية للمصابين إلى بلغاريا والمانيا بعد تقسيمهم إلى فرق".
و بنبرات الحزن تذكر مصطفى محمد ابراهيم احد المصابين الحادث الأليم حيث أوضح أن القصف الإسرائيلي على المدرسة أسفر عن إصابته بشظايا في قدمه وكسر في الجمجمة من الجهة اليمني، وأجري عمليات ترقيع للجلد".
وتابع أن فترة علاجه استغرقت ٦ شهور في مستشفى الحسينية العام، مؤكدا أنه الشخص الوحيد الذي أصيب بإصابات بالغة في هذا الهجوم الإسرائيلي على المدرسة.
وروى محمد محمد عرفات تفاصيل القصف الاسرائيلي قائلا:" في صباح يوم ٨ أبريل ١٩٧٠ سمعنا أصوات طائرات أثناء تواجدنا بالمدرسة فظظنا انها استعراض وبعد دقائق قليلة دوى صوت انفجار ولم نشعر بشئ بعدها، فقد فقدنا الوعي جراء قصف على المدرسة".
وأضاف أنه عندما استعاد وعيه وجد نفسه داخل جرار بجانب أصدقائه الذين تحولوا لاشلاء، بينما هو كان عبارة عن" فحم"حيث تشوه جسده جراء القصف، مؤكدا أنه مكي في مستشفى الحسينية ٦٠ يوما خلال هذه الفترة لن يتعرف عليه اهله حيث أصيب بجروح وحروق بالغة شوهت ملامحه وظنوا أنه توفي في القصف ، وبعدما استطاع التحدث تمكنوا من التعرف عليه، مبينا أنه لن يستطيع أنه يكمل دراسته حيث أن الحادث وصوت الطائرات أثرت عليه.
وتحدث سامي عبد الحميد الذي كان تلميذا بالمدرسة آنذاك لكن الله كتب له النجاة، عن تفاصيل الحادث الإسرائيلي الغاشم قائلا :" وقتها كنت فى الصف الأول الابتدائى، كان عمري ٦ سنوات، كانت الحصة الأولى وكان الدرس حساب، فجأة سمعنا صوت طائرات وهزة شديدة انتابت المدرسة ثم وقع علينا سقف المدرسة ولم اشعر بنفسي بعدها حيث فقدت الوعي، وعندما استعدت الوعي كنت راقد على سرير فى مستشفى الحسينية العام، وعرفت بعدها علمت أن زملائى الذين كنت قبل الحادث بثوانى معهم خرجوا من أسفل الأنقاض أشلاء".
وطالب المصابين رئيس الجمهورية بصرف معاش لهم حيث انهم تقاضوا مكافآت لمدة ٣ سنوات فقط، مضيفين أن الشؤون الاجتماعية كانت قد وعدتهم بترتيب رحلات للحج قبل أعوام لكن هذا لم ينفذ حتى الآن.
اترك تعليق