يعقد الآن بالقاهرة الدورة الثانية لأئمة ليبيا بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر برعاية الأزهر والذي أكد الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال لقائه بهم أن جهود الأزهر لدعم ليبيا للخروج من أزمتها الراهنة ومواجهة العنف والإرهاب تأتي في إطار المسؤولية التي يحملها على عاتقه منذ أكثر من ألف عام للحفاظ على نشر تعاليم افسلام السمحة لدى كل أبناء المسلمين في العالم.
واستكمالا لذلك التقت – الجمهورية أونلاين – حوار خاص مع الشيخ اكرم الجراري رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بليبيا.
3 سنوات خريجي الأزهر في ليبيا
أشار الشيخ أكرم الجراري رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بليبيا إلى أنه تم تأسيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر منذ ثلاث سنوات وأن التعامل يتم مع جهات معينة وسط حالة من الترحيب بين القبائل وشيوخ ليبيا خاصة وأن الشعب الليبي يتمتع بالطبيعة الوسطية والتي تنبذ الغلو والعنف.
الأزهر منارة العلم والمعرفة
وأضح أن خلال فترة الستينيات وأوائل السبعينيات كانت الأئمة والخطباء والوعاظ من ليبيا يدرسون بالأزهر الشريف كما أن جمهورية مصر العربية كانت توفد في السبعينيات معلمين مصريين للتدريس في ليبيا لذلك فأبناء الجيل الأول والثاني على دراية كاملة بأن الأزهر منارة العلم والمعرفة وهو جعل تاسيس فرع المنظمة بليبيا أمر سهل.
أحداث 2011
وأكد على أن انتشار الجماعات المتطرفة والميلشيات بعد أحداث 2011 وسقوط الدولة الليبية والذي كانت سببا في انتشار الجماعات الإرهابية كما أن هناك عناصر إرهابية تتسلل عبر الحدود الجنوبية خاصة من النيجر وتشاد والسودان فدائما التسلل يأتي إلى ليبيا عبر الصحراء.
مواجهة التطرف
وعن كيفية مواجهة التطرف أضاف إلى مواجهة الفكر بالفكر لذلك تعقد الدورات التدريبية لبعض الأئمة والخطباء والوعاظ بالأزهر في مصر والذي تعد الدورة الثانية فضلا عن نقل الخبرات التي تكتسب خلال الدوارت وتدريسها وعقد الندوات والمؤتمرات بالداخل الليبي مشيرا على وجود فرع في سبها الليبية حتى يكون التواصل أوقع وله اهمية كبيرة فضلا على الإعتمادا على أشخاص لهم حاضنة اجتماعية"شخصية عامة ولها حضور اجتماعي متميز".
الجيل الثالث والرابع في ليبيا
هناك من لم يعي بما تم في أحداث 2011 ولما توجهه ليبيا وهم مرحلة الجيل الثالث والرابع فكيف يتم مواجهة الأفكار المتطرفة؟ أجاب: يهمنا النشئ الذي تربى في أثناء انتشار الجماعات الإرهابية والذين قاموا بأعمال التفجير والذبح والتكفير وغيرها من الأعمال الإرهابية لذلك تواصل الفرع مع أغلب الأئمة والخطباء والوعاظ بالمناطق الليبية المختلفة سبها وطرابلس وبني غازي وغيرها لعقد دورات وندوات داخل المدارس سواء للبنين أو البنات.
وأضاف خلال حوار خاص – الجمهورية أونلاين – بأن الجماعات الإرهابية استغلت الفراغ الأمني في ليبيا لتنتشر بعد أحداث 2011 إلا أن الوضع الآن اختلف ففرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر يعمل على نشر الوسطية ليس فقط في المساجد ولكن نعمل على التنشئة في البيوت فإذا صلح الأب والأم تكتمل التنشئة السليمة ويكون واقع إيجابي للنشئ خاصة وأن المواجهة الأفكار المتطرف والغلو والعنف لا يقتصر على جهه أو تفاعل بعينه فهناك صفحات إرهابية تدعو لنشر الأفكار المغلوطة والعنف لذلك كان لازما العمل على التربية والتنشئة السليمة.
الدورة الثانية لأئمة وخطباء ووعاظ ليبيا بالقاهرة
تعقد الآن بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالمقر الرئيسي بالقاهرة – جمهورية مصر العربية - الدورة الثانية لأئمة وخطباء والوعاظ الليبين برعاية الأزهر فأوضح الجراري أن الشروط الاختيار تتم من خلال اختيار ممثلين عن القبائل "المجتمع الليبي بطبيعته قبليه" وهذه الدورة تم تمثيلهم من المناطق الليبية مشيرا إلى المنطقة الجنوبية الليبية بها نحو 25 قبيلة يتم اختيار من كل قبيلة شخص لديه حاضنة إجتماعية "شخصية عامة ولها حضور اجتماعي متميز" حتى يستطيع أن يمارس عمله ونقل ما تعلمه سواء داخل المدارس أو المساجد أو عقد المؤتمرات والندوات مؤكدا على أهمية دور الشباب فأغلب المتدربين من الشباب لا يتجاوز سنهم 30 حيث تصل نسبتهم إلى 80% حتى يكون التعامل أوقع مع أبناء ليبيا من الجيلين الثالث والرابع معلنا عن تكرار الدورات لتعليم أكبر قدر من الأئمة والخطباء والوعاظ على أن يتم عقد الدورة الثالثة في القاهرة أبريل 2019.
مناهج دورة الأئمة الليبين لم تقتصر على العلوم الدينية
تختلف مواد الدراسة بالدورة التدريبية للأئمة الليبين فهي ليست مقتصرة على العلوم الدينية فقط والتي من بينها الإعلام والتطرف فأوضح الجراري أن لكل شيء له المضاد لمقاومته ولا بدّ من أن نعي كيفية التعامل مع الإرهاب الإعلامي لذا كانت محاضرة الإعلام والتطرف لنكون على دراية بالفكر الإعلامي وكيف يكون الرد عليه" وكيف يتم التعامل مع صفحات مواقع التوصل الإجتماعي والتي تقوم بنشر الأفكار المغلوطة والمفاهيم الخاطئة والتأويل الغير صحيح بالإضافة إلى أن بليبيا ثلاث قنوات مرئية تتنبع التنظيمات الإرهابية تبث من خارج ليبيا لتبث الإرهاب وتمول الأفكار المتطرفة وصفًا إيها "غرفة قتال" لتحريضها الدائم على القتل والفجير والتكفير لمجرد الإختلاف في الرأي لذلك وجب علينا إدراك آليات المواجهة والتي من بينها الإرهاب الإعلامي وهو جزء حتى يتثنى وجود دولة فليبيا تمر بمرحلة صعبة للغاية ولكن إلى الآن نحن متواجدين بالداخل.
مواجهة التأويل الخاطئ في تفسير القرآن والأحاديث
وعن مواجهة التأويل الخاطئ في تفسير القرآن والأحاديث أكد على تبني المنظمة لفكرة المسائل التي يختلف عليها يتم إرسالها لمقر المنظمة ويتم الرد عليها من خلال علماء الأزهر كالأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق والأستاذ الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر وغيرهم من العلماء على ان يتم تصوير الرد فيديو مدته من ثلاث إلى خمس دقائق ويتم نشرها سواء على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي في ليبيا وكذلك عرضها خلال عقد لقاءات مع شيوخ القبائل وحضور جماهيري سواء من القبائل أو العامة في ليبيا.
ضوابط الفتوى
وأضاف الجراري أنه خلال الدورة الثانية عقدت محاضرة بعنوان "الإجتهاد والإفتاء ضوابط الفتوى" للأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية والذي أوضح أزمة الفتوى للجماعات التكفيرية وغيرها من القضايا كالتكفير لمجرد الإختلاف وما نعاني منه من آداب الإختلاف وما هي آداب الفتوى وما هي نتائجها وكيفية درء المفاسد؟
الإنتماء والوحدة الوطنية
واستكمل حواره عن المناهج التي درست خلال الدورة الثانية لأئمة ليبيا بالقاهرة بأنها تنوعت والتي من بينها الإنتماء والوحدة الوطنية وأهميتها لحماية الدولة حيث إن العمل الدعوي لايقتصر على العمل داخل المساجد بل لدى الأئمة دور في المصالحات بين القبائل ورأب الصدع فشيوخ القبائل تحترم حامل كتاب الله.
الجامعات الليبية
وعن العمل في مواجهة الأفكار المتطرفة داخل الجامعات الليبية أكد بأن الآن العمل صعب خاصة أغلب الجامعات مسيطر عليها من الميلشيات.
العلاقات المصرية الليبية
وأشاد بعمق العلاقات المصرية الليبية والدعم المصري مشيرا أن التعاون وحسن العلاقات بين مصر وليبيا لن يكن وليد اليوم فهو تاريخ كبير وصفا العلاقات بين الدولتين "جسد واحد" داعيا الله أن يدوم الأمن والأمان على جمهورية مصر العربية فهي قلب العرب النابض.
رئاسة مصر للإتحاد الإفريقي
وعن رئاسة مصر للإتحاد الإفريقي أكد على أهمية الدور المصري كونها دولة عربية وأفريقية ولديها القدرة على تنفيذ السياسة الحكيمة خاصة وأن القارة الإفريقية بها العديد من الأزمات والملفات خاصة مكافحة الإرهاب والتطرف إلا أننا على ثقة كاملة بأن مصر تستطيع حل كافة الأزمات والعقبات إن شاء الله.
زيارة مصابي القوات المسلحة الليبية بالقاهرة
وخلال فترة انعقاد دورة الأئمة الليبين بالقاهرة قاموا بزيارة لمصابي القوات المسلحة الليبية الذين يتم علاجهم بإحدى المستشفيات بالقاهرة أوضح بأن علينا دور إنساني ووطني تجاه القوات المسلحة الليبية وهي المساندة الكاملة للقوات المسلحة الليبية في مواجهتهم للإرهاب وعلى الأئمة مواجهة الإرهاب الفكري بالفكر.
الإشادة والدعم والعمل
واختتم حواره بتوجيه الشكر والتقدير للقيادة المصرية الحكيمة وللأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر ولجميع القيادات بالمنظمة على جهودهم والعمل على تسهيل انتشار الأفكار الصحيحة البعيدة عن الغلو والتطرفة وبالنسبة لليبيا فأكد دعمه الكامل للقوات المسلحة الليبية واستمرار العمل على مواجهة الأفكار المتطرفة وتفنيدها.
يذكر أنه يجرى الآن الدورة التدريبة الثانية لأئمة الليبين بالمقر الرئيسي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالقاهرة برعاية الأزهر خلال الفترة من 3 إلى 18 مارس / آذار 2019 واعتمدت موضوعات المحاضرات على كيفية مواجهة الأفكار المتطرفة من خلال برنامج تدريبي يحوي: " فقه الأولويات، ومقاصد الشريعة، والإعلام والتطرف، والتكوين المعرفي لعلوم الشريعة، وآيات أخطأ في فهمها المتطرفون، وأحاديث أخطأفي فهمها المتطرفون، وبين التفسير والعقيدة، والإنتماء ومواجهة التطرف، والإجتهاد والإفتاء ضوابط الفتوى، والمواريث، وحرمة التكفير ومخاطره، والحقيقة والمجاز في فهم القرآن والسنة "الغلو صوره وأخطاره وعلاجه"، والتكفير وخطره على العالم الإسلامي، واللامذهبية وخطرها على الشريعة الإسلامية" فضلا عن عقد ورش عمل تتم خلالها المناقشات والحوار حول آليات مواجهة التطرف والغلو.
اترك تعليق